فنان شهير حبس نفسه لأسابيع ليؤدي الشخصية المشوشة .. 10 أفلام تناولت الصحة العقلية بدقة وحذر

أفلام الصحة العقلية تتناول شخصيات تؤثر بشكل كبير على أذهان المشاهدين ويظلوا يتذكرونها كثيرا.. وتناولت السينما العالمية الكثير من القصص المؤثرة والملهمة التي تناولت الصحة العقلية والنفسية باحترام ودقة، وحقق بعضها نجاحًا كبيرًا وحصد جوائز عديدة، ويقدم «كل النجوم» في تقريره التالي 10 أفلام تناولت قصصًا مؤثرة وملهمة حول هذه القضية.

Beautiful Boy

يدور فيلم ” Beautiful Boy” المأخوذ من قصة حقيقية حول شاب يدعى نيك يكافح إدمان المخدرات، ووالده ديفيد الذي يبذل قصارى جهده لمساعدته.

ويقدم كل من تيموثي شالاميت وستيف كاريل أداءً حقيقيًا ومؤثرًا يصور حقًا كيف يمكن للإدمان أن يسيطر على حياة المرء بالكامل.

ويستكشف الفيلم الإحباطات والمقاومة للحصول على المساعدة، ويتميز بالواقعية الصادمة التي هي الحضيض بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات الشديد.

ويركز هذا الفيلم تحديدًا على كيفية تأثر عائلة أحد الأحباء وكيف يمكن أن يشعر بالعجز كوالد لديه طفل لا يريد أن يتحسن.

ويقدم الفيلم تصوير جميع الجوانب المختلفة لإدمان المخدرات، ويظهر التغييرات في المظهر الجسدي لنيك، وتقلبات المزاج، والوظيفة العقلية، وخلق علاقات بين الأشخاص، والتي تعد جميعها تحولات واضحة في السلوك لشخص يعاني من الإدمان.

The Perks of Being a Wallflower

هو فيلم عن بلوغ سن الرشد حول طالب جديد في المدرسة الثانوية يُدعى تشارلي، الذي يلعب دوره لوغان ليرمان، والذي يصبح صديقًا لاثنين من كبار السن يُدعى سام وباتريك، اللذين تلعب دورهما إيما واتسون وإزرا ميلر.

يكشف تشارلي في الفيلم أن عمته هيلين ماتت في حادث سيارة عندما كان في السابعة من عمره. طوال بقية الفيلم، يواجه تشارلي سلسلة من ذكريات الماضي التي تكشف ببطء الحقيقة المروعة المتمثلة في أن عمته هيلين اعتدت عليه جنسيًا عندما كان طفلاً.

ويرسله هذا إلى دوامة عاطفية حيث يعزل نفسه تمامًا وينتهي به الأمر في المستشفى، ويقضي تشارلي حوالي شهرين في مستشفى الأمراض العقلية، حيث يتأقلم ببطء مع الصدمة التي تعرض لها ومن هو كشخص.

إن التقاط حقائق اضطراب ما بعد الصدمة والاعتداء الجنسي والصدمات ليست مهمة سهلة، ولكن الفيلم صور بدقة الذكريات المكبوتة، وهو أحد الأعراض الشائعة لاضطراب ما بعد الصدمة.

ويوضح كيف أنه عندما يمر الدماغ بحدث صادم، فإنه يخفي الذكريات بحيث لا يمكن الوصول إليها عندما يكون في حالة وعي طبيعية.

Silver Linings Playbook 

الاضطراب ثنائي القطب أحد أكثر الأمراض العقلية التي يتم تحريفها في الأفلام، غالبًا ما تتضمن الصور النمطية التي تتزامن مع الاضطراب ثنائي القطب من عنف وعدم القدرة على التنبؤ والتفكير السلبي المستمر.

وفي حين أن هذه الأعراض يمكن أن تكون صحيحة بالنسبة لبعض الأشخاص، إلا أنه لا يمكن أن تعزى إلى كل شخص يعاني من اضطراب ثنائي القطب. ومع ذلك، فإن بات، الذي يلعب دوره برادلي كوبر، يميل إلى تبني بعض هذه الأعراض في الفيلم، وبعد خروجه من مستشفى للأمراض النفسية بسبب هجوم عنيف على الرجل الذي كانت زوجته على علاقة به، يلتقي بتيفاني، التي تلعب دورها جينيفر لورانس، وهي امرأة أرملة مؤخرًا تعاني أيضًا من اضطراب ثنائي القطب.

على الرغم من أن كلا الشخصيتين الرئيسيتين تشتركان في الأمر نفس الاضطراب، فإنهم يعانون من مرضهم العقلي بشكل مختلف تمامًا.

ويقوم هذا الفيلم بعمل مذهل في إظهار الأنواع المختلفة من الاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك نوبات الهوس والاكتئاب.

الصحة العقلية على الشاشات الكبيرة

Inside Out

كانت المفاجأة أن هناك فيلم للأطفال صور المرض العقلي بدقة، وهذا ما فعله فيلم Inside Out ، ويتبع فيلم الرسوم المتحركة رايلي، التي تمر بالعديد من التغييرات في حياتها، بما في ذلك الانتقال عبر البلاد مع عائلتها والالتحاق بمدرسة جديدة.

على الرغم من أن رايلي هي الشخصية الرئيسية، إلا أن النجوم الحقيقيين في العرض هم المشاعر الموجودة داخل رأسها: الحزن، والخوف، والاشمئزاز، والفرح، والغضب.

يركز هذا الفيلم على كيفية تعاملنا مع عواطفنا، والتي تمثل صراعًا للكثير من الأشخاص. الشباب والمراهقين الذين يعانون من الأمراض العقلية. إنه يعلمنا أهمية التوازن العاطفي وكيف أن تجنب عواطفنا نادرًا ما ينجح لأن المشاعر ذات الدلالات السلبية، مثل الحزن والغضب، لا مفر منها.

It’s Kind of a Funny Story

تدور أحداث الفيلم على أساس إنها قصة مضحكة نوعًا ما حول طالب في المدرسة الثانوية يُدعى كريج يدخل مستشفى للأمراض النفسية بسبب ميوله الانتحارية.

ويفترض أن المستشفى سيقوم بإجراء فحص صحي سريع، والتأكد من أنه بخير، ويرسله في طريقه، ومع ذلك، فهو ملزم قانونًا بقضاء أسبوع على الأقل هناك أو حتى يتم تسجيل خروجه من قبل الفريق الطبي.

يلتقي كريج بمجموعة متنوعة من الأشخاص المختلفين في مستشفى الأمراض العقلية، لكن الشخصين الرئيسيين اللذين أصبحا جزءًا من رحلته يلعبان بواسطة زاك جاليفياناكيس وإيما روبرتس.

وتم دمج موضوعات مثل محاولات الانتحار وإيذاء النفس في هذا الفيلم بطريقة حذرة ولكن ذات معنى، ويُظهر حقائق التعافي من أي مرض عقلي مع دمج الفكاهة بشكل مدروس لإزالة وصمة العار عن فكرة أن جميع الأشخاص الذين يعانون هم بائسون تمامًا للعالم الخارجي.

Black Swan

البجعة السوداء هي دراما مظلمة تستكشف إيذاء النفس واضطرابات الأكل والفواصل الذهنية، تدور أحداث الفيلم حول راقصة باليه تدعى نينا، والتي تلعب دورها ناتالي بورتمان، والتي تحصل على الدور الرئيسي في بحيرة البجع.

في هذا الإنتاج، يجب أن تكون قادرة على التقاط جمال البجعة البيضاء وظلام البجعة السوداء، وتجسيد هذه الشخصيات يرسلها إلى دوامة ذهنية تضر بسلامتها.

في جزء كبير من الفيلم، تعاني نينا من الأوهام حيث لا تعرف ما هو حقيقي وما هو مزيف، وبسبب هلوسة نينا، لا نعرف أبدًا ما هو حقيقي أيضًا.

طوال الفيلم، تتعامل نينا مع العديد من السلوكيات المضطربة، بما في ذلك القلق، والوسواس القهري، والأكل المضطرب، والتفكير الوهمي. في حين أن سلوكها المضطرب لم يتم تشخيصه مطلقًا في الفيلم، يمكننا أن نفترض بأمان أنه نوع من اضطراب الشخصية، والذي يحدث عندما يكون لديك نمط تفكير جامد وغير متوقع.

Girl, Interrupted

واحد من أشهر الأفلام التي تعالج اضطراب الشخصية الحادة، ويؤثر اضطراب الشخصية على الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى نفسه والآخرين، مما يسبب مشاكل في الأداء في الحياة اليومية.

ويتم علاج سوزانا كايسن، التي تلعب دورها وينونا رايدر، من اضطراب الشخصية الحدية بعد دخولها إلى جناح الطب النفسي. أحد المرضى الذين تلتقي بهم سوزانا في الجناح يُدعى ليزا. ليزا، التي تلعب دورها أنجلينا جولي، تم تشخيصها بأنها معتلة اجتماعيًا، وبعض أعراضها هي التلاعب والخداع. وهذا اضطراب آخر في الشخصية يسمى اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والذي يجعل الشخص لا يهتم بما هو صواب وما هو خطأ.

بعض المشاهد في هذا الفيلم دقيقة بشكل مرعب، مثل سخرية ليزا من مريض آخر بسبب تعرضه للاعتداء الجنسي وعدم إظهار أي ندم على ذلك.

ويسلط الفيلم الضوء على خطورة بعض اضطرابات الشخصية وكيف يمكن أن تؤثر على حياة الفرد بهذه الطريقة السلبية. إنه أحد الأفلام الوحيدة التي نرى فيها شخصًا لديه ميول اعتلال اجتماعي وليس عنيفًا بطبيعته أو حتى قاتلًا.

الصحة العقلية وطرق تناول الأفلام

To the Bone

يدور الفيلم حول امرأة شابة تبلغ من العمر 20 عامًا تدعى إلين، تلعب دورها ليلي كولينز، والتي تعاني من فقدان الشهية العصبي الشديد، دخلت وخرجت من مراكز علاج مختلفة، وانتكست فور خروجها من كل منها.

وكملاذ أخير، تم إدخالها إلى مركز تعافي منزلي جماعي مع ستة مرضى آخرين. في البداية، كانت إيلين شديدة المقاومة للعلاج، وهو أحد الأعراض الشائعة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل.

ومن الناحية النفسية، تصبح العادات الناتجة عن الإصابة باضطراب في الأكل آلية للتكيف، وهو ما يظهر بوضوح في مقاومة إلين للتحسن.

ويقوم هذا الفيلم بعمل رائع في تصوير اضطرابات الأكل المختلفة بخلاف فقدان الشهية العصبي، وهناك شخصيات في الفيلم تعاني من الشره المرضي العصبي واضطراب الشراهة عند الأكل أيضًا.

ومن المهم أن ندرك أنه ليست كل اضطرابات الأكل تنطوي على صورة الجسم والتجويع الذاتي، إلا أن هذا الفيلم يسلط الضوء على هذه الأعراض بطريقة غير تجميلية تستحق التصفيق لها بالتأكيد.

Little Miss Sunshine

قصة الفيلم حول عائلة تسافر عبر البلاد في شاحنتهم، وتصر على اصطحاب ابنتها الصغيرة إلى مسابقة ملكة جمالها، على الرغم من أن هذا الفيلم الخفيف لطيف ومضحك، إلا أنه يحمل طبقة من الجدية لأنه يتحدث عن اضطراب الاكتئاب الشديد.

أحد الشخصيات الرئيسية هو العم فرانك، الذي يلعبه ستيف كاريل، وهو عاطل عن العمل ويعاني من اضطراب عاطفي بسبب علاقته، مما يجعله يحاول الانتحار. نظرًا لأن التأمين الخاص به لن يدفع تكاليف العلاج.

على الرغم من أن فرانك يعاني من الاكتئاب والميول الانتحارية، إلا أنه يبدو أنه يشعر بأكبر قدر من التعاطف مع عائلته طوال الفيلم.

ويدل على أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب ليسوا دائمًا بائسين من الخارج، وغالبًا ما يخفون أو يبتسمون من خلال آلامهم العاطفية.

The Dark Knight

في هذا الفيلم استعد هيث ليدجر لدوره “الجوكر” من خلال عزل نفسه في غرفة فندق لمدة ستة أسابيع قبل التصوير، وتلك الاستعدادات أظهرت تألقه في الفيلم، حيث كانت شخصيته مشوشة بشكل واضح وتعاني من سلوك ذهني.

طوال المشاهد المختلفة في الفيلم، نرى ليدجر يتصرف بعنف، بلا عاطفة، ومنعزل، وكلها أعراض الاعتلال النفسي. هناك خط رفيع بين دمج الصحة العقلية بشكل صحيح وغير صحيح في الرعب والإثارة.

أحد الأشياء التي يفعلها هذا الفيلم يسلط الضوء بشكل صحيح على كيف يمكن لصدمات الماضي أن تظهر نفسها بطرق عنيفة ومزعجة، حيث يركز على صدمة الأجيال ومدى صعوبة كسر تلك الدورة الضارة، بالإضافة إلي مشاعر الاضطهاد والأوهام المتوافقة مع الاضطراب العقلي الفصام المصحوب بجنون العظمة.