زمان يافنعربى

لطفي الحكيم هدد بسجن يوسف وهبي بسبب التشابه بينهم.. شارك بفيلم أمريكي وأشهر إيفيهاته: يا ترعة المفهومية

الفنان لطفي الحكيم، أحد رواد الفن في العصور الذهبية، قدم مجموعة من الأعمال الرائعة والأدوار المميزة، التي تفوقت فيها مواهبه على نجوم عصره، كان قريب الشبه من الفنان يوسف وهبي مما عرضهم الاثنين لمشاكل.

لطفي الحكيم
لطفي الحكيم

مولد ونشأة لطفي الحكيم

ولد في الفيوم يوم 3 سبتمبر 1901، وكانت بداياته في عالم التمثيل تعود إلى أيام دراسته في المرحلة الثانوية، حيث اشتغل بالتمثيل الذي أصبح شغفه، وعلى الرغم من أنه كان طالبًا في تلك الفترة، إلا أنه استطاع أن يطوّر موهبته ويبرز بتألقه في عالم الفن.

لطفي الحكيم وقصة حبس يوسف وهبي بسبب 500 جنيه

جمعت لحظات مثيرة وغير متوقعة بين الفنان الكبير لطفي الحكيم والفنان القدير يوسف وهبي، حيث كاد التشابه بينهما أن يقود يوسف وهبي إلى السجن بسبب مبلغ  قدره 500 جنيه، حيث أنه في العام 1936، كان وهبي يواجه ضائقة مالية واضطر إلى اقتراض هذا المبلغ من أحد أصدقائه ليتمكن من تحمل التزاماته في مسرح رمسيس.

عندما حان موعد سداد الدين، أرسل الصديق ابنه لاستلام المبلغ من يوسف وهبي حسب الاتفاق. لكن الواقع اتسم بالغرابة عندما قابل الشاب الممثل لطفي الحكيم، الذي كان يتشابه إلى حد كبير مع يوسف وهبي. بدا الشاب مقتنعًا بأن الفنان أمامه هو يوسف وهبي، وقام بتسليمه المبلغ وطلب منه سداد الدين.

لكن رد فعل الحكيم كان صاخبًا، حيث صاح في وجه الشاب مؤكدًا أنه استلم المبلغ بالفعل وأنه يعرف هويتهم. ارتبك الشاب وانصرف غاضبًا ليخبر والده بما حدث، وهنا بدأت المفارقة، حيث اعتقد الأب أن يوسف وهبي يحاول التهرب من سداد الدين.

قرر الرجل المدين رفع دعوى مستعجلة ضد يوسف وهبي، وفاجأ هذا الأخير بعرض الدعوى. اندهش يوسف وهبي وأرسل إلى صاحب الدين ليسأله عن سبب تسرعه في رفع الدعوى دون مطالبة ودية. كشف صاحب الدين أن ابنه قابل لطفي الحكيم واعتبره يوسف وهبي، مما أدى إلى إرباك كبير.

قرر يوسف وهبي استدعاء لطفي الحكيم ليسأل الشاب المرتبك، وهنا كشف الحكيم عن تفاصيل اللقاء السابق مع الشاب الذي جاء لطلب سداد 500 جنيه. تذكر الحكيم تمامًا الحادثة.

اعتذر الرجل وابنه وتنازلوا عن الدعوى، وتم تأجيل الدفع حتى يتسنى ليوسف وهبي تسوية أموره المالية. تكون هذه الحادثة ذاكرة فريدة في مسار حياتي هؤلاء الفنانين الكبار، حيث ارتبطت الشخصيات بالمواقف المثيرة والتشابه اللافت بينهما.

لطفي الحكيم
لطفي الحكيم

لطفي الحكيم وتقليد يوسف وهبي

كانت مسيرة الفنان لطفي الحكيم مليئة بالتحديات والمفارقات، حيث لم تكن حادثة الدين الوحيدة التي تعرض لها بسبب تشابه ملامحه مع الفنان يوسف وهبي. في إحدى المرات، تعرض “الحكيم” للعنف من قبل الجمهور بسبب محاولته خداعهم، خاصة في مناطق الصعيد.

في ثلاثينات القرن الماضي، قرر الحكيم الانضمام إلى الفرق المتجولة في الصعيد لتمثيل أدوار يوسف وهبي، نظرًا للتشابه الكبير بين ملامحهم. لم يكن أهالي الصعيد قد رأوا يوسف وهبي على الإطلاق، إلا من خلال الصور في المجلات والجرائد.

في إحدى الليالي، قدم لطفي الحكيم أحد أعمال يوسف وهبي الرائعة، ومرت الليلة الأولى والثانية بسلام، حيث استقبله الأهالي بحفاوة وابتسامات، مستمتعين بتمثيله ويعتقدون بأنه حقًا يوسف وهبي.

وفي الليلة الثالثة، وخلال العرض، اعترض أحد الأشخاص من الأهالي على أن هذا الرجل ليس يوسف وهبي، معتبرًا إياه نصابًا. أكد هذا الشخص أنه قد شاهد يوسف وهبي شخصيًا وعمل معه في كازينو في عماد الدين. تغير المشهد فجأة، حيث انقض الأهالي على لطفي الحكيم، الذي اعترف بأنه ليس يوسف بك، بل هو تلميذه وممثل في فرقته.

لطفي الحكيم
لطفي الحكيم

لطفي الحكيم الكاتب

لم يكن الفنان الراحل لطفى الحكيم مجرد ممثل، بل كان أيضًا شاعرًا وكاتبًا لعدد من الأغاني الرائعة. من بين هذه الأغاني، أغنية “يا بدع الورد يا جمال الورد” التي قدمها للفنانة الكبيرة أسمهان. كما قام بكتابة الأغنية الطريفة “بندق وجوز ولوز”، التي قدمها الفنانان حسن كامل وفؤاد شفيق وحسن فايق في فيلم “انتصار الشباب”.

مسيرة لطفي الحكيم الفنية

شارك في العديد من المسرحيات ضمن فرقة “رمسيس”، حيث كان يتعلم وينمي مهاراته الفنية، كما انضم إلى فرقة “فاطمة رشدي”، حيث أضاف تأثيره وخبرته إلى التجارب المسرحية المتنوعة. في عام 1935، انضم إلى “الفرقة القومية”، وهو مناسبة أخرى أتاحت له الفرصة لتقديم مواهبه الفنية الاستثنائية.

على مدى مسيرته الفنية، لم يكن الحكيم يتسم فقط بتقديم أدوار بطولية مطلقة، بل كان له بصمة قوية في عالم الكوميديا والإفيهات. ومن بين أعماله الشهيرة، تألق في فيلم “المليونير الفقير” بجوار الفنان إسماعيل يس، حيث قام بدور مميز وقال إفيهاته الشهيرة “يا فيلسوف الحمير” و”ياترعة المفهومية”.

شارك في تقديم أدوار متنوعة، حيث جسد شخصية الغزولى في “الفتوة” بجانب الفنان فريد شوقي، واستمر في تقديم أعمال متميزة، منها دوره كالساكن الجديد في “اللص والكلاب”. تجاوزت مشاركاته الفنية الـ95 عملاً، حيث برع في تقديم شخصياته بطريقة فنية مميزة ومبتكرة.

لطفي الحكيم
لطفي الحكيم

أعمال لطفي الحكيم الفنية

من بين أشهر أعماله، يتألق في “المجانين في نعيم” و”النصاب” و”إسماعيل يس في السجن” و”نهاية الطريق”. كان يتميز بقدرته على تجسيد شخصياته بعمق وإخلاص، مما جعله يحظى بتقدير الجماهير والنقاد على حد سواء.

وفي ختام مسيرته الفنية، أخرج لنا فيلم “لو كنت رجلاً” في عام 1964، حيث أضاف لوحة فنية جديدة إلى تراثه الرائع. رحيله كان خسارة كبيرة للساحة الفنية المصرية، ولكن إرثه الفني يظل حياً ومستمراً في قلوب الجماهير التي تتذكره بكل امتنان واحترام.

شارك الحكيم أيضًا في عدد كبير من الأفلام السينمائية بأدوار ثانوية، وكان من بينها مشاركته في الفيلم الأمريكي “وادي الملوك” الذي تم تصويره في مصر، وقام ببطولته روبرت تايلور وإيلينور باركر. شارك في هذا العمل أيضًا عدد من الفنانين المصريين مثل سامية جمال ومحمود السباعي.

أدى الحكيم دور المجنون في أكثر من فيلم، مثل “المليونير” و”النصاب” و”حب وجنون”. كما قام بأداء دور العمدة في العديد من الأفلام مثل “بهية”، و”سر أبي”، و”كل بيت له راجل”، و”أبو الليل”، و”حسن ونعيمة”، و”دعاء الكروان”، و”المليونير الفقير”، و”علي بابا والأربعين حرامي”، و”ارحم حبي”، وغيرها.

قدم لطفي الحكيم أيضًا أعمال بالإذاعة، لم تزد عن عملان أحداهما مع أمين الهنيدي وعبدالمنعم مدبولي في مسلسل “شنطة حمزة”، بالإضافة إلي مسلسل “بركة الست” مع تحية كاريوكا.

لطفي الحكيم
لطفي الحكيم

وفاة لطفي الحكيم

بعد آخر عمل سينمائي له في فيلم “لو كنت رجلاً” عام 1964، انقطع الحكيم عن الوسط الفني لمدة تزيد عن 18 عامًا حتى وافته المنية في 11 أغسطس 1982. رحيله كان خسارة كبيرة للمشهد الفني، ولكن إرثه الفني يظل خالدًا، حيث ترك بصمة لا تنسى في تاريخ السينما المصرية.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى