زمان يافن

بمبة كشر تزوجت 7 مرات وفرشت شارع الموسكي بالسجاد احتفالا بعودة سعد زغلول.. وأول من اخترع الزار

تمتعت بمبة كشر بمكانة بارزة في عالم الرقص الشرقي بمصر، وهي واحدة من أبرز الراقصات التي حققن شهرة واسعة واستمرت في تصدر المشهد الفني لسنوات عديدة، حصلت على لقب “سِت الكُل”، وهو تعبير يعكس شهرتها الكبيرة في عالم الفن بشكل عام والرقص الشرقي بشكل خاص، وامتلكت عربة حنطور، وهي ثاني راقصة تمتلك هذا النوع من العربات بعد الفنانة شفيقة القبطية. كما تميزت باهتمامها بالشؤون السياسية، حيث قامت بفرش شارع الموسكي بأرقى أنواع السجاد على نفقتها الخاصة، تعبيرًا عن فرحتها بعودة الزعيم سعد زغلول من المنفى.

بمبة كشر
بمبة كشر

من هي بمبة كشر؟

ولدت بمبة كَشرّ في عام 1860، في حي الجمالية بالحسين، ووالدها من الأثرياء القلائل في مصر في ذلك الوقت، وكان والدها الشيخ أحمد مصطفى، أحد قراء القرآن في مصر، والدتها حفيدة الأشرف أيتال، سُلطان مصر في عهد المماليك. وبمبة كانت أول راقصة تخرج من بيت ثري.

وبعد وفاة والدها وهي بعمر 14 عام، وتزوجت والدتها من الشيخ إسماعيل شاه، القارئ الخاص للخديوي توفيق، وانتقلت بمبة وأخواتها إلي منطقة الموسكي بعد زواج والدتها بجوار الراقصة التركية سلم، تاركين والدتهم واعتراضا على الزواج.

بداية بمبة كشر  مع الرقص

وكانت الراقصة سلم مشهورة في قصور مصر، وتواصلت معها بمبة وقدمت معها الموشحات، وبعد أن اشتهرت، قررت بمبة الانفصال عن الراقصة التركية سلم في سن العشرين وأسست لها فرقة راقصة خاصة بها.

تنافست بمبة كشر مع أشهر راقصات مصر في تلك الفترة، بما في ذلك الراقصة “شفيقة القبطية”،  وتفوقت على شفيقة في مجال الرقص، كانت بمبة ثاني فنانة تركب الحنطور بعد شفيقة القبطية، وكان الحنطور الذي تركبه هدية من خامس أزواجها من أوروبا، ونقشت الحروف الأولى من اسمها بالإنجليزية بالذهب الخالص.

بمبة كشر
بمبة كشر

أزواج بمبة كشر

اشتهرت بمبة كَشرّ في الوسط الفني بزيجاتها المتعددة. تعتبر بمبة من النساء اللواتي تميزن في حياتهن الزوجية، حيث تزوجت سبع مرات على مدار حياتها الطويلة.

كان أول زواج لها من شخص من عامة الشعب، وكانت تمتطي الحمار الخاص به أثناء ذهابها لحفلات العرس وكان يرافقها في رحلات الذهاب والعودة. الزواج لم يدم طويلاً وانفصلت بعده عن زوجها الأول.

بعدها، تزوجت من الفنان سيد الصفتي الذي كان له شهرة كبيرة في ذلك الوقت. استمرت علاقتهما لفترة من الزمن قبل أن ينفصلا.

قررت بمبة بعدها أن تتزوج من توفيق النحاس، ابن شهبندر التجار، وأنجبت منه ابنتيها حسن وخديجة. لكن أيضًا انتهت هذه العلاقة بالانفصال.

وقدم لها رجل من الأعيان من الوجه القبلي عرضًا مغريًا ومهرًا ستين فدانًا، فقررت الزواج منه. تجربة الزواج هذه أيضًا لم تدم طويلاً وانتهت بالطلاق.

وصلت الحظوظ لبمبة وعندما تزوجت من رجل غني يتمتع بثروة فاحشة. غمرها بالهدايا والنقود وعاشت في رفاهية ورغد لكنها بعدها قررت أن تفصل عنه وتستكمل حياتها بشكل مختلف.

استقرت بمبة في نهاية المطاف على الزواج من عازف القانون في فرقتها. اتخذت هذا القرار بعد أن أحسست بتواطؤ وقرب روحي بينهما. استمرت هذه العلاقة لفترة قصيرة قبل أن تنفصلان.

آخر زواج في حياة بمبة كان من أحد أعيان القاهرة وكبرائها. قد يعتبر هذا الزواج صورة نهائية لحياتها الزوجية المضطربة والمجنونة بهذا الشكل.

بمبة كشر وأول فيلم روائي صامت

كانت بمبة كَشرّ من أوائل الفنانات المصريات والعربيات، التي ظهرن على شاشة السينما،  وقدمت بطولة أول فيلم روائي صامت بعنوان ” برسوم يبحث عن وظيفة ” الذي أُنُتِجَ عام 1923م.

وأثناء التحضير لإنتاج الفيلم، اتهم المُنتج والمُخرج بالجنون من عائلته كما تحفظت على أمواله، بسبب عزمه على إنتاج فيلم، وكان ذلك شيئًا غريبًا في تلك الفترة.، إلا أن بمبة قررت التضحية بجزء من مجوهراتها لإنقاذ الفيلم من الفشل.

بمبة كشر
بمبة كشر

بمبة كشر تفرش شارع الموسكي بالسجاد احتفالا بسعد زغلول

وكانت بمبة كشر من المهتمين بالحياة السياسية،حيث أنه عندما عاد سعد زغلول من منفاه في جزيرة مالطا، وخلال احتفال شوارع القاهرة بعودته بشكل غير مسبوق، فرشت الراقصة الشهيرة وقتها شارع الموسكي بسجاد فاخر احتفالًا بعودة الزعيم سعد زغلول، كما علقت إحدي صور الزعيم سعد زغلول على جدار ضمن أحداث فيلمها.

بمبة كشر أول من اخترع الزار

وخلال منافستها لشفيقة القبطية التي كانت مشهورة بالرقص بالشمعدان فوق رأسها، ابتكرت كشر طريقة جديدة حيث حملت على رأسها صينية ممتلئة بالنقود والذهب، وقد قدمتها لجمهورها في حفلاتها الشهيرة.

بالنسبة لحفلة الزار، فهي تُعتبر اختراعًا آخر من بمبة كشر. قدمت بمبة هذه الحفلة لجمهورها العريض، وكانت عادةً تُقام سنويّاً. كانت الحفلة تتضمن أداءً راقصًا يتميز بالحركات الرشيقة والإيقاع الموسيقي المميز، وكانت بمبة تقدم الحفلة بصحبة فرقتها الموسيقية المعروفة بـ”فرقة حسب الله”.

وفي عام 1930م، توفيت بمبة كشر عن عمر يناهز السبعين عامًا. لكن تأثيرها استمر لعقودٍ بعد وفاتها، حتى قامت الفنانة نادية الجندي في عام 1974م، ببطولة فيلم يحمل اسم “بمبة كشر”، يتناول تفاصيل حياة بمبة ويسلط الضوء على دورها كراقصة شرقية متميزة ومهمة في عالم الفن. هذا الفيلم أعطى فرصة للجمهور لاستعادة ذكريات تلك الكوكبة المشرقة من زمن الماضي.

فيلم بمبة كشر
فيلم بمبة كشر

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى