الجوكر الذى تميز بالكوميديا والارتجال وتربع على عرش المسرح وترك لنا أعمال خالدة لانمل من مشاهدتها إنه الفنان الكبير محمود القلعاوى .
ولد الفنان محمود القلعاوى فى 12 نوفمبر 1939، ونشأ وسط عائلة فنية فهو ابن الفنان عبد الحليم القلعاوى وشقيق الفنانة إحسان القلعاوى وحصل على ليسانس الحقوق عام 1964، وعمل في بداية حياته موظفًا للشئون القانونية؛ إلا أنه قرر اقتحام عالم الفن كمطرب. .
وشارك فى العديد من الأعمال المسرحية التى جعلته عالقا فى أذهان وقلوب محبيه، ومن بينها مسرحية الجوكر، وأنا ومراتى ومونيكا، وعبده يتحدى رامبو.
وش السعد”.. محمود القلعاوي يتحدث عن مسرحية الجوكر
تحدث الفنان الراحل محمود القلعاوي عن دوره في مسرحية الجوكر مع الفنان محمد صبحي، واصفًا إياها بأنها “وش السعد عليا”، وأن المسرحية تُعتبر الانطلاقة الحقيقية له، بالرغم من مشاركته قبلها في فيلم “لعنة امرأة”.
وقال في أحد لقاءاته التليفزيونية: “أجري في أول سنة عملتها كان 400 جنيه، والسنة اللي بعدها بقي 600 جنيه، ولكن بعد أن طلبوا أن نقوم بالتصوير للعرض على التليفزيون فوجئنا بمكافأة قدرها 40 جنيهًا”.
تحدث محمود القلعاوي عن كيفية ترشيحه للدور، قائلًا: “رحت لمحمد صبحي كانوا لسه بيستعدوا للمسرحية، قالي استنى انت هتشتغل معايا واستنيت 3 أيام في الصالة عشان أشوف المسرحية، وفي رابع يوم قومت ألبس عشان أقدم الدور وجلال الشرقاوي قالي إزاى هتقدمه من غير بروفه، وبوظة المسرحية لمدة أسبوع، وكانت ماجدة الخطيب معاناة قبل هناء الشوربجي، وربنا أراد إنه يعمل منى نجم لما عم أيوب وقع على الأرض.
محمود القلعاوى يتحدث عن إفيهات مسرحية الجوكر
وتحدث محمود القلعاوى قبل وفاته بثلاثة أعوام خلال لقائه مع الإعلامية “إسعاد يونس” قى برنامج “صاحبة السعادة”، عن الإفيه المحذوف بمسرحية “الجوكر” الذى يجمعه مع الفنان محمد صبحى، وقال: “كان أحلى إفيه اتشال بسبب التلفزيون .. اللى هو يقولك أمك غسالة .. فكنت أقول ست الحبايب يا حبيبة يتقال عليها غسالة .. أمى أنا غسالة ثم ما هى بطلت”.
وتابع بقوله: “الإفيه بتاع بطلت ياخد أكتر من الغسالة .. كل ده أنا باخد كلام محمد صبحى وأعمله فرشة وأقول حاجة من عندى .. الخازوق بقى إن أنا خلصت المشهد والمفروض بقول لمحمد صبحى هات إيدك يا عم أيوب، عشان يقوم ببص ملقتش ماجدة مقدرتش تقف من كتر الضحك فاضطريت أقول أى كلام لغاية أما ماجدة دخلت ولما خلصت وسألتها قالتلى مش قادرة كنت عايزة أدخل الحمام”، وأعرب عن علاقته بالفنان محمد صبحى: “هو كان بيحبنى قوى”.
الإعلان الأول والأخير
لم يتوقف نشاط القلعاوي على المسرح والسينما فقط؛ وإنما كان له محاولة إعلانية وحيدة عام 1990 لبسكويت “الشمعدان”، وقرر بعدها عدم تجربة الأمر مرة أخرى، حيث قال: “لقيت الناس عارفاني إني بتاع إعلان، ونسيوا إني ممثل، قولت والله ما أنا عامل إعلان تاني”.
اعتزال محمود القلعاوى
منذ عام 2008 انحسر ظهور الفنان محمود القلعاوي، حتى اعتقد البعض أنه اعتزل، ولكنه قال عن تلك الفترة: “قررت الابتعاد لأنني لا أجد عملاً يحترم قيمة كبار السن، أرفض الظهور كديكور في دور لا أهمية له سوى الوجود، فما معنى أن أقدم أعمالاً تقلل من شأني في عيون جمهوري”.
وأضاف: “أتمنى أن أموت وتظل الصورة الذهنية لي أنني الفنان الذي يضحك الجمهور ويرعبني أن أسمع أنني لا أجد مالاً أصرف على نفسي فأضطر لأن أقلل من مستواي ويقول الجمهور (مش لاقي اللي يشغله)، من الصعب على الفنان أن يكون مجرد شكل بعدما تعامل معه الجمهور على أنه يمتلك موهبة حقيقية”.
ويعتبر فيلم “علي سبايسي” عام 2005 يعتبر النهاية الفنية الحقيقية للقلعاوي، وقال عن مشاركته في هذا الفيلم: “أقنعتني به إسعاد يونس وقتها، وقالت لي أهم منك وبينزلوا يشتغلوا أدوار صغيرة، وعندما قرأت وجدت أن دوري عبارة عن مشهدين فقط، ورغم أني ذهبت وقدمتهما إلا أني وجدتهم حذفوا مشهدًا منهما وأصبحت أظهر في مشهد واحد فقط بالفيلم، ومنذ ذلك اليوم قررت أني لن أقدم ما ليس في قناعتي ولن أقف أمام الكاميرا”.
عتب على الفنان محمد صبحي والفنان صلاح عبدالله لأنهم لم يستعينا به في اعمالهم ولكنه قال إن الحياة تشغل، وقرر أن يبتعد عن الوسط كله.
لم يظهر بعدها إلا لأداء واجب العزاء، مرة في شقيق الفنان أحمد بدير، وبعدها قدم العزاء في الفنان مظهر أبو النجا، ليرحل في 10 ديسمبر 2018، بعد صراع مع المرض عن عمر 79 عاما
تداولت الكثير من الشائعات حول سبب وفاته، وإصابته بأمراض الشيخوخة، لكن ابنته نفت فى تصريحات تلفزيونية من قبل مرضه، وأكدت أنه كان حزينا بعد وفاة زوجته، وانعزل العمل العام وأغلق على نفسه.
وصلت فترة اعتزاله الفن لمدة 7 سنوات قبل وفاته، كما قال الفنان محمد صبحى فى تصريحات تلفزيونية، واتخذ هذا القرار لحبه الشديد للتمثيل على المسرح لكن الأعمال المطروحة لم تعد بجودة ما قدمه فى تاريخه.
