خلال الساعات القليلة الماضية ، تعالت الدعوات الإعلامية لتهجير الفلسطينين ، الأمر الذي دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسخرية من تلك الدعوات وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني قائلاً: ” إذا كان هناك فكرة لتهجير الفلسطينيين فتوجد صحراء النقب في إسرائيل ، وذلك حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة فى تصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة حماس والجهاد الإسلامى ثم يتم إعادتهم مجددا مرة أخرى “.
وعبر الرئيس السيسي عن رفضه التام لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية أو أى محاولات لتهجير الفلسطينين قسريا من أرضهم، أو أن يأتى ذلك على حساب المنطقة، على أن تظل مصر ثابتة على موقفها الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه ونضال الشعب الفلسطيني.
واوضح أن فكرة النزوح وتهجير الفلسطينيين من القطاع لمصر هو أمر مماثل تماماً لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، لذا لن تكون فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها نحن والمجتمع الدولي قابلة للتنفيذ، لأن الأرض موجودة والشعب غير موجود.
وأضاف أن العملية العسكرية التي ترغب إسرائيل من خلالها تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ما هي إلا محاولة صريحة لتصفية الجماعات المسلحة في غزة ، والتي قد تستغرق سنوات لم يتم تحديدها بعد وبالتالي في هذه الحالة تتحمل مصر تبعات هذا الأمر .
صحراء النقب
ولكن ماهي صحراء النقب ؟
صحراء النقب أو السبع تبلغ مساحتها حوالي 14 كيلو متر ، وهي منطقة صحراوية تقع في غرب آسيا، وهي يحدها الشرقي الصدع الأسيوي الأفريقي متمثلًا بوادي عربة.
وكانت جزء من فلسطين الانتدابية لكنها الآن أصبحت ضمن حدود إسرائيل السياسية ، ونصف سكانها من البدو العرب الذين بقوا في هذه المنطقة- القبائل العربية الذين تربطهم علاقات اجتماعية بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية- وذلك بعد حرب 1948.
واعتبر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر صحراء النق من أهم أقاليم سيناء المنهوبة وأنه لا بد من تحرير هذه الجزء من سيناء وارجاع هذا الإقليم إلى السلطة العربية، فتم التخطيط لعملية الفجر (1967) التي تستهدف تدمير القواعد العسكرية وطرد القوات الإسرائيلية من النقب.
عرفت النقب باسم تربان، أثناء فترة العباسيين ، إبان نهاية الحكم العثماني لصحراء النقب، في العام 1914، قُدِّر تعداد القبائل البدوية بـ55 ألف نسمة ، وفي عام 1922، إبان بداية الانتداب البريطاني لفلسطين قدرت وثائق أرشيفية بريطانية تعداد سكان النقب من العرب البدو بـ71 ألف نسمة.
يبلغ عدد البدو في منطقة النقب نحو 317 ألف نسمة أي نصف عدد سكان النقب الكلي وحوالي ثلث عدد سكان منطقة الجنوب الإدارية البالغ عدد سكانها مليون نسمة حسب التقديرات السلطات الإسرائيلية عام 2014م.
تنحدر معظم قبائل وعشائر النقب من قبيلة الترابين والتياها والعزازمة والجهالين والقديرات والظُلام وقبائل أخرى، ويملكون حاليا من أراضي النقب ما يقارب 3 ملايين دونم، وتعتبر طبيعة المنطقة صحراوية جافة باستثناء الجزء الشمالي (قضاء بئر السبع).
أهم المدن بـ صحراء النقب بئر السبع، رهط (ثاني أكبر مدينة في النقب)، عرعرة، تل السبع، تل عراد، كسيفة، حورة، اللقية، أم بطين، شقيب السلام، أم حيران، أم متان، القصر، اخشم، الأعسم، بير هداج، وادي النعم، ترابين الصانع.
ورغم قلة عدد سكانها ، إلا أن إسرائيل تبذل قصارى جهدها لتجعلها منطقة خضراء .
و تعتبرها إسرائيل من أجمل المناطق السياحية والتي تنصح الكثير بالذهاب لها بسبب مناخها والهدوء الذي تتميز به.
في فصل الصيف تصل درجة الحراره بها نحو 50 درجة مئوية ولكن في الشاؤ قد تنخفض لدرجة 7 مئوية ، وتتسم تلك الصحراء بقلة سقوط الأمطار بها .
