زمان يافن

كومبارس السينما.. 8 فنانين قدموا دور السنيد ببراعة وحققوا نجاح

عندما نسمع كلمة “كومبارس”، نتذكر فوراً وجوه العديد من الكومبارسات الذين تألقوا في الأفلام والمسلسلات والمسرحيات. ومع ذلك، نكتفي بمعرفة وجوههم وملامحهم فقط، دون أن نعرف أسمائهم. هذا الأمر يثير الاستغراب، خاصة عندما نتذكر أدوارهم المؤثرة في تاريخ السينما المصرية.

 

مهنة الـ”كومبارس” كانت من أكثر المهن رواجاً

من المثير للاهتمام أن مهنة الكومبارس كانت من أكثر المهن رواجاً في زمن الفن الجميل. ففي تلك الفترة، كان الرجل يتقاضى جنيهًا أو جُنيهين في اليوم، بينما كانت المرأة تتقاضى من جنيهين ونصف إلى خمسة جنيهات في اليوم. يتضح من هذا المعلومات أن الكومبارس كان لهم دور مهم في صناعة السينما وكانوا قادرين على كسب لقمة العيش من مهنتهم.

8 فنانين في دور كومبارس

 

  • ماري باي باي

المعروفة بأدوارها ككومبارس في السينما، حظيت بشهرة واسعة على مدار السنوات. ومع ذلك، كانت دائمًا تعتبر الشخصية المخيفة والشريرة بسبب ملامح وجهها المخيفة. فقد اشتهرت بدور “فتاة الليل الدميمة”، التي تجمع بين الرعب والضحك في آن واحد.

دفعتها أدوارها الصغيرة في الأفلام إلى أن تكتسب شهرة كبيرة بسبب ملامحها الوجهية المميزة. وعلى الرغم من ذلك، يعرف القليل عن اسمها الحقيقي، الذي هو بهيجة محمد علي.

في بداية حياتها المهنية، عملت ماري باي باي في سجن النساء وتزوجت من سجان، وبعد طلاقها، قررت اتجاهها نحو السينما. وقد تم اكتشافها من قبل الممثل الشهير يوسف وهبي.

تألقت ماري باي باي في العديد من الأفلام، من بينها “إسماعيل يس في مستشفى المجانين” في عام 1958، و “زوجة من باريس” في عام 1964، و “مطاردة غرامية” في عام 1968، و “وأهلاً يا كابتن” في عام 1978، و “سأكتب اسمك على الرمال” في عام 1979.

  • عبد الغنى النجدي

الممثل الذي عندما تشاهده على الشاشة، لا تستطيع إلا أن تبتسم. رغم أن مشاركته في الأفلام قليلة ولا تتجاوز بضع مشاهد في الفيلم الواحد، إلا أنه يترك بصمة لا تُنسى.

اشتهر النجدي بأداء أدوار البواب والخادم والعسكري والقروي الخفيف الظل. ما يميزه هو تلقائيته الشديدة وأداءه البسيط في جميع الأدوار التي يقوم بها. فمن يستطيع نسيان دور الخادم الذي يحمل صينية الديك الرومي في فيلم “بين السماء والأرض”؟ أو شخصية “عوكل” في فيلم “الفانوس السحري” حيث يُكرر جملة “مشتاقين أوي يا دميل” التي عرفته بها. وبالإضافة إلى ذلك، قدم أدوارًا مميزة مع إسماعيل يس في العديد من الأفلام مثل “إسماعيل يس في الأسطول”، “إسماعيل يس في البوليس”، “العتبة الخضراء”، “لوكاندة المفاجآت”، “عفريتة إسماعيل يس”.

ولم يكن النجدي محدودًا بأدوار التمثيل فحسب، فقد كتب السيناريو والحوار للعديد من الأفلام، بما في ذلك “أجازة بالعافية” التي تعتبر واحدة من أشهر أفلامه. كما كان يقوم بكتابة النكت وبيعها لنجوم الكوميديا الكبار مثل إسماعيل يس ومحمود شكوكو. وكان يتقاضى جنيهًا واحدًا فقط مقابل النكتة.

ولد النجدي في السادس من ديسمبر عام 1915 في قرية المشايعة بمحافظة أسيوط، وتوفي في العشرين من مارس عام 1980.

 

  • فايزة عبد الجواد

تُعتبر فايزة عبد الجواد واحدةً من أبرز الكومبارسات في السينما المصرية، حيث كان لها دورٌ دائمٌ كسجانة وسجينة، وامرأة ذات قوةٍ مفرطة، وصوتٍ مخيفٍ يحمل الكثير من القوة الغليظة. يُلاحظ أن معظم أدوارها في السينما تدخل في مشاجرات مع أبطال الأفلام، وذلك بفضل ملامحها التي تعكس شخصيتها الشريرة والقوية التي تخيف أي شخص يحاول الاقتراب منها.

دخلت فايزة عبد الجواد عالم السينما بالصدفة البحتة، حيث اكتشفها الفنان رشدي أباظة أثناء تصوير فيلم “تمر حنة”. وحينها كانت تعيش في نفس المنطقة التي تم تصوير الفيلم بها، وكانت من بين الناس الذين تواجدوا لمشاهدة تلك العملية. وخلال حوارٍ قديمٍ أجرته فايزة، قالت: “لم أصدق صورتي على الشاشة إلى جانب رشدي أباظة ونعيمة عاكف وأحمد رمزي. كانت فرحةً وسعادةً لا تُوصف”.

من أهم أدوارها في السينما، شاركت في فيلم “هنا القاهرة” مع محمد صبحى وسعاد نصر، كما شاركت في فيلم “آي آي” إلى جانب ليلى علوي وأشرف عبد الباقي. ومسلسل “بكيزة وزغلول” مع إسعاد يونس وسهير البابلي.

على الرغم من عدم تقديم فايزة عبد الجواد أدوارًا رئيسية في السينما، إلا أنها تمتلك تاريخًا سينمائيًا وتلفزيونيًا قيمًا، ولهذا تم تكريمها من قِبَلِ مهرجان الإسكندرية السينمائي. وذلك نظرًا للأعمال التي قدمتها خلال فترة الثمانينات والتسعينات.

  • نصر سيف

نجح نصر سيف في لعب العديد من الأدوار الصغيرة في أفلام سينمائية ومسرحيات مختلفة. أصبح مشهورًا بأنه أفضل الكومبارسات في تاريخ السينما، واشتهر بصلعته التي اعتبرت الأشهر في تاريخ السينما.

عرف نصر سيف بتجسيد الأدوار الشريرة، حيث شارك في أدوار أعضاء عصابات الجريمة. ولكن الذي كان يميز تجسيده هو القدرة على إضفاء جانب الكوميديا على الشخصية، من خلال تجسيد الغباء المشترك مع القوة البدنية، وقد حظي ذلك بتقدير الجماهير.

تخرج نصر سيف من كلية الآداب في جامعة الإسكندرية، وعمل في شركة الكهرباء كمحصل للفواتير قبل أن يدخل عالم السينما. وقد تم اكتشافه بفضل حسن الأمام، وبدأت مسيرته الفنية الأولى تحت إشراف المخرج نيازي مصطفى.

شارك نصر سيف طوال مسيرته الفنية التي استمرت لمدة 37 عامًا في 60 فيلماً، و10 مسرحيات، و9 مسلسلات. ومن بين الأعمال التي شارك فيها، فيلم “جريمة في الحي الهادئ”، وفيلم “عصابة حمادة وتوتو”، وفيلم “قبضة الهلالي” مع الممثلة ليلى علوي، وفيلم “الغول” مع الفنان عادل إمام. كما شارك أيضًا في مسرحية “شاهد مشفش حاجة” بدور قاتل الراقصة، حيث كان يحاكم في قفص الاتهام ويتعرض للتحقيق من قبل سرحان عبد البصير.

  • ثريا فخري

واحدة من أقدم كومبارسات السينما المصرية والأكثر شهرة على الإطلاق، رغم أن الكثيرين لا يعرفون اسمها. حظيت ثريا بدور خادمة ومربية للأبطال والبطلات في العديد من الأفلام، وذلك بسبب طيبة قلبها ورقتها وجهها الملائكي وصوتها الحنون.

قد عشقت ثريا التمثيل منذ صغرها وانضمت إلى فرقة التمثيل المدرسية. وبعد انتهاء دراستها الابتدائية، قررت الانضمام إلى إحدى الفرق اللبنانية. ثم قدمت إلى مصر عندما بلغت الخامسة والعشرين من عمرها.

تعود اكتشافها الفني إلى الفنان علي الكسار، الذي انضمت إلى فرقته لتواصل مشوارها الفني من خلال العديد من الأعمال المسرحية، حيث قدمت حوالي 32 مسرحية مختلفة.

ومن بين أدوارها السينمائية المهمة، يمكن ذكر فيلم “هارب من الزواج” و”ثورة البنات” عام 1964، وأيضًا فيلم “آخر جنان” و”مطلوب أرملة” و”أيام ضائعة” و”ليلة الزفاف” و”أغلى من حياتي” و”الحياة حلوة” عام 1965.

قامت ثريا بالزواج من الفنان محمد توفيق، ولكن الزواج لم يكن ناجحًا، وبالتالي قررت الزواج من شاب مصري يُدعى نبيل دسوقي. استمر زواجهما لمدة حوالي عشر سنوات قبل أن يتوفى نبيل بسبب مرض خبيث. وبعدها، تزوجت ثريا من فؤاد فهيم وعاشت معه لمدة سبع سنوات قبل أن يتوفى أيضًا، وترك لها ثروة كبيرة.

  • حسن أتله

في خمسينات القرن الماضي، اشتهر حسن أتله ببعض الأدوار الصغيرة التي لا تزال تترك أثرًا في قلوب المشاهدين. فمن الذي يمكن أن ينسى شخصية “غزال” في فيلم حماتي ملاك؟ ومن منا لا يتذكر جملته الشهيرة “مِنَبَّى يا معنِّمي مِنَبّى”؟ وليس هذا فحسب، فقد قدم أيضًا شخصية المجنون في فيلم إسماعيل يس في مستشفى المجانين وكتب له الشهرة بهمته الشديدة وكلماته المشهورة “لا مؤاخذة يا بني.. أصل أنا عندي شعرة.. ساعة تروح.. وساعة تيجي”.

على الرغم من أن أدواره كانت جميعها قصيرة في الأفلام، فإنه كون خفة دمه وقفشاته المميزة جعله محبوبًا جدًا لدى المشاهدين. لقد بدأ حسن أتله مشواره الفني في الإذاعة مع فرقة “ساعة لقلبك”، ثم تحول إلى السينما حيث تمكن من استغلال بدانته في أداء الأدوار الكوميدية. ومن بين الأفلام الشهيرة التي قدمها والتي لا يمكن أن ننساها “العتبة الخضراء”، و”لوكاندة المفاجآت”، و”فيروز هانم”، و”غروب وشروق”. قام بتقديم ما يقرب من 50 فيلمًا قبل أن يغادرنا في صمت وهدوء عام 1972.

والقليلون من يعرفون أن ابن حسن أتله، أحمد بجه، هو أيضًا ممثل ناشئ، قدم مؤخرًا دور “شفاعة” في مسلسل “مزاج الخير” مع الممثل مصطفى شعبان.

  • أدمون تويما

أدمون تويما (يوسف ادمون سليم تويما) ولد عام 1897 في عائلة لبنانية مقيمة في مصر. تلقى تويما تعليمه في المدارس الفرنسية بالقاهرة وأتقن اللغة الفرنسية تماماً.

أصبح تويما مشهوراً بأداء الشخصيات الجواهرجية والتجار الأجانب بفضل معرفته بعدة لغات. بالإضافة إلى ذلك، اشتهر بأسلوبه الخاص وأدائه الرفيع الذي أثر في ذاكرة الجمهور.

بدأ تويما مسيرته على خشبة مسرح رمسيس حيث قدم دور الشاب الأجنبي. كان لديه الرغبة الثابتة في نقل الأدب العالمي إلى مصر، ولذلك كان يدرس المسرحيات العالمية ويختارها للترجمة أو التأليف المسرحي أو الاقتباس. كما كان يسافر إلى فرنسا لمشاهدة العروض المسرحية الجديدة ويعود بنصوص مسرحية لتقديمها على مسارح مصر باللغة العربية.

في مجال السينما، اقتصرت أدوار تويما على شخصيات الجواهرجية والتجار الأجانب ومدرسي اللغات الأجنبية. بعض أفلامه الشهيرة هي “العتبة الخضراء، صاحب الجلالة، نادية وشارع الحب”.

وبفضل معرفته الثقافية واتصاله بالأدب العالمي، قام تويما بكتابة قصة فيلم “نشيد الأمل .. منيت شبابي”. ويعتبر هذا الفيلم هو الأول الذي قامت أم كلثوم ببطولته بعد فيلمها التاريخي الأول “وداد” الذي أُنتج في عام 1936 وأخرجه.

  • سامية رشدي

بدأت أمينة عبد العزيز الدسوقي، التي اشتهرت باسم “سامية رشدي”، حياتها الفنية كممثلة مسرحية. شاركت في تمثيل 15 مسرحية مختلفة، من بينها “يا عالم نفسي أتسجن” و”العبيط” و”عيلة سي جمعة”. كما قدمت أيضًا العديد من الأدوار في المسلسلات التلفزيونية.

تزوجت من الممثل الراحل على رشدي وأنجبت منه ابنة واحدة. لمعت سامية رشدي في أدوار “الحماة القاسية” التي دائمًا ما تتصدى فيها لزوج ابنتها. واحدة من أدوارها البارزة في هذا النوع كانت دورها في فيلم “غصن الزيتون”.

  • حسين إسماعيل

هو أحد أشهر الممثلين الذين قدموا الأدوار الثانوية في السينما المصرية. اشتهر بتأديته لشخصيات أصحاب الحرف مثل “الجزار” و”الحلاق” و”البواب” و”الساعي” في فيلم “مراتي مدير عام” بجانب الفنانة الكبيرة شادية والراحل صلاح ذو الفقار.

من بين أدواره المشهورة فيلم “حواء على الطريق” مع الفنان رشدي أباظة. قام فيه بتجسيد دور “زنقل”. كما شارك في فيلم “مراتي مدير عام” وأضفى عليه جوًا من البهجة والكوميديا. تميزت أدواره بالطابع الكوميدي الذي أثرى أعماله وجعلها مميزة ومحبوبة للجمهور.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى