زمان يافنعربى

“ياابني الفن ملوش مستقبل”.. صدفة الشوارع الخلفية تنقذ شوقي شامخ.. وابنته الإعلامية الحسناء تعيد ذكراه


تداول نشطاء التواصل الاجتماعي عدد صور للإعلامية الحسناء “برين” وهي ابنة الفنان “شوقي شامخ” والتي تقدم نشرات الأخبار في التليفزيون المصري دون أن يعرف أحد أنه ابنة هذا الفنان العملاق،  

ولم يكن شوقي شامخ مجرد فنانا مثقفا في مجاله فقط، بل كان يقرأ في كل المجالات، لديه مكتبة تضم آلاف الكتب، تقول ابنته الإعلامية بيرين شوقي: “لم اسأله يومًا عن معلومة إلا وأعطاني إجابة، ولم أخد رأيه في أمر ويكون قوله خاطئًا”.

وكان “ماسبيرو” فاتحة الخير عليه فنيًا، فبين أروقته نشأت قصة حبه بالإعلامية سيفين صلاح الدين، والتي تكللت بالزواج، وأنجبا بيرين وأحمد، ومن المفارقات أن شوقي شامخ وُلد في 25 يوليو، وتزوج في 25 أغسطس، وأنجب ابنته في 25 يونيو.

وكانت البداية من مقولة لوالده “الفن ملوش مستقبل” جعلته يفكر في الابتعاد بعدما كاد أن يستسلم لليأس، لتأتي صدفة تغير حياته رآسا على عقب، فلم يكن وصول محمد شوقي شامخ “شوقي شامخ” لهذه الحالة وليد إحباط أو تعثر وحيد، فقد حاول كثيرا قبل وصوله إلى هذه اللحظة.

قبل أن يصل إلى هذه اللحظة بسنوات، صار الطالب محمد شوقي شامخ وراء قلبه المتعلق بالفن ورغبته في الدراسة بمعهد الفنون المسرحية بعد أنهى دراسته الثانوية، لكنه اصطدم برغبة والده، الذي خشي أن يدرس ابنه التمثيل، فانتظم شامخ، الذي ولد في 25 يوليو 1949، في كلية التجارة وتخرج فيها، وعمل لفترة محاسبا، ثم موظفًا في التربية والتعليم لكنها لم تكن بعيدة عن الفن، فقد كانت طبيعة عمله مرتبطة بالمسرح المدرسي.

ولأن حلم الفن لم يفارقه، بدأ في العمل بعض المسلسلات، لكنها أذيعت في الدول العربية ولم تُعرض في مصر، من بينها “شرخ في جدار الحب” وهذا سبب له أزمة كبيرة أنه ليس معروفا في بلده.

سافر شامخ إلى الجزائر لتدريس المسرح هناك لمدة عام، ثم عاد مرة أخرى، وعمل مديرا لخشبة المسرح في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، وبدأ يفكر في الاعتزال، حتى جاءت صدفة اللقاء بالكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، التي غيرت مجرى حياة شوقي شامخ، فقد رفض عكاشة الأمر ورشحه للمخرج إبراهيم الصحن.

جاء مسلسل الشوارع الخلفية “1979” طوق نجاة لشوقي شامخ، ليبدأ انطلاقة لم تتوقف على مدار 30 عاما قدم خلالها ما يقرب من مائتي عمل، حتى سقط خلال تصوير الجزء الثاني من مسلسل المصراوية في عام 2009.

ورغم أنه لم يقدم البطولة المطلقة، فإنه بين سوسو الباشا في “عابر سبيل”، وشريف في “ملف في الآداب”، وكمال خلة “ليالي الحلمية”، والرائد كمال في “كتيبة إعدام”، واللول في “النوة”، و”شريف ظاظا” في أرابيسك، ومحمود الكومي في “حلم الجنوبي”، ونسيم في “زيزينيا”، وناجي الدسوقي في “الدالي”، ترك شوقي شامخ تاريخا فنيا كبيرا في السينما والتليفزيون.

ورغم أن شوقي شامخ كان لا يحب فترات ما بين التصوير، ويشتاق للعودة والوقوف أمام الكاميرا، فقد كان محبا لوجوده في المنزل مع أسرته، ودخول المطبخ وكان طاهيا جيدا، حسب ما تشهد به عائلته، ويحرص على صنع الأكلات التي يحبونها، وكان أيضا محبا للسفر، وحريصا على يسافر مع أسرته في كل الإجازات المتاحة.

وظل يعمل شوقي شامخ حتى وفاته بقليل، حيث أصيب بجلطة خلال تصوير دوره في مسلسل “المصراوية 2″، وهي الجلطة الثانية التي يتعرض لها، ولمدة شهر كان بين المستشفى والبيت، حتى توفي يوم الخميس 26 مارس 2009 داخل أحد المستشفيات، دون أن يشاهد المسلسل، كما عُرض له بعد وفاته فيلم “لمح البصر” مع أحمد حاتم وحسين فهمي.

وفضّل شوقي شامخ أن يعرفه الجمهور كممثل دون الإفصاح عن أسراره وآرائه الشخصية، أمرٌ جنّبه إجراء أي حوار تليفزيوني أو إذاعي أو حتى صحفي، رغم أن شقيقه وزوجته وابنته يعملون في المجال الإعلامي، ليكتفي بأن يكون ضيفًا على المشاهد خلال السينما والتليفزيون.

هكذا رسم الفنان شوقي شامخ طريقه الذي فضّل السير فيه، متجنبًا الظهور للجمهور على غير صفة «فنان»، يبذل جهدًا متميزًا في تجسيد شخصياته في مختلف الأعمال الفنية، إلى أن تُوفي منذ 8 سنوات.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى