زمان يافنمشاهير

3 مواقف تسببت في عقدتها من المرآة .. سامية جمال تروي قصة الخروف الملعون والخادمة السارقة

نشرت مجلة “الاثنين والدنيا” في عدد خاص بعنوان “الزهور الفاتنة” يوم 24 نوفمبر عام 1958م، حوارًا مع الراقصة الاستعراضية سامية جمال، كشفت خلاله للمرة الأولى عن 3 قصص مأساوية تعرضت لها أمام المرآة، جعلتها تكره الوقوف أمامه.

ورفضت الراقصة الشهيرة طلب المحرر بأن يلتقط لها صورًا أمام المرآة، معللة ذلك بـ «كله إلا المرآة! صورنى كيفما شئت إلا أمام المرآة! إن لى معها ذكريات لا أود أن تثيرها من جديد».

وحكت سامية جمال للمحرر الأسباب التي أوصلتها إلى هذا الحد من رفض مواجهة المرآة والتعامل معها، حيث قالت : «إن لى مع مرآتى ذكريات، بعضها يحز فى نفسى وبعضها لا أحب أن يعرفه غيرى، ولأبدأ بما يحز فى نفسى، فقد كنت أقوم بدور مهم فى أحد الأفلام، ولشدة الإجهاد أصابني مرض لم أكترث به حتى لا أتوقف عن العمل ويظنوا أننى تعمدت المرض هربًا من متاعب هذا الدور، وحدث أن قابلتنى إحدى صديقاتى، وكانت لم ترنى من أسبوع، وإذا بها ترفع مرآتها أمام وجهى وتقول لى فى لهفة: مالك كده؟ وشك أصفر ليه؟ إنتى تعبانة؟ يا ختى قطيعة الشغل واللى بيشتغلوه!»
وما كادت «سامية» تنظر إلى وجهها فى المرآة حتى أغمى عليها، على حد قولها، مضيفة: «لم أفق إلا بعد شهر قضيته فى مرض حاد توقف بسببه تصوير الفيلم».


في نفس الحوار، مضت سامية جمال تقول: «هذا حادث آخر عن المرآة، كنت اشتريت خروفًا كبيرًا للعيد، وكنت اشتريت مرآة أثرية ثمينة وضعتها فى أحد أركان المنزل، ولم أر كيف تسلل الخروف الملعون من حظيرته إلى المكان الذى أضع فيه المرآة الأثرية، فما إن رأى صورته فيها حتى ظنها غريمًا له، فهجم عليه هجمة قوية جعلت المرآة تتناثر على الأرض حطامًا».
وروت سامية بعد ذلك حادثًا ثالثًا عن المرآة، قالت: «كان عندى خادمة أثق فى أمانتها وإخلاصها. وكنت أضع مرآة كبيرة فى بهو المنزل. وحدث أن نسيت حقيبتى على مقعد فى البهو، وبينما أنا خارجة لمحت فى المرآة التى أمامي خيال خادمتي وهى تفتح الحقيبة بحذر وتستولى على بعض الأوراق المالية وتدسها فى جيبها، فانتظرت حتى أعادت الحقيبة إلى مكانها وخرجت وكأنى لم أر شيئًا، ولكنى طردت الخادمة بعد ذلك منتحلة عذرًا من الأعذار».

يذكر أن سامية جمال اسمها الحقيقي «زينب خليل إبراهيم محفوظ»، وهي من مواليد بني سويف جنوب القاهرة، ظهرت في أواخر الأربعينات من القرن العشرين وعرفت باسم سامية جمال، حيث بدأت حياتها الفنية مع فرقة بديعة مصابني حيث كانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي عام 1943 بدأت بالعمل في مجال السينما حيث شكّلت ثنائياً ناجحاً مع الفنّان فريد الأطرش في عدة أفلام وقدّمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها من خلال سته أفلام شهيرة.

وذكرت بعض الصحف في ذلك الوقت إشاعات كثيرة عن وجود قصة حب كبيرة جمعت بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة ولكن إصرار فريد الأطرش على عدم الزواج وضع حداً لهذه العلاقة، وتزوّجت سامية جمال بعدها من النجم رشدي أباظة في أواخر الخمسينيات بينما ظلّ فريد الأطرش بلا زواج حتى وفاته.

وكان هناك لسامية جمال زواج آخر في بداية حياتها الفنية من شاب أمريكي يدعى عبد الله كينج، وفي أوائل السبعينيات اعتزلت الفنانة سامية جمال الأضواء والفنّ ثم عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينات ولكنها سرعان ما عاودت الاعتزال مرة أخرى حتى وفاتها في 1 ديسمبر عام 1994.

عملت ساميه جمال من خلال ممارستها للرقص الشرقي لسنوات طويلة على تطوير أسلوب خاص بها، حيث تميّز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، كما ركّزت سامية جمال في رقصها، على تقديم حالة من الانبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكّلها صغار الراقصات في الخلفية، ومن الجدير بالذكر أن سامية جمال قد كوّنت في الرقص الشرقي اتجاهاً فنياً مضاداً لاتجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوك، ففي حين اعتمدت سامية على المزج بين الرقص الشرقي والغربي اتخذت تحية اتجاه الرقصات الشرقية والمصرية القديمة والتنويع على الحركات القديمة وتقديمها بشكل أكثر حداثة.
في 1 ديسمبر 1994، توفيت، سامية جمال لينتهي مشوار عطاء فني قارب النصف قرن من الزمن، بعد غيبوبة دامت من ستة أيام في مستشفى مصر الدولي في القاهرة.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى