اللاعيب الوزير .. طاهر أبو زيد لقب بـ “ماردونا النيل” خلافاته مع الجوهري أنهت مسيرته مبكرا
في عام 1986 سجل نجم لامع في سماء الكرة المصرية هدفًا لا يُمحى من الذاكرة ولا تنساه العيون، هدفًا تاريخيًا في مرمى بادو الزاكي (حارس مرمى المنتخب المغربي) في كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في القاهرة، الهدف الذي يجسد معنى “الفرصة” حيث قاد الفراعنة إلى الفوز على الأشقاء المغاربة ولم يتكرر ذلك سوى في بطولة افريقيا 2019 والذي سجله “طاهر أبو زيد”
من هو طاهر أبو زيد؟
عامر طاهر أبو زيد، ولد في 1 أبريل عام 1962 بمحافظة أسيوط منتميًا إلى عائلة متوسطة، يعتبر طاهر أبو زيد أحد العلامات الهامة في تاريخ الكرة المصرية الذي أضاف إلى سماء النادي الأهلي خاصةً والتاريخ الكروي عامةً العديد من النجوم الساطعة التي أنارت الطريق لمن جاء بعده، بدأ حياته الكروية بمجرد هواية وكان ملعبه الحي المجاور لمنزله بأسيوط.
انتقل بعدها طاهر أبو زيد إلى القاهرة وتقدم إلى اختبارات الناشئين في نادي “إسكو الرياضي” وهو لا يزال في العاشرة من عمره، وأثناء لعبه بنادي إسكو اكتشفه أحد مكتشفي المواهب الكروية لنادي الأهلي الكابتن “شاكر عبده” وبالفعل انضم إلى صفوف الناشئين بالنادي الأهلي ثم ترقيته للفريق الأول وهو بعمر 17 عامًا، وكانت اول مباراة رسمية له أمام السويس وفاز الأهلي بنتيجة 1/0.
بدأ سطوع نجم طاهر أبو زيد عام 1981 من خلال مشاركة منتخب الشباب في كأس العالم بأستراليا تحت قيادة هاني مصطفى، وتم تتويجه بجائزة الحذاء الفضي، ولقب ثاني هداف البطولة برصيد 4 أهداف وهو نفس رصيد صاحب الحذاء الذهبي لكنهم منحوا أبو زيد الحذاء الفضي لأن أحد أهدافه كان من ركلة جزاء وبعدها شارك منتخب الناشئين في دورة السور العظيم وتوج بلقب هداف بطولة أفريقيا 1984 بكوت ديفوار.
وفي كأس العالم للشباب بمشاركة طاهر أبو زيد ، حقق المنتخب بطولات قوية بالتعادل مع إسبانيا والفوز على ألمانيا قبل الخسارة من إنجلترا في دور الثمانية، وشارك “أبو زيد في كأس العالم 1990 بإيطاليا، وظهر لبضع دقائق في مباراة أيرلندا تحت قيادة محمود الجوهري.
خلافات طاهر أبو زيد مع محمود الجوهري
يعتبر الجدال بين طاهر أبو زيد والراحل محمود الجوهري من أبرز الخلافات التي شهدتها الكرة المصرية عبر السنوات الأخيرة، حيث وصل الخلاف بينهم إلى المحاكم، ويرجع سبب الخلاف بينهم – وفقًا لتقارير صحفية- إلى أنه في أحد معسكرات المنتخب قبل المونديال أصدر الجوهري قرارًا ينص على بقاء اللاعبين في مقر الإقامة، ورغم ذلك غادر طاهر وتوجه إلى منزله دون علم المدير الفني.
وتوجه مدير المنتخب آنذاك “سمير عدلي” إلى منزل أبو زيد لإعادته إلى المعسكر لكي لا تحدث أزمة، ورد فعل الجوهري على هذا الأمر أنه قام باستبعاد طاهر مبررًا ذلك بمعاناته من إصابة عضلية.وطلب الجوهري استبعاده عدم مشاركته مع منتخب مصر في كأس العالم 1990، إلا في دقائق معدودة في مواجهة أيرلندا، رغم أنه كان اللاعب الأشهر حينها ضمن مجموعة مصر في كأس العالم ويرجع ذلك إلى إنجازاته في كأس العالم للشباب.
ولكن الجوهري واجه ضغط إعلامي كبير، حيث كان الإعلام أكبر داعم لطاهر مما جعل المدير الفني يرضخ لضغوط الإعلام ويضم طاهر إلى قائمة المنتخب في المونديال.
وبعد رحلة الخلاف بينهم بادر أبو زيد بحل الأزمة مع الجوهري وديًا حيث قام بزيارة الجوهري في أحد المعسكرات حاملًا معه “تورتة” وبعد أن كانت الخلافات بينهم وصلت إلى المحاكم وحصل أبو زيد على حكم حبس المدرب 6 أشهر لأنه وصفه “بالكاذب” ثم حصل على البراءة في النهاية، قاما بتذويب الثلج بينهم وانتهى الخلاف بين اللاعب والمدرب وعادت العلاقات إلى مجراها.
لمحة تاريخية حول إنجازاته الكروية في النادي الأهلي:
حقق أبو زيد خلال تاريخه الكروي 19 لقبًا مع النادي الأهلي تتمثل في: فاز بالدوري 7 مرات، وفاز بالكأس 5 مرات والبطولة الأفريقية أبطال الدوري مرتين وبطولة أفريقيا أبطال الكؤوس ٣ مرات وكاس الأفروآسيوية مرة وكأس الإتحاد المصري مرة.
كما شارك في الدورة الأولمبية 1984 وكأس العالم للكرة الخماسية 1997، وصاحب أفضل لاعب عربي عام 1987 في استفتاء جريدة الوطن الكويتية،
وتعود شهرة أبو زيد إلى أهدافه القاتلة والمميزة وأشهرها هدف الفوز على المغرب في أمم أفريقيا 1986، وفى عام 1992 حقق آخر إنجازاته مع القلعة الحمراء حيث هتف باسمه كل الجمهور الأحمر وحقق الفوز على الزمالك في اللحظات الأخيرة.
استغنى عنه الأهلي عام 1992 وهو بعمر 31 واعتزل بعدها.
وسمي هذا الحدث ب “مذبحة الكبار” وقرر إعلان اعتزال الكرة بشكل نهائي، وبعد اعتزاله شارك مع المنتخب المصري في بطولة أمم أفريقيا للكرة الخماسية، وقاد المنتخب إلى بطولة العالم في إسبانيا، وشارك في البطولة، وتم انتخابه عضوًا بمجلس الإدارة عام 1996.
وبعد ثورة 30 يونيو تم اختيار طاهر أبو زيد وزيرًا للرياضة في حكومة الدكتور حازم الببلاوي.
