شيعت جنازة الفنانة غنوة شقيقة المطربة أنغام في مقابر مدينة القاهرة الجديدة بطريق العين السخنة، واقتصر الحضور على أهلها وبعض الأصدقاء المقربين.
وبالرغم من حرص أسرة الفنانة الراحلة والمقربين منها على عدم تصوير أي من مشاهد الجنازة، إلا أن البعض قام بتسريب صور منها، لكنها لم تظهر بشكل واضح أي من الذين ودعوا غنوة إلى مثواها الأخير في مقابر مدينة القاهرة الجديدة بطريق العين السخنة، كما تداولت أنباء عن انهيار الفنانة أنغام أخت غنوة.
وكان من أبرز من حضر الجنازة المطربة ياسمين نيازي ورنا سماحة والفنان محمد عز والمخرج تامر حمزة والموزع أحمد إبراهيم، ويقام العزاء في مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس عقب صلاة المغرب.
يذكر أن الفنانة الراحلة كان من المقرر أن تدفن في طلخا، إلا أن شقيقتها أنغام أصرت على دفنها بمقابر العائلة في مدينة القاهرة الجديدة.
رحلت قبل بداية مشوارها
وغنوة التي رحلت إثر حادث سير أليم بالتجمع الخامس، وذلك بالتزامن مع عرض مسلسل “الأب الروحي 2” الذي تُشارك به لأول مرة. سببت صدمة كبيرة للوسط الفني.
وغنوة هي الأخت غير الشقيقة للمطربة الكبيرة أنغام، وابنة الموسيقار محمد علي سليمان، بدأت مشوارها الفني بأغنيتين قبل نحو 10 سنوات، والأغنيتان لم يحققا النجاح المطلوب لعدم امتلاكها الخبرة حينها، وابتعدت لسنوات، وصرفت النظر عن الغناء بعد أن تزوجت، وانشغلت بحياتها الزوجية، وطفلها الوحيد “ياسين”.
التقت غنوة، منذ عامين، بالمنتج ريمون مقار، مالك شركة “فنون مصر”، وطلبت منه ضمها كمساعد مخرج في أي عمل تقوم شركته بإنتاجه، لكنه قام بترشيحها كممثلة في الجزء الأول من مسلسل “الأب الروحي”، بعدما رأى أن ملامحها أمام الكاميرا مميزة، وأنها تصلح للتمثيل والغناء أيضًا، لكنها اعتذرت لعدم استعدادها حينها.
وعادت غنوة مؤخرًا، وبدأت التحضير لـ3 أغنيات جديدة سينجل، منهم أغنية وطنية مع محمد قماح ونوري، مارس الماضي، مع المخرج تامر حربي، كما شاركت في مسلسل “الأب الروحي 2”.
كما شاركت غنوة في فيلم آخر يحمل اسم “عبيد وأحلام” مع المخرج عمرو جودة، ولم يتم عرضه حتى الآن رغم تصويره في العام الماضي، وتجسد من خلاله دور فتاة اسمها “كريمة” تعمل مدرسة وبعيدة عن زوجها بسبب سفره للخارج من أجل العمل، وتعيش ظروفًا سيئة بسبب ضيق حالها.
وتقول عن أسباب عودتها في حوار صحفي: “ابني هو كل حياتي، وأجمل ما فيها، هو سبب عودتي لعالم الفن، لأنني أريد أن أكون أمًا مُشرفة له يفتخر بها وبنجاحها، وأتمنى أن يرى ذلك سواء في التمثيل والغناء”.
غنوة لها حوار تليفزيوني أخير ببرنامج “سيداتي آنساتي” على شاشة “دريم”، كشفت فيه أنها خجولة للغاية، وتخشى الوقوف أمام الكاميرا، لكنها تلقت دورة تدريبية على التمثيل مع أحمد مبارك، ويعود الفضل في مساعدتها على تخطي مخاوفها إلى المخرج تامر حمزة، وقالت إن الغناء موهبتها، لكنها أحبت التمثيل أكثر عندما جربته، وكشفت عن أن أختها هي التي اختارت لها هذا اسم “غنوة”.
وتلقت غنوة اتصالًا هاتفيًا من والدها الموسيقار محمد علي سليمان، وقال: “مكنتش متخيل إنها تمثل كويس، هي كانت طبيعية جدًا ودي سمة الممثلين الكبار، رغم إن مكنش في دماغها حكاية التمثيل، وأنا عارف إن التمثيل مش هياخدها من الغنا لأن الغنا بالنسبالنا مشوار حياة، وبعدين هما الاتنين بيكملوا بعض”.
وطوال فترة الـ10 سنوات التي ابتعدت فيهم غنوة، كان اسمها يتردد دائمًا رغم الغياب، لكن من خلال علاقتها بشقيقتها من الأب الفنانة أنغام، التي دائمًا ما كانت مثار جدل، خاصةً فيما يتعلق بأزمة شقيقها “أحمد”، من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث فجّرت أزمته الإعلامية ريهام سعيد، واستضافته كإحدى الحالات التي تساعد في علاجها، وقالت والدته إن ابنتها غنوة حاولت الاتصال بأنغام لمساعدتها في علاجه، إلا أنها أغلقت الهاتف في وجهها، وأكدت غنوة ذلك في حوارِ لها ببرنامج “أنا والناس”، بينما قالت أنغام في حوارها ببرنامج “مصارحة حرة”: “أنا معرفش إخواتي دول، كل اللي يجمع ما بينا هو اسم الوالد، وأنا مش هرد، الرد عند ربنا”.
في آخر حوار صحفي لها، مارس الماضي، قالت غنوة عن خلافاتها مع أنغام: “كلنا نسمع أحيانًا عن خلافات بين شقيقتين، هذه طبيعة الحياة، ونحن بالفعل لدينا مشكلة شخصية عائلية، وإن شاء الله يتم حلها قريبًا، ومن جهتي لا يوجد مشاكل، وأحبها وأتمنى لها الخير والنجاح، لأن أنغام نجمة مصر والوطن العربي، وبيننا روابط دم وأخوة أقوى من أي خلافات”.
وتمنّت غنوة محمد علي سليمان، قبل وفاتها بساعات في حادث سير، عبر “فيسبوك”، أن تنام لمدة 15 دقيقة فقط بعد معاناتها من الأرق، إلا أن القدر كان يُخبئ لها ما هو أشد من ذلك، وهو النوم الأبدي.
