عربىمشاهير

“يا أم طرحة وجلابية”.. لماذا سموا مصر على اسم بهية؟

لا يمكن أن ننسى أغنية الشيخ إمام، “مصر يا امّة يا بهية يام طرحة و جلابية، الزمن شاب و انتي شابة هو رايح و انتي جاية”، وهي أغنية من تأليف الشاعر أحمد فؤاد نجم، عام 1984.

وقد يعتقد البعض أن تسمية مصر ببهية كانت تسمية خاصة بنجم. ولكن الحقيقة غير ذلك، حيث أن أول من شبه مصر ببهية كان الشاعر نجيب سرور، في مسرحيته الشهيرة “ياسين وبهية”، عام 1965.

ولكن كذلك نجيب سرور لم يأتي بالقصة من مخيلته، بل إنها كانت امراة حقيقية؟ فما هي قصتها؟ ولماذا أصحبت مصر تسمى باسمها؟

مسرحية نجيب سرور

تدور أحداث المسرحية في قرية تسمى “بهوت” إحدي قلاع الإقطاع قبل ثورة يوليو 1952، وكان القرية يحكمها باشا إقطاعي، طلب من بهية أن تأتي للعمل لديه في السرايا، ولكن ابن عمها ياسين يرفض ذلك الوضع، لأنه يحبها وهي تحبه، حيث تعاهدا على الحب تحت نخلتين متعانقتين، تتطور الأحداث إلى ثورة يقوم بها أهل البلد، تنتهي باحراق سرايا الباشا نفسها، دفاعًا عن بهية، ولكن النهاية المؤسفة تكون بمقتل ياسين.

والواضح للعيان بكل تأكيد أن قصة ياسين وبهية كانت بشكل ما تسقط أحداث الثورة على قرية بهوت، والتي يمثل فيها الاقطاعي الملك، بينما يمثل فيها ياسين الضباط الأحرار، فيما تجسد بهية دور مصر التي يدافعون عن شرفها. والحقيقة أن بهية الحقيقة لم تكن مصر أبدًا.

ياسين وبهية

تحكي أحد أعداد جريدة الأهرام عدد 9 ديسمبر لسنة 1905 قصة ياسين الحقيقية وبهية، حيث أن ياسين كان أحد أفراد قبيلة العبابدة، التي تعيش على حدود مصر والسوادن، وكان ياسين قاطع طرق متمرس، وقد فشلت جميع حملات الاعتقال التي قادتها الحكومة في الايقاع به، حتى تم إرسال اللواء صالح حرب، وكان في بداية حياته، ذاهبًا إلى وادي حلفا في بعثة عسكرية لشراء جمال لخدمة سلاح الهجانة.

وعرف قصة ياسين، وعندما عاد أخبرته الحكومة أن مهمته هو العودة للقضاء على قاطع الطريق ذلك.

عاد صالح حرب إلى هناك، وقام بمداهمة المغارة التي يعيش فيها ياسين، ثم قام بإحراق مدخلها بحزم البوص، فخرج ياسين هاربًا، فطارده، وتبادلوا إطلاق النار، وتلقى ياسين أربع طلقات استقرت أحداها في قلبه، فخر صريعًا.

بعد أن فتش البوليس المنطقة، اكتشفوا وجود فتاة من الغجر كانت مع ياسين في الكهف. وقد قالت في البداية أنه كان خاطفها وأنه اغتصبها، ولكن مع التحقيق اكتشفوا أنها كانت عشيقته، وكذبت بشأن هويتها لخوفها أن يقتلها أهلها إذا علموا بوجودها معه، في تلك المغارة.

بعد وقت قليل حول المصريون قصة ياسين وبهية لحكاية شعبية، وتحول ياسين من قاطع طرق لبطل شعبي، وهو ما قد حدث مع أدهم الشرقاوي ذاته، والذي كان مجرمًا.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى