تُعد النجمة المصرية الراحلة هند رستم رمز الأنوثة العربية الممزوجة بالأصالة والطابع الشعبي أحيانًا، إذ نجحت في تجسيد دور الأرستقراطية وبنت البلد والراقصة وغيرها من الشخصيات التي أثبتت براعتها التمثيلية وقبولها الكبير لدى الجماهير.
ولأنها كانت تمتلك مواصفات الفتاة الجميلة “الدلوعة” فلم يكن من المستغرب أن تظهر في أحد أفلامها بـ”شورت قصير” خلال تدريب على رياضة التنس أو بـ”مايوه” لممارسة السباحة، أو حتى بـ”بدلة رقص” أو “جلباب شعبي” تتمايل داخله بأنوثة كاملة على أنغام الموسيقى، ورغم ذلك فقد قررت هند الثورة على تلك الصور النمطيّة برياضة لن تخطر على بال.
الفنانة المصرية واظبت على دروس “المصارعة اليابانية” مرتين أسبوعيًّا العام 1965؛ استعدادًا لبطولة فيلم جديد آنذاك من إخراج اللبناني سيف الدين شوكت، وكانت تلعب فيه دور “نشالة” تتعرض للكثير من الحوادث الطريفة، ما استدعى معرفتها القوية بأصول تلك الرياضة العنيفة.
وأبدت النجمة الراحلة سعادتها بتلك الهواية الجديدة، ولم يمنعها عن ممارستها سوى سفرها إلى العراق؛ لحضور العرض الأول لفيلمها الكوميدي “اعترافات زوج”، برفقة الفنان فؤاد المهندس والجميلة شويكار، ولكنها عادت على الفور لاستكمال دروسها القاسية.
وسبق لهند أن تدربت على الرقص الشرقي، الذي لم تكن تجيده منذ بداية عملها في السينما، على يد الفنان الراحل فريد الأطرش خلال كواليس فيلم “أنت حبيبي” العام 1957، كما حصلت على دروس مكثفة من الراقص علي رضا لمدة عامل كامل قبل تصوير دورها في “شفيقة القبطية” العام 1962، بل وظلّ يراقبها من وراء الكاميرا خلال أداء مشاهد الرقص حتى انتهاء التصوير.
