مشاهيرعربى

معجزة زلزال 92.. قصة أكثم سليمان الذي ماتت عائلته بين يديه تحت الأنقاض

لم يكن أكثم سليمان يتوقع في تلك اللحظة التي كان فيها يعد مائدة الطعام مع أفراد أسرته المكونة من أم وزوجة وطفلة، ان هذا اليوم 12 أكتوبر 1992 سيكون أصعب يوم في حياته. وأنه سيتحول بعده إلى معجزة.

311596396 2200829423633410 2324785090973438757 n

في تمام الساعة 3 و9 دقائق. كان يجلس على السفرة مع الأم العجوز وزوجته تنسيانا. والبنت الصغيرة سميرة التي طلبت من والدها في تلك اللحظة زجاجة “بيبسي”. وعندما قام أكثم من أجل أن يحضرها له، شعر بتلك الهزة. فنزلوا أسفل السفرة، ولكنهم شعروا أنهم يسقطون إلى ما لانهاية!. فقد كانوا في هذه اللحظة يواجهن واحدة من أشهر الكوارث التي حلت بمصر في القرن الـ 20، وهو زلزال 92.

زلزلال

زلزال القاهرة

كان مركز الزلزال هو دهشور، على بعد 35 كيلومتر من الجنوب الغربي من القاهرة، واستمر لمدة نصف دقيقة فقط. ولكنه تسبب في كارثة حقيقية. فقد قتل 545 شخص، وأصاب 6521 آخرين، وشرد 50 ألف إنسان. بعد أن أصبحوا بلا مأوى بعد أن انهارت منازلهم.

311701903 2200827536966932 3775437201845429361 n

اعتبر الزلزال الذي ضرب القاهرة بقوة 5.8 ريختر هو الأكثر تدميرًا بعد زلزال 1847.

847

بعد ساعات أصحبت مصر هي حديث وكالات الأنباء العالمية، وبدأت قوات الأمن في انتشال الجثث من تحت الأنقاض. وحالة من الحسرة الشديدة تصيب الشعب المصري بالكامل.

311699809 2200829443633408 8429655700147899634 n

في نفس الوقت الذي كان فيه أكثم سليمان أسفل الأنقاض مع أسرته الصغيرة. كانوا مطروحين بجواره، في جو خانق مثل المقبرة، والظلام من كل اتجاه، لا يوجد أكسجين إلا بنسبة ضئيلة للغاية. بلا طعام أو شراب. ولم يستطع رجال الإنقاذ العثور عليهم.

311619090 2200826553633697 3914737847220427335 n

كانت الأم هي أول من أسلمت الروح، ويروي أكثم بعد ذلك أن ابنته الصغيرة، والتي كانت خائفة، ظلت من الصدمة تطلب منه زجاجة البيبسي، حتى صمتت للأبد، ثم بعد ذلك ماتت زوجته امام عينيه، وهو عاجز عن أنقاذهم.

بعد 83 ساعة، وفي تمام الساعة 7 مساءًا استطاع رجال الانقاذ العثور على أكثم وسط الأنقاض.

9

احتفاء إعلامي

image 2 1

يقول أحد الأطباء المعالجين لأكثم بعد خروجه من تحت الأنقاض. أن المصريون قد استقبلوا أكثم بالزغاريد. فقد كان وجود شخص حي وسط كل هؤلاء الأموات. بمثابة ضوء الامل الوحيد وسط الموت والكآبة التي استمرت أربعة أيام متتالية.

135 124537 moroccan rayan saving aktham almasry 2

يحكي أكثم حكايته في لقاء أجراه مع التلفزيون المصري داخل المستشفى فيقول: “شعرت بالرعب كأني في قبر، ظلام دامس وأتربة ولا صوت إلا أنين المصابين وصوت الموتى”.

image 3

وكشف أكثم عن سر نجاته، أنه كان كلما شعر بالعطش قام بتمزيق جزء من ملابسه وتبول على القماش ثم أعاد شرب بوله مرة أخرى، لكن أمه وزوجته رفضتا فعل ذلك، فماتا.  ويقول أكثم: كنت أنظر إليهن ولا أملك أن أفعل شيء!.

اختفاء أكثم

رغم إنه كان حديث الإعلام ونجمه الأول في تلك الفترة. فقد امتلأت حجرته بالزيارات من كل المصريين، ممن لا يعرفونه شخصيًا. إلا أن أكثم بعد الحادثة قد اختفى تمامًا. ولم يعرف أحد عنه. وبدون أي مقدمات.

000

ترددت الكثير من الشائعات حول أكثم وقيل أنه انتحر. وقال البعض انه سافر إلى ألمانيا، والبعض قال السعودية. ولكن تحقيق صحفي أجراه موقع “مصرواي” أخيرًا كشف أنه تزوج ولديه الآن ثلاثة أولاد، وأنه يسكن منطقة بشرق القاهرة. وعندما حاولوا اجراء حوار صحفي معه رفض، وكأنه يهرب من ذكرياته السيئة، وقال لهم:”كل اللي حصل معروف، مفيش حاجة تتقال”.

 

المزيد من الصور النادرة لآثار زلزال 1992

311698943 2200828460300173 8280003745597815797 n

311622150 2200826400300379 2259860094083235888 n

311598270 2200828676966818 2522396133400545165 n

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
google-site-verification: google936a342e4f2ea326.html