هل سيتم تعويم الجنيه خلال ساعات ؟
ترددت أنباء كثيرة خلال الدقائق القليلة الماضية ، عن عقد اجتماع عاجل من قبل البنك المركزي المصري غداً، الخميس، مع لجنه السياسة النقدية ، الأمر الذي أثار حالة من الترقب بين المواطنين في الشارع المصري وعلى مواقع التواصل الإجتماعي .
وقد جاء هذا الاجتماع العاجل بعد أيام قلائل من تصريحات وزير المالية الدكتور محمد معيط ، وزير المالية، بأن هناك تواصلا بين مصر وصندوق النقد الدولي، ومن المتوقع أن يعلن الصندوق قبل نهاية شهر أكتوبر الجاري موعدا لإجراء مراجعتيه الأولى والثانية على برنامج مصر للإصلاح الاقتصادي، علماً بأن تعويم الجنيه وتحرير سعر صرفه أمام الدولار أحد أهم اشتراطات صندوق النقد الدولي لمصر.
وعلى الفور سرعان ما تزايدت الأقاويل حول هل اقترب موعد تعويم الجنية أمام الدولار؟، وهناك أقاويل أخرى بأن هذا الإجتماع هدفه كبح جماح موجة الارتفاع الجنوني التي لاحقت سعر الدولار بالسوق السوداء لاسيما بعدما ارتفع سعره ليتخطى حاجز الـ47 جنيهاً ، وسط غموض من الكثيرين عن معرفة السبب وراء ذلك.
10 مليار دولار حجم الفجوة الدولارية لمصر
وجاء قرار تأجيل المراجعتين الأولى والثانية من اجتماع مصر مع صندوق النقد الدولي جراء وجود فجوة دولارية في مصر والتي تصل قيمتها لما يتراوح من 8 لـ10 مليار دولار، الأمر الذي دفع الحكومة للجوء لطرح سندات الباندا والساموراي وتمويلات مع بعض البنوك خلال الفترة المقبلة، من أجل سداد هذه الفجوة الدولارية، علماً بأن إصدار سندات الباندا الصينية والساموراي اليابانية يتم خلال فترة لا تتجاوز 8 أسابيع، على أن تكون أحجام الإصدارات ستتراوح بين 500 مليون و1.5 مليار دولار.
محاربة السوق السوداء للدولار السبب
وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور السيد خضر جزر، الخبير الإقتصادي، في تصريحات خاصة لـ”كل النجوم”- إن الفترة الأخيرة شهدت العديد من الأحداث الجيوسياسية والتغيرات العالمية والداخلية ومدى تأثير ذلك على الأوضاع الاقتصادية الداخلية وكذلك الاقتصاد العالمى بالعديد من الصدمات والأزمات الاقتصاديه التى ستؤثر بشكل سلبى على أداءه ومدى تأثر الدول الناشئة بسبب تلك الاختلالات.
وأوضح أن تصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتأثير ذلك على أداء الاقتصاد العالمى والداخلي، سيكون له تأثير كبير على العديد من القطاعات الاقتصادية المختلفة ومدى توغل السوق السوداء الداخلية والخارجية فى رفع أسعار سعر صرف الدولار والعديد من العملات أمام الجنية المصري مما أثرت على أداء السوق بشكل ومدى هيمنة السوداء وكذلك ارتفاع الأسعار .
وأضاف أن اجتماع لجنة السياسات النقدية سيكون من أجل وضع منظومة ورؤية استراتيجية لمحاربة السوق السوداء وكيفية السيطرة على أسعار صرف العملات التى ارتفعت فى تلك السوق الموازي بشكل مخيف والتى سيكون لها تداعيات خطيرة على أداء الاقتصاد وحركة الاستيراد والتصدير وبالتالى التأثير على الأسعار الداخلية ومدى توفير الاعتمادات لتسهيل حركة التجارة البينية وفرض الرقابة الصارمة على السوق السوداء.
وتابع السيد – تصريحاته لـ”كل النجوم”- أن الاقتصاد المصرى قادر على تخطى تلك الأزمات من خلال الاتجاه إلى فتح آفاق استثمارية جديدة خاصة مع وجود مناخ مناسب لعمليه الاستثمار، وتجنب العديد من المخاطر والمخاوف فى الاستثمارات بسبب الأحداث الجيوسياسية ،والاتجاة إلى توسع نطاق الاستثمار وكيفية مواجهه تلك الصدمات التى أثرت على الاقتصاديات العالمية من خلال توطين الصناعة الوطنية، ومدى توسيع القاعده الصناعيه فى الداخل من أجل زيادة القدرة الإنتاجية وخلق فرص المنافسة وزيادة الصادرات المصريه ،لأن الصناعة هى عصب الاقتصاديات.
وأضاف السيد أن الفترة القادمة تحتاج لمزيد من الإصلاحات الهيكلية من أجل تطوير السياسات النقدية عن طريق استحداث طرق وأساليب جديدة ومبتكرة وعدم الاعتماد عليها بشكل كامل لكن لابد من توجيه الاعتماد إلى توسيع سياسة الاستثمار وكذلك السياسة التجارية من أجل تنوع منتجاته، سواء للأسواق المحلية، وغزو المنتج المصرى إلى جميع الأسواق العالمية لزيادة حجم الصادرات ،أيضا فتح المجال للقطاع الخاص حتى نساهم فى دعم ركائز التنمية الاقتصادية والمستدامة فى مصر.
توقعات بالإعلان عن تدفقات دولارية
وأعرب الدكتور أحمد خزيم، الخبير الإقتصادي، لـ”كل النجوم” عن توقعه بأنه لن يتم تعويم الجنيه غداً في اجتماع المركزي العاجل ، وإن الهدف من الاجتماع قد يكون هدف التمهيد للإعلان عن تدفقات دولارية ، والحد من الارتفاع الجنوني لسعر الدولار بالسوق السوداء والذي تفاقم حتى وصل لنحو 47 جنيهاً.
