أبو لمعة، أشهر شخصية هزلية بتاريخ الفن المصري أبدع فيها الفنان محمد أحمد المصري، وجسّد من خلالها الرجل الفشّار الذي يحكي دائمًا قصص وحكايات على غير الحقيقة منها سفره إلى الإسكيمو البلد الشهيرة بالثلج ونومه تحت شجرة جيلاتي أيس كريم، ولاقت هذه الشخصية نجاحًا منقطع النظير خاصة بعد انضمام الفنان فؤاد راتب الشهير بالخواجة بيجو ليشكل الاثنان ثنائيًا فنيًا على مدى عشرات السنين.
قدّم محمد أحمد المصري شخصية «أبو لمعة الفشّار» من خلال برنامج ساعة لقلبك بالإذاعة، وعلى خشبة المسرح، وعلى شاشة السينما في أكثر من عمل فني، وشكّل وقتها ثنائيًا مميزًا مع الخواجة بيجو في عدد من الأفلام واستطاعا نزع ضحكات الجمهور والمشاهدين والمستمعين خصوصًا مع أول عبارة ينطقها أبو لمعة شوف ياخواجة لتعرف على الفور أنه سيتبعها بحكايات خيالية ضاحكة.
اشتهر بأداء شخصية هزلية
وبالرغم الشخصية الكوميدية التي اشتهر بها محمد أحمد المصري، إلا أنه كان في الحياة العملية شخصية صارمة وجادة حسب طبيعة عمله باعتباره معلمًا وناظرًا لمدرسة السعيدية بنين، باعتباره حاصلًا على بكالوريوس الفنون التطبيقية ودبلوم معهد التربية العالي للمعلمين، وظل يعمل بهذه المهنة ولم يتخل عنها والحصول على ترقياته الإدارية بوزارة التربية والتعليم.
وتم تعينه عام 1970 ناظرًا لمدرسة «المنوات» الثانوية، وجعل منها مدرسة نموذجية حديثة حيث أدخل فيها التليفون لأول مرة، كما أدخل جهاز التلفزيون ليشاهد الطلبة البرامج التعليمية، واهتم بمعسكرات الكشافة ومعسكرات الشباب، وأدخل إليها العديد من الجوانب الترفيهية الناجحة، ثم عين مديرا للمدرسة السعيدية العسكرية لتكملة تجاربه الناجحة، وبعدها وكيلًا لوزارة التربية والتعليم.
وكان يتخلى عن الكوميديا تمامًا وقت حضور الطابور المدرسي الصباحي، وكان يظهر «كالأسد» يستعرض الطابور، وكان طلابه يفرقون بين شخصية المصري الحازم في مدرسته وإدارته الحكيمة، وبين أبولمعة الفشار في الإذاعة أو التلفزيون، وكان التلاميذ يعاملونه باحترام, فاستطاع أن يحقق في حياته المعادلة الصعبة، بأن يكون مربيا حازما لا يتخذه تلامذته هزؤوا ،وأن ينجح بعيدًا عن وظيفته كفنان فكاهي.
رحل عام 2003
وقبل نهاية الخمسينيات أجرت مجلة الجيل حوارًا هزليًا مع شخصية أبو لمعة، وحكى وقتها الفنان محمد أحمد المصري، بطريقة ساخرة قيامه بإجراء عملية اللوز لمنافسة عبدالحليم حافظ في الغناء، وأن الأطباء اكتشفوا مايزيد عن «30 لوزة» داخل حنجرته أثناء العملية، واحتفظ بها «عملت بيهم سِبحة»، فضلًا عن استيقاظه أثناء إجراء الجراحة، وطلب منه الطبيب أن ينام إلا أن أبولمعة قال له «لاء مش جايلي نوم.. اشتغل إنت براحتك ولايهمك».
رحل محمد أحمد المصري عن دنيانا يوم 4 مايو عام 2003 عن عمر ناهز الـ 79 عامًا.
3 مشاهد لأبو لمعة والخواجة بيجو
بيجو: عندنا فى اوروبا العلم اتقدم خالص وممكن نبنى عمارة 10 ادوار فى أقل من 4 شهور ـ
أبو لمعة: وايه يعنى يا خواجة؟؟ ايه الهبل ده
بيجو: يا خبيبى بقولك عمارة 10 ادوار تطلع فى اقل من 4 شهور ـ
ابو لمعة: طب خد دى عندك،، امبارح وا نا رايح الشغل لقيت ناس بتحط فى اساس عمارة ـ
وبعدين يا خبيبى
وأنا راجع لقيت العمارة واقفة 20 دور
يا خبر اسود
عشرين دور فى كام ساعة ـ ومش كدا وبس
ايه تانى؟
لقيت صاحب العمارة بيرمى للسكان عفشهم من الشبابيك
هى لحقت تسكن كمان
مسألتنيش هو ليه كان بيرمى عفش السكان
ليه؟
عشان اتأخروا فى دفع الاجرة 6 شهور
ابو لمعة والخواجة بيجو (٢)
الخواجة بيجو وأبو لمعة (٣)
بيجو : تعرف يا خبيبى من يومين الجو كان خر موت رحت اتمسى على النيل ومس طايق نفسى من كتر الخر قمت رايخ على كوبرى قصر النيل وناطط فى الميه لقيت قرس
ابو لمعه : لقيت قرش فى النيل
بيجو : ايفا خبيبى اومال يعنى لقيته فى الترعه ؟
ابو لمعه : وعملت ايه يا خواجه ؟
بيجو : انا وقفت قدامه وما خفتس خالص وبصيت فى عينيه لقيته خاف وجرى
ابو لمعه : حصلت قبل كده يا خواجه ؟
بيجو : هى ايه اللى خصلت دى يا خبيبى انت كمان لقيت قرس فى النيل ؟
ابو لمعه : لا نيل ايه انا بعد ما اتمشيت ونطيت فى النيل من كوبرى ابو العلا ما لقيتش قروش علشان القرش بتاعك خاف وجرى روحت بيتنا وداخل الحمام استحمى لسه حانزل البانيو لقيت القرش بتاعك فى البانيو
بيجو : يا النافوخ بتاع الانا لقيت القرس فى البانيو بتاعك ؟
ابو لمعه : ايوه يا خواجه اومال لقيته فى الحوض طبعا فى البانيو
بيجو : وعملت ايه
ابو لمعه : انا بصيت فى عينه جامد وما خفتش لقيته هو كمان بص فى عينيا جامد وما خافش ولقيته بيقوللى انت ازاى تدخل عليا الحمام من غير ما تخبط قمت واخد بعضى وطلعت من الحمام جرى
بيجو : طلعت جرى ليه خفت منه لما سخط فيك؟
ابو لمعه : لا يا خواجه اصلى لقيته كان لا مؤاخذه عريان
–