منوعات

بابا الكاثوليك يهز الفاتيكان.. “لا وجود للجحيم والأرواح الشريرة تختفي ولا تعاقب”

هزت تصريحات نسبت إلى بابا الفاتيكان، ورأس الكنيسة الكاثوليكية، أتباع تلك الكنيسة وكهنتها، قبل أيام قليلة، ما دفع الفاتيكان في وقت لاحق إلى توبيخ الصحافي الإيطالي الذي نشرها.

وفي تصريح صاعق، يناقض كافة تعاليم الدين المسيحي، لا سيما الكنيسة الكاثوليكية، التي تؤمن بفكرة الجنة والنار أو الجحيم، ادعى مؤسس صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية إيوجينيو سكالفاري، أن البابا قال في مقابلة معه إنه لا وجود للجحيم، في معرض قوله إن النفوس الآثمة لا تعاقب، وإنما تضمحل وتختفي.

فقد زعم الصحافي أن البابا قال في معرض حديثه إن “جهنم غير موجودة، وإن النفوس الآثمة تزول عن الوجود”.

وبعد نشر المقابلة، أعلن الفاتيكان أن البابا لم يكن بنيته الإدلاء بتصريحات صحافية، وأنه عقد لقاء شخصياً مع الصحافي. وأضاف أن ما جاء في نص المقابلة بخصوص عدم وجود جهنم ليس إلا “نتيجة تفسيرات” سكالفاري، مشيرا إلى أن النص لا يتضمن العبارات الحقيقية التي جاءت على لسان البابا.

من جهته، أكد البابا أن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال على قناعة بوجود جهنم، وأعاد إلى الأذهان خطابه الذي ألقاه في 25 نوفمبر 2016، وقال فيه إن جهنم ليست “غرفة للتعذيب” وإنما هي “الابتعاد عن الرب”.

الفاتيكان يوضح ويوبخ الصحافي

إلى ذلك، وبخ الفاتيكان الصحافي، وأصدر بياناً أكد أن التصريحات التي نسبت للبابا لا تعكس ما قاله بشكل دقيق.

والتقى الصحافي أوجينيو سكالفاري (93 عاما)، الذي تربطه صداقة فكرية بالبابا فرنسيس، مع البابا مؤخرا، وكتب قصة مطولة اشتملت على قسم للسؤال والجواب في نهايتها.

وقال الفاتيكان إن البابا لم يجرِ معه مقابلة، وإن المقالة “نتاج لإعادة صياغته” وليست “نصا دقيقا لكلمات البابا”.

ويتفاخر سكالفاري، وهو مؤسس صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، بأنه لا يكتب ولا يستخدم مسجلا أثناء مقابلاته مع زعماء وقادة ثم يقوم بعد ذلك بإعادة كتابة المقابلات في مقالات مطولة.

ووفقا لمقالة سكالفاري، الخميس، في الصحيفة، سأل البابا عن المكان الذي تذهب إليه في النهاية “الأرواح الشريرة” لتعاقب، ونقل عن البابا قوله ردا على ذلك: “لا تعاقب. تلك التي تتوب تحصل على مغفرة الرب وتأخذ مكانها مع من يُجلّونه، لكن تلك التي لا تتوب ولا يمكن الغفران لها تختفي. لا يوجد جحيم، لكن اختفاء الأرواح الشريرة موجود”.

يذكر أن هذه هي المرة الثالثة على الأقل التي يصدر فيها الفاتيكان بيانات ينأى فيها بنفسه عن مقالات لسكالفاري عن البابا.

جدير بالذكر أن بابا الفاتيكان يرأس البابا الكرسي الرسولي، نظرًا لكونه خليفة القديس بطرس، والذي يشكل الهيئة العليا لإدارة الكنيسة الكاثوليكية؛ وهو أيضًا رأس دولة الفاتيكان.

وكان للبابا في السابق دولة تعرف باسم الولايات البابوية، غير أن توحيد إيطاليا قد أدى لإنهائها، وأدت إلى نشوء دولة الفاتيكان عام 1929 بمثابة رمز لاستقلال الكرسي الرسولي عن أي سلطة سياسية في العالم. كان من نتائج التخلي عن الإدارة المدنية، حصر الاهتمام البابوي بأمور الدين والقضايا المتصلة به كالأخلاق.

 

أما لقب البابا، فقد نشأ في الإسكندرية ونعت به أساقفتها، بكل الأحوال فإن التماثل باللفظ لا يشير إلى تماثل في نطاق الوظيفة، أو شرح المهام، على سبيل المثال فإن ولاية بابا الإسكندرية مكانية في مصر وجوارها أما ولاية الحبر الروماني فهي عالمية.

وينتخب البابا مدى الحياة عن طريق المجمع المغلق، وتعتبر البابوية واحدة من أكثر المؤسسات ديمومة في العالم، وكان لها دور بارز في تاريخ البشرية الحديث. ساهمت البابوية في العصور القديمة على انتشار المسيحية وحسم الخلافات المذهبية والسياسية على حد سواء، ولعبت دور الوسيط بين الممالك المختلفة في أوروبا، ودعمت العلوم والفنون والفلسفات خلال مرحلة عصر النهضة ومولت الكثير من المشاريع الاستكشافية والعلمية إلى جانب الفنية.

في الوقت الراهن، تنشط مؤسسة البابوية إلى جانب إدارة الكنيسة وحفظ وحدتها في الحوار المسكوني، والحوار مع سائر الأديان، والعمل الخيري وترسيخ العدالة الاجتماعية، والدفاع عن حقوق الإنسان.

 

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى