اعتادت الفنانة الراحلة وداد حمدي على التمسك بأداء الفرائض الإسلامية، لاسيما فريضة الصوم، وكانت تتحمل المتاعب خلال التصوير.
وفي أحد مشاهد فيلم “إيمان” انتهى المخرج أحمد بدرخان من تصوير المشاهد الداخلية في البلاتوه قبل حلول شهر رمضان، ثم بدأ التصوير الخارجي مع حلول رمضان، فخرج طاقم العمل إلى إحدى المناطق الريفية، وفي منتصف النهار كانت وداد تستعد لأول مشاهدها مع الفنان محمود المليجي، وفجأة حضر أحد عمال البلاتوه وهو يحمل دورقًا كبيرًا من الماء البارد ليشرب منه المفطرون، فوقفت وهي ظمآنة لتقول عباراتها، ولكن الكلمات لم تخرج من فمها الجاف لشعورها الشديد بالعطش.
وحاول بدرخان إقناعها بالإفطار حتى الانتهاء من المشاهد الخارجية الصعبة، ولكنها رفضت وتمسكت بموقفها، بحسب مجلة “الكواكب” العام 1954، وفشلت محاولات إعادة التصوير، وعاد فريق العمل إلى القاهرة من دون تسجيل، على أن يستأنف العمل في اليوم التالي، ولكن بشرط وحيد أن يبتعد المفطرون بالأكل والشرب والتدخين عن محيط وداد حمدي.
