عادل مأمون.. “عبده الحامولي” الذي ورث كراهية المشير عامر وكره النقاد موهبته.. شاهد صورته قبل رحيله

كان من الأصوات الطربية المذهلة التي تتمتع بموهبة قوية وإحساس جارف، لكن بقدر تألقه الغنائي لم يكن يجيد التمثيل ولذلك ظلت مشاركاته التمثيلية محدودة للغاية لعل أكثرها شهرة لدى الجمهور فيلم “ألمظ وعبده الحامولي” أمام وردة الجزائرية، ولعل أكثر ما جعل هذا العمل مشهورًا هو الأغاني المميزة التي شدا بها هذا الثنائي وردة وعادل مأمون.

نشأته

اسمه بالكامل محمد عادل محمد مأمون، ولد بمحافظة المنيا يوم 23 نوفمبر عام 1932، ينتمي لعائلة عاشقة لعالم الفن، كان والده يعمل عازفاً للقانون، درس في مدرسة بين القصرين الابتدائية، بدأت موهبته الغنائية تظهر خلال مشاركته في الحفلات المدرسية التي تتولي الإشراف عليها حينها وزارة المعارف.

حصل مأمون على منحة مجانية بعدما نال صوته إعجاب وزير المعارف بعد أدائه على مسرح الأزبكية لذلك قرر إلحاقه بمعهد الموسيقى ليحصل على دبلوم العزف على الكمان ولكنه مع ذلك فضل الحصول على شهادة آخرى تساعده على أعباء الحياة اليومية.

حصل على درجة بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس، وأثناء دراسته كان مطرب الجامعة الأول وذاع موهبته الغنائية بين جميع الطلاب خصوصاً بعد اقتباسه صوت موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب، ثم بدأ أولى خطواته في الغناء من خلال الغناء في الأندية الليلية والكباريهات.

زيجاته

تزوج مأمون من المطربة هدى زايد عام 1959، وأثمرت تلك الزيجة عن ابنتين الأولى “نهلة” وهو الإسم الذي أطلقه عليها الموسيقار محمد عبد الوهاب تيمناً بزوجته نهلة القدسي، أما الإبنة الثانية تدعى “هالة”، وقدما معاً عدة أعمال ومنها أغنية قدماها معاً بعنوان “بنت وولد”.

أشاد محمد عبد الوهاب بصوته الذي يجمع أجمل العناصر الفنية أثناء غنائه بكازينو بديعة مصابني، ثم قدمه إلى أفضل برامج الأذاعة مثل برنامج “أضواء المدينة” و”على الناصية”، وطلب منه تمثيل دوره في المسلسل الإذاعي والذي يحكي عن قصة حياة عبد الوهاب، ثم بدأ تقديم أعمال غنائية خاصة به في الإذاعة المصرية ولكن ظل يقدم أغاني موسيقار الاجيال وهو ما ظلمه فنياً طوال حياته الغنائية حتى رحيله.

 عادل مأمون يهز عرش أم كلثوم

يقال عن واقعه جمعت بين كوكب الشرق أم كلثوم وعادل مأمون، في يوم من الأيام استمعت أم كلثوم إلى صوت عادل مأمون في الراديو، فأعتقدت أنه صوت محمد عبد الوهاب وأنه قام بأمر ما في حنجرته أعادته لعصره الذهبي وسينافسها من جديد، ولكن بعدها علمت أن ذلك الصوت هو صوت عادل مأمون، و قابلته ذات مرة وقال له اعتقدتك محمد عبد الوهاب، أتمنى أن تزيل محمد عبد الوهاب من عقلك وتتميز ويصبح لك شخصية خاصة بك وتنجح بلونك أنت حتى لا يقول أحدهم أنك تقلد عبد الوهاب.

كانت نصيحة غالية من كوكب الشرق أم كلثوم ولكن يبدو أن عادل مأمون لم يأخذ بها، فقل نجمة ونسيه الجمهور، لأن الجمهور لا يحب أن يكون من المطرب أو الممثل نسختين ودائما ما يحب الأصل ويكره التقليد سواء كان التقليد بقصد أو دون قصد.

المشير عبد الحكيم عامر وعادل مأمون

يقال إن وزير الدفاع في عهد الرئيس جمال عبدالناصر المشير عبدالحكيم عامر أحب صوت عادل مأمون كثيرًا، بل إنه كان المطرب المفضل لديه، مما دفعه لطلب مدحه من قِبل النقاد، ولكن يبدو أن ذلك الطلب أتى بنتائج عكسية فقد كره النقاد الكتابة عن موهبة عادل مأمون بسبب توصية المشير عبد الحكيم عامر، وهو شخصية من خارج الوسط الفني لكنه يتمتع بنفوذ وسلطة جبارة.

وفاة عادل مأمون في مفارقة غريبة بعد ارتباط عادل مأمون بالموسيقار محمد عبد الوهاب فنيًا طول مشواره الفني توفي عادل مأمون عن عمر يناهز 58 عامًا يوم 25 نوفمبر عام 1990 قبل أقل من ستة أشهر على وفاة محمد عبد الوهاب الذي كان يكبره بثلاثين عاما.