مشاهيرمنوعات

هل تنبأ ضحية كوبري ستانلي بوفاته بهذه الطريقة.. اقرأ ماذا كتب قبل الحادث.. صور

هل تنبأ ضحية كوبري ستانلي بوفاته بهذه الطريقة.. اقرأ ماذا كتب قبل الحادث.. صور

لا شيء أصعب على النفس من موت عزيز، ولكن في “حادث ستانلي” بالإسكندرية هناك ما هو أكثر ألمًا وأشد وطأة على أسرة “ماجيسكو”، فلم يعد موت ابنهم شاغلهم الأكبر قدر العثور على جثته وسط بحر هائج ابتلعه بمساعدة “سائق متهور”.


في محطة قطارات سيدي جابر، انتظر “بيكو” و”الحوفي” قدوم صديقهما “ماجيسكو” من طنطا، فالثلاثة اتفقوا على أن يقضوا يوما معا في الإسكندرية قبل أن يعود كل منهم إلى جامعته على أمل أن يجمعهم لقاء أطول في مدينتهم مرسى مطروح.


الساعة تقترب من السادسة مساء يوم الثلاثاء 2 يناير، لم يخلف “قطار ماجيسكو” موعده كعادة قطارات السكة الحديد مؤخرا، وكأن كل شيء اتفق على أن يذهب الأصدقاء الثلاثة إلى مصيرهم وقدر لا مفر منه على كوبري ستانلي الذي تحولت حواجزه الحديدية إلى بوابة تفصل بين الحياة والموت.


“ماجيسكو كان لسه مخلص امتحانه في كلية التجارة جامعة طنطا وكان جاي علشان يقضي اليوم معانا ويرجع تاني يوم لكليته” يقول أشرف زين العابدين أو “بيكو” – كما يناديه أصدقاؤه، مشيرا إلى أنهم قرروا الذهاب سيرا على الأقدام من المحطة إلى كوبري ستانلي.
نبوءة ماجيسكو
“الفكرة مش سنة جديدة الفكرة أن في فترة عدت كان عندي فيها حبة أهداف ماحققتش غير 12% منها” كلمات سجلها محمد حسن شوقى”ماجيسكو” في صفحته على فيسبوك في اليوم الأول من 2018، فهل كان يعلم أنه سوف يموت في اليوم التالى دون تحقيق باقي أهدافه؟.


السؤال السابق أجاب عليه “ماجيسكو” قبل وفاته وسقوطه في البحر بنحو شهرين وكأنه تنبأ بنهايته التي تصلح لسيناريو فيلم تجمع أحداثه بين “الأكشن” و”الدراما” حيث كتب:” 3 أشخاص واحد يقف على الشاطئ والآخر يسبح في البحر والأخير يغطس تحت الماء من منهم يشعر بالحزن ومن منهم يشعر بالفشل ومن منهم لا يشعر بشيء؟”.
“ماجيسكو كان بسيط كباقي أخوته أهدافه مش كبيرة وأقل حاجة تبسطه كان بس عايز يلاقي وظيفة فهو الابن الأوسط بين ولدين وفتاة لوالده الموظف السابق بشركة مياه مطروح”.


“كارت ميمورى”
على كوبرى ستانلى، جلس الثلاثة على حاجزه الحديدي في انتظار صديقهم الرابع “محمد حسام”، يشاهدون البحر بأمواجه العالية التي تحركها رياح نوة “رأس السنة”، قبل أن يقرر “بيكو” استغلال وقت الانتظار في التقاط صورة تجمعهم معا.


“لقيت كارت الميمورى في موبايلي ممتلئاً فقمت بتفريغ بعض من محتوياته وتركت موقعي بجوار ماجيسكو والحوفي أنا الوحيد اللي كان وشي للطريق مش البحر فجأة لقيت عربية دخلت علينا بسرعة كبيرة قبل ما نتصور ملحقتش أنبّه أصحابي” يقول “بيكو” قبل أن يصمت ويجهش بالبكاء كطفل فقد أحد أبويه.


ووفقا لمعاينة رجال المباحث، انحرف “ي.ج.و” 19 عاما، طالب بكلية التجارة جامعة المنوفية، بسيارته يمين الطريق وصعد أعلى الرصيف، ليصطدم بالحاجز الحديدي لكوبري ستانلي ويطيح بكل من “محمد الحوفي” طالب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، و”محمد حسن” ماجيسكو، 21 عاما، طالب بكلية التجارة جامعة طنطا، و”أشرف زين العابدين” بيكو 22 عاما، طالب بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية.


“ما بيعرفش يعوم”
“صحابى في الميه”، “حد يلحقهم”، “ماجيسكو والحوفي تحت” صراخ “بيكو” الذي نجاه القدر من الحادث بشكل درامي وصل صداه إلى عمال شاطىء وكافتيريات ستانلي الذين سارعوا إلى نجدة الشابين باستخدام “بدال” وعوامات من بقايا موسم الصيف.


محاولات العاملين بالشاطئ والتى سبقت وصول قوات الإنقاذ النهري بنحو ساعة – وفقا لحديث بيكو – نجحت في إنقاذ “الحوفي” ونقله إلى المستشفى مصاباً بجروح بالوجه والركبة اليسرى والفخذ الأيمن وسحجات بالساق اليمنى إلا أن “ماجيسكو” اختفى بين الأمواج.


ويبكى “بيكو” مجددا كلما استرجع تفاصيل الحادث الذي هز الإسكندرية، وحوّل ثاني أيام العام الجديد إلى أحزان وترقب ظهور جثة ابن مطروح: “ماجيسكو ما بيعرفش يعوم وفي ناس كانت بتقول الموج كان بيسحبه جوه البحر بعد الحادث”.
وتابع الطالب بجامعة الإسكندرية: “بقالنا 4 أيام مش لاقيينه، حق صاحبي لازم يرجع، سائق السيارة كان سكران ولم يكترث بمن قتله وظل يصرخ العربية باظت”، مشيرا إلى أنه يشعر بأن ما مر به في الحادث وتبعاته مجرد حلم سوف ينتهي.


وعلى شاطئ ستانلي جلست والدة ماجيسكو تتحدث إلى البحر ودموعها تتحجر في عينيها، وكأنها تطلب منه أن يعيد جثة ابنها لتكرمه بدفنه، فالبعض في المدن الساحلية يقولون إن البحر دائما ما يستجيب لنداء أم الغريق بل إن الغريق نفسه يسمع صوتها.


وبجوار أم فقدت ابنها وحرمت من نظرة الوداع ومعرفة قبر له تزوره – ربما إلى الأبد – جلس والده “حسن شوقي” وعدد من أقاربهم وأبناء مطروح، أعينهم معلقة مع كل موجة تصل إلى الشاطئ فارغة من دون جثمان مفقود طال انتظاره.


وفي مقطع فيديو هزت كلماته قلوب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ناشدت الأم الجميع بمساعدتها قائلة: “أنا بناشد كل اللي بيشوفني قاعدة في عز البرد نفسى حد يغيثني غيثوني أنا موجوعة على ابني بناشد أي حد اللي يقدر يساعدني ارحموني رجعولي ابني”.


وأخيرا نجحت قوات البحث في العثور على الجثة، ولكن الأب فجر مفاجأة بقوله: إن الجثمان الذي تم استخراجه بنسبة 80-90 % مش ابني، لافتًا إلى أنه طلب تقرير طب شرعي، وإجراء تحليل «DNA» للجثمان الذي تم استخراجه، ومازال يبحث عن جثمانه، موضحًا أن نجله يبلغ من العمر 21 سنة، بينما هذا الجثمان لشخص يبلغ من العمر 40 عاما، ونجله كان رفيع، بينما هذا الشخص عريض، ونجله كان شعره طويل، بينما هذا الشخص أصلع، فضلًا عن أن نجله كان يرتدي بنطلون جينز وكوتشي وشراب وجاكت، بينما هذا الشخص عار تمامًا، ولا يعقل أن تذهب ملابسه تمامًا ويسقط شعره خلال 6 أيام.

 

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى