8% زيادة في سعر الذهب عالميًا.. و4.5% محلياً منذ بداية الحرب على غزة
ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ للأسبوع الثاني على التوالي ليعود عالمياً إلى مستويات الـ 2000 دولار للأونصة في ظل استمرار الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن مع ظل استمرار التوترات في التصاعد في الشرق الأوسط.
وارتفع الذهب منذ بداية الحرب بين فلسطين والكيان الصهيوني بنسبة 8% ليربح 148 دولار للأونصة ، ليرتفع فقط الأسبوع الماضي بنسبة 2.5% ليربح 48 دولار ويغلق عند المستوى 1981 دولار للأونصة، بعد ان سجل أعلى مستوى منذ 5 أشهر عند المستوى 1997 دولار للأونصة، وذلك بدعم من الطلب على الملاذ الآمن في ظل التوترات الحالية في الشرق الأوسط والتخوف من توسع رقعة الحرب ودخول أطراف جديدة.
ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل جاء هذا الارتفاع بالتزامن مع حفاظ رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول على موقفه المتمثل في أنه سيبقي أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت وأبقى الباب مفتوح لرفع جديد في الفائدة هذا العام.
واستمر الذهب عالمياً في موجة الإرتفاع على ضوء تراجع الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.3% وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، وذلك في ظل تركيز الأسواق مع عوائد السندات والذهب كاستثمارات للملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي.
كما ساهم انخفاض مؤشر الأسهم الرئيسي في الولايات المتحدة S&P500 خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.4% ليسجل أدنى مستوياته منذ أسبوعين، في انتقال جزء كبير من الاستثمارات في الأسهم إلى سوق الذهب.
ولم تتوقف أسباب ارتفاع أسعار الذهب عند ذلك، بل ارتفعت أيضاً للأسبوع الثاني على التوالي أسعار النفط الخام الأمريكي لتسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 90 دولار للبرميل في ظل المخاوف من انقطاع امدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط حيث يعمل ارتفاع أسعار النفط الخام على زيادة ضغوط التضخم في الأسواق العالمية، الأمر الذي زاد من حجم الطلب على الذهب كتحوط ضد التضخم.
275 جنيهاً زيادة في سعر الذهب المحلي منذ بداية الحرب
منذ بداية الحرب بين فلسطين والكيان الصهيوني في 7 أكتوبر وحتى نهاية الأسبوع الماضي ارتفع سعر الذهب بمقدار 275 جنيه للجرام بنسبة ارتفاع 12.7%، وذلك بسبب تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق العالمية والمحلية.
وخلال الأسبوع الماضي ارتفع الذهب بنسبة 4.5% ليربح 105 جنيه للجرام ليغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2440 جنيه للجرام بعد أن سجل أعلى مستوى خلال الأسبوع عند 2475 جنيه للجرام.
الأسباب التي أدت لارتفاع الذهب محلياً
هناك عدد من الأحداث ساعدت الذهب على الارتفاع في السوق المحلي، كان أهمها وقرار البنك المركزي المصري بوقف التعامل على بطاقات الخصم المباشر خارج مصر، وتقليل الحد الأقصى لكروت الائتمان للمشتريات خارج مصر مما تسبب في ارتفاع الطلب على الدولار في السوق الموازية أكثر من مرة، بجانب خفض التصنيف الائتماني لمصر من قبل وكالة موديز، وكذلك خفض مؤسسة ستاندرد آند بورز التصنيف الإئتماني لمصر.
ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل شهدت الأيام الماضية تصريحات الدكتور محمد معيط وزير المالية ، بأن صندوق النقد الدولي سيعلن موعد المراجعتين الأولى والثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري نهاية شهر أكتوبر الجاري ويرتبط لدى الأسواق قرار تعويم سعر صرف الجنيه بموعد مراجعة الصندوق كونه أحد أبرز متطلبات الصندوق لنجاح المراجعة وصرف شريحة جديدة من القرض لمصر، الأمر الذي أدى لإنتعاش السوق السوداء للدولار وكذلك سعر دولار الصاغه ، إلا أن لأول مرة يرتفع سعر دولار السوق السوداء على سعر دولار الصاغة.
حالة ترقب لسعر الذهب خلال تعاملات هذا الأسبوع
يترقب سوق الذهب هذا الأسبوع صدور بيانات عن الاقتصاد الأمريكي منها القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثالث، كما يترقب سوق الذهب مع نهاية الأسبوع بيانات التضخم المفضلة للبنك الفيدرالي وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي والتي قد تؤثر على أسعار الذهب.
ففي حاله صدور قراءة إيجابية للناتج المحلي الإجمالي في أمريكا أفضل من المتوقع فقد تعمل على التأثير السلبي على الذهب، منذ كون مرونة نمو الاقتصاد الأمريكي هو أهم الأسباب وراء بقاء عائدات السندات عند أعلى مستوياتها منذ 16 عام.
وقد تقلل هذه العوامل من فرص استمرار ارتفاع الذهب ودخوله في تصحيح سلبي يحتاجه الذهب بشكل كبير لتجميع زخم كافي للعودة واختراق المستوى 2000 دولار للأونصة وتسجيل مستوى قياسي جديد.
