زمان يافن

رسالة عتاب بخط بليغ حمدي إلى العندليب: “رجاءً عدم الاتصال”

“آدي الحب اللي كان”.. بمرارة كبيرة لحَّن الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي هذه الأغنية التي تظلّ حتى يومنا هذا أيقونة العذاب في الحب وهجر المحبوب، قدَّمتها للجمهور الفنانة السورية ميادة الحناوي، لكن قصتها ربما تُلخِّص الحالة التي عاشها حمدي بعد انفصاله عن زوجته الفنانة الجزائرية وردة.

كان من المعروف عن حمدي حسّه المرهف وعدم السماح لأحد بالعبث بمشاعره، ولذلك حينما قام عبد الحليم حافظ بالسخرية منه في إحدى السهرات الخاصة بسبب حبه الشديد لوردة، أرسل بليغ حمدي له خطابًا يعاتبه فيه، وكعادته الرقيقة جاء العتاب على شاكلة ما كتبه ولحنه لسميرة سعيد عام 1978 بأغنية “عتاب” حين قال “مروحين مجروحين.. وزعلانين منكم”.

وجاء الخطاب كالتالي: “تحية طيبة وبعد.. أود فقط لفت انتباهك إلى أن تعليقك الساخر اليوم ونحن في السهرة قد جرحني جرحًا أليمًا.. برجاء عدم التعامل مع مشاعري بهذا الاستخفاف والاستهانة بحب عظيم لا أظن أنه يمكنك أن تفهمه.. برجاء عدم الاتصال بغرض الاعتذار الأيام التالية حتى أصفو لك تمامًا وأستطيع الكلام معك ثانية”.

وقد بدأت قصة تعارف بليغ ووردة، حينما جاءت الفنانة الجزائرية من فرنسا إلى مصر، وشاهدت فيلم “الوسادة الخالية” لعبدالحليم حافظ، دون أن تعلم أن حب حياتها سيتولد في هذه اللحظات التي تشاهد فيها الفيلم؛ فحينما عُرضت أغنية “تخونوه” وجدت الشابة أذنها وعواطفها تتعلق بلحن الأغنية، لتصمم على ضرورة الالتقاء بملحن الأغنية، الذي أحبته قبل أن تراه، ليكتب الفيلم بذلك السطر الأول في قصة حب وردة وبليغ حمدي.

الإعلامي المصري الراحل وجدي الحكيم تحدث من قبل عن حب وردة لبليغ، مشيراً إلى كونه عاش هذه القصة منذ بدايتها، بعدما دعيت وردة للحضور إلى مصر، وكانت وقتها سعيدة للغاية؛ لأنها ستلتقي بليغ حمدي الملحن الذي قدم لحن أغنية “تخونوه”.

وقال الحكيم إن شرارة الحب جاءت مع اللقاء الأول، حينما ذهب بليغ إلى وردة في منزل الموسيقار الراحل محمد فوزي، وكان ذلك مطلع الستينيات، واتفقا على أن يلحن “بليغ” لها أغنية “يا نخلتين في العلالي”، ثم غادر حمدي وقلبه متعلق بملامحها فدقّ قلبه لها وهو في الثلاثين من عُمره بعد فشل تجربته الأولى في الزواج، من فتاة سكندرية تدعى “أمنية طحيمر”، استمر زواجهما لمدة عام واحد، بينما كان عمر “وردة” حينها 21 عامًا.

وقال بليغ عن هذا اللقاء “أنا عمري في حياتي ما اهتززت لعاطفة امرأة إلا لما شوفت وردة أول مرة وأنا بسلم عليها”، ولم يتردد في الزواج منها، لكن اعتراض أهلها كان لهما بالمرصاد، فقد ذهب بليغ حمدي ومجدي العمروسي والحكيم لخطبتها فرفض والدها استقبالهم على باب المنزل، ووضع العصا في بطن بليغ قائلاً “لا تدخل”، فغادروا المنزل لكن الحب بقيّ مشتعلًا.

بعدها عادت وردة مع عائلتها إلى الجزائر، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تزور فيها وردة بلدها، وقاموا وقتها بتوديعها في المطار، وهناك كان إصرار من عائلتها على زواجها من قريبها، وهو ما حدث وأنجبت منه وداد ورياض، وابتعدت عن الفن.

وبعد عودة وردة إلى الفن مجددًا عام 1972 قدمت أغنية “العيون السود”، والتي قال عنها وجدي الحكيم إنها أغنية قصة حبهما، حيث كتبت الأغنية في بيروت بأفكار بليغ حمدي الذي أخذ يكتب عن قصة حبه لوردة، وكانت مخصَّصة من أجل عودة وردة للفن مرة أخرى.

وفي العام 1973 تزوج الثنائي وقدما للجمهور الكثير من الأغاني؛ “العيون السود” و”خليك هنا” و”حنين” و”حكايتي مع الزمان” و”دندنة” و “وماله” و”لو سألوك” و”اسمعوني”، لكنهما عاشا معًا 6 أعوام فقط، ولم يكن للعلاقة المميزة سببًا للانفصال سوى تصريحات هنا وهناك بين الحياة غير المنظمة التي يعيشها بليغ، وخيانته المتكررة لها مع فنانات صاعدات، فشعرت وردة بالإهانة وطلبت الطلاق.

وبذلك أصبح الفن الذي جمعهما سبباً في انفصالهما أيضًا، لكن الإعلامي وجدي الحكيم أكد أن وردة شعرت بالندم بعد الانفصال، وذلك حسبما أخبرته أنها بعدما تعاملت مع بليغ بعد الانفصال ورأت طباعه شعرت بالندم على الانفصال.

وبعد الانفصال أرسل لها بليغ من فرنسا مع الماكيير “محمد عشوب” أغنية “بودعك” كي تغنيها، إلا أن الأخيرة فور سماعها لها انفعلت وقالت: “ده بيشتمني فيها أغنيها ازاي”، لكن الماكيير العالمي أقنعها بقبولها وقد حدث بالفعل وغنّتها.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى