زمان يافن

افتتح محل لبيع قطع الغيار وأنفق الإيراد على الملاهي.. صفحات من حياة رشدي أباظة

افتتح محل لبيع قطع الغيار وأنفق الإيراد على الملاهي.. صفحات من حياة رشدي أباظة

بعد إنهاء دراسته افتتح رشدي اباظة محل قطع غيار السيارات وبدأ حياة جديدة، فللمرة الأولى يصبح حراً بلا قيود أو أوامر وعادات وتقاليد.

أصبح اليوم صاحب محل أو كما يقال عمن هم في مثل حالته ابن سوق يبيع ويشتري، يتعامل مع الغني والفقير، يصادق البكوات والعمال المهنيين، غير أنه لم يكن يذهب إلى المحل إلا في الثالثة أو الرابعة عصراً، بينما يستعد أصحاب المحال الأخرى لانتهاء يومهم، بعد يوم طويل بدأ في الثامنة صباحاً، لكن كيف يستيقظ في الثامنة صباحاً من ينام في الرابعة فجراً؟

كان يغلق المحل في الثامنة مساء كبقية محال الشارع، حتى يتوجه رشدي إلى أحد مكانين ليمضي في أيهما ليلته حتى الساعات الأولى من الصباح، وكل منهما على بعد خطوات من محل عمله.

الأول كان «شارع عماد الدين» الذي لم يكن يذهب ليرتاد المسارح أو دور العرض السينمائي المنتشرة بطوله وعرضه، فلم يعرهما اهتماماً، بل يذهب ليرتاد الملاهي الليلية، أو كازينوهات الفرق الأجنبية الراقصة، حيث يأخذ الإيراد اليومي للمحل، وبدلا من أن يفكر في ما ينقص المحل من بضائع يذهب لينفقه في شارع عماد الدين، فقد بدأ يشرب ويدخن ويجالس الحسناوات الفرنسيات والإيطاليات واليونانيات، تساعده على ذلك وسامته اللافتة، فضلاً عن إتقانه اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية، وتحدثه بها كأهلها، إلى جانب العربية.

المكان الثاني الذي كان يذهب إليه رشدي بالتوازي مع شارع عماد الدين هو صالة لعب البلياردو، تلك اللعبة التي تعلمها وأتقنها في الإسكندرية، حتى بدأت تجارته في التراجع، حيث يأخذ منها ولا يضيف إليها، فضلاً عن السهر حتى الفجر، والنوم حتى آذان العصر، ما جعل جيرانه من أصحاب المحال الأخرى، يتندرون عليه، خصوصاً بعدما بارت تجارته ولم يعد يبيع أو يشتري.

فضلا عن أجواء الحرب التي تسببت في كساد التجارة وتوقف حركة البيع والشراء، فأصبح رشدي يذهب كل يوم إلى المحل، لا ليبيع ويشتري لكن ليرتب مواعيده ويستقبل أصدقاءه، ثم يغلقه ليبدأ سهرته!

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى