منوعات

ضحية سورية جديدة في تركيا… هكذا قتلت غنى أبو صالح (طعناً) من شابين

شيّع سوريون في تركيا، الجمعة الماضية، جثمان الشابة غنى أبو صالح (19عاماً)، التي تنحدر من مدينة حلب وقتلت في مدينة غازي عينتاب جنوب تركيا قبل أيام، حيث تم دفنها في مقبرة للسوريين في المدينة التي يقطنها أعداد كبيرة من اللاجئين القادمين من مختلف المدن السورية.

وشيّعت غنى إلى مثواها الأخيرفي إحدى مقابر تركيا، وسط حضور لفيف من أصدقائها وزملائها وعدد من الناشطين السوريين والعرب والأتراك.

وبحسب الرواية الرسمية لوسائل الإعلام التركية شبه حكومية، فإن الشابة أبو صالح، والتي كانت تدرس في جامعة غازي عينتاب التركية، قتلت طعناً بالسكاكين من قِبل شابين تمكنا من الفرار بعدما دافعت عن نفسها أثناء محاولة سرقتها، فيما دافع عنها طفل سوري عندما تهجم الشابان عليها، حيث أصيب جراء ذلك بجروح بليغة وهو يرقد في المستشفى الآن.

وقد طالب والدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ”إيصال صوته إلى الرأي العام” و”الكشف عن ملابسات مقتل ابنته”، ثم عاد وحذف منشوره دون أسبابٍ واضحة، كما طالب أيضًا بعض المواطنين الأتراك بمحاسبة المتورطين، وكتب بعضهم على موقع “فيسبوك”: “غنى أختنا، ونطالب بمحاكمة قاتلها”.

وقالت وسائل إعلام تركية إن “المشتبه بهما كانا يقودان دراجة نارية، لكنهما مشيا باتجاه الشابة وتذرعا بحاجتهما لاستخدام هاتفها الجوال، إلا أنها رفضت ذلك”، ومن ثم أقدما على قتلها وسط المارة.

بينما أثارت السلطات التركية الجدل بعدما أعلنت، أمس السبت، إلقاء القبض على قتلة الفتاة السورية غنى أبوصالح، مكتفية بخبر وصفه معلقون بـ”العجيب”، إذ ذكرت الشرطة تاريخ ميلاد قاتلي غنى، قائلة إن القاتل الأول، من مواليد 2001، والقاتل الثاني، من مواليد 2003، دون أن تعطي أي تفصيل أخرى، سواء عن هوية القاتلين، أو اسميهما، أو مكان سكنهما، فقط تاريخ ميلادهما.

وبحسب معلقين على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن ما أعلنه الأمن التركي، في الخبر الذي تم تداوله عن إلقاء القبض على قتلة السورية غنى، “عجيب”؛ كون المعلومة المنشورة عن القتلة وهي تاريخ ميلادهما، هي آخر ما يهم ذوي الضحية غنى، التي ذهبت ضحية جريمة قتل أودت بحياتها.

وبحسب تعليقات غاضبة على الطريقة التي تعامل بها الأمن التركي مع قتلة غنى، وهو يتكتم على جنسيتهما التي تبدو (تركية) بحسب علاء عثمان، مسؤول موقع تركي ينشر بالعربية، شرح للقراء أن امتناع تركيا عن ذكر جنسية القاتلين، يعني أنهما تركيّان.

وفي حال كان القاتلان من مواليد العامين 2001 و2003، فإنهما سيعتبران طفلين، بنظر القانون، لأنهما بذلك لم يتما الـ18 من عمريهما، وبالتالي سيتم “تخفيف العقوبة” التي قد تصدر بحقهما، بحسب ناشطين سوريين تخوّفوا من أن يكون “التسريب التركي الرسمي” لخبر تاريخ الميلاد، قد قصد منه التمهيد لذلك.

وأعاد مقتل السورية غنى، الكلام عن الحالة الأمنية التي تواجه السوريين، في تركيا، بسبب كثرة الجرائم التي ترتكب بحقهم، حتى ولو كانت على يد سوريين آخرين، نظراً إلى الإجراءات الأمنية التي ينبغي على السلطات الأمنية التركية اتخاذها، لتأمين مزيد من الحماية، لمهجّرين لاجئين هربوا من الحرب في سوريا، فانتظرتهم جرائم القتل في تركيا، حسب متابعين علّقوا على حادثة مقتلها.

وبالفعل لم تعد بعض المدن التركية- خاصة الواقعة جنوب البلاد- على الحدود مع سوريا، آمنة بالنسبة لآلاف اللاجئين السوريين المتواجدين في تلك المناطق، فبالإضافة لبعض حالات الاختطاف التي تطال أطفالاً وفتيات سوريات، ومشاكل أخرى تحدث بين لاجئين سوريين ومواطنين أتراك في بعض الأحيان، هناك حالات اغتيال تتم بشكل علني ضد اللاجئين السوريين، دون أدنى اهتمامٍ من السلطات التركية التي تبرر عدم اهتمامها بمثل هذه الحوادث نتيجة “الأعداد الكبيرة للسوريين في تركيا”.

وبسبب عمليات القتل العديدة التي تطال سوريين مقيمين في تركيا، بدون أن تتخذ السلطات المحلية إجراءات كافية توفر المزيد من الحماية لهم، تجمّع عشرات من السوريين، ومعهم بعض أصدقائهم الأتراك، معلنين إضراباً عن الطعام، في جامعة غازي عنتاب، حزناً على زميلتهم غنى الطالبة في كلية الهندسة، وطالبوا السلطات التركية بمحاسبة القتلة وإنزال أقصى العقوبات بحقهم.

وأعلنت جهات إعلامية تركية وسورية- قريبة من السلطات التركية، أن الجريمة لن تنال من العلاقة التركية الحسنة والمميزة مع السوريين اللاجئين الذين يتخذون من تركيا ملاذًا لهم، إلا أن جرائم القتل بحقهم، تتواصل، على فترات مختلفة.

 

 

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى