زمان يافنعربى

حكاية مصحف سامية جمال الذي لم يفارق جيب فريد الأطرش 30 عام.. وتحققت نبوءته بعد شهر من ضياعه

الفنان فريد الأطرش رغم أنه لم يكن مسلماً، إلا أنه عاش معظم حياته محتفظاً بمصحف ذهبي صغير كانت قد أعطته له الفنانة سامية جمال على سبيل الهدية، واعتبرها فريد الأطرش أغلي وأثمن هدية حصل طوال حياته

وتبدلت حياة فريد الأطرش بعد ضياع هذا المصحف الصغير، وأصبح متشائم والأغرب أنه توقع قرب وفاته وهو ما تحقق بالفعل بعد شهر واحد

ضياع مصحف فريد الأطرش

أحيا فريد الأطرش آخر حفلاته فى بيروت في 31 أغسطس 1974، وغنى ليلتها أغنيتيه زمان ياحب وياحبيبى ياغاليين.. وأمطرت السماء وأصيب بعدها بالتهاب رئوي ثم سافر في رحلة علاجية إلى لندن

فريد الأطرش وسامية جمال

وبعد رحلة علاجية غير مثمرة رجع من لندن إلى بيروت من جديد، ومنها سافر إلى القاهرة لاستكمال آخر مشاهد فيلمه الأخير ورقم 31 في حياته وهو نغم في حياتي

وداخل مكان التصوير الذي كان في إحدى فيلات شارع سليمان باشا.. قال له المخرج هنري بركات: يجب أن تستبدل بنطلونك هذا ببنطلون آخر

فيلم نغم في حياتي

واستجاب لتوجيهه فريد الأطرش وخلع بنطلونه، ثم نزع منه كل ما يحتويه مصحف صغير موضوع في كيس ذهبي، اعتاد أن يدسه في الجيب الأمامي

وعاد فريد مسرعا إلى الطاولة، ثم ارتد صارخاً: طار المصحف.

وتقدمت منه مديرة أعماله دينيز جبور وقالت له: ما بك لماذا تصرخ ؟

فرد عليها وهو ينقب في الطاولة وتحتها وحولها: المصحف يا دينيز، تركته هنا!

وبحثت دينيز عن المصحف فلم تجده، لقد امتدت إليه يد خفية وسرقته… وأطرق فريد وهو يلهث، ثم بدت على وجهه المتجهم علامات التشاؤم وهو يقول.. انتهى الأمر.. خلاص!

فريد الأطرش

وقالت له صديقته: ماهو الأمر الذي انتهى؟ قال فريد وقد لمعت عيناه الغائرتان ببريق دمع: كان هذا المصحف ضمانتى وحرزى وصلاتي، التي تبعد الشر عنى… أما الآن فقد أصبحت بلا سلاح مقدس.

وحبس دموعه وانصرف في صمت وهو يتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة.. ولكن ملامح وجهه تحدثت عن كل شيئ ولم يستطيع أن يخفي حزنه الدفين

آخر لقاء بين فريد الأطرش وسامية جمال

آخر لقاء جمع سامية جمال بفريد الأطرش كان قبل وفاته بشهر ونصف، وحينها أخبرها أنه يشعر بالتشاؤم وأن هناك أمراً سيئاً سيحدث له.

وذكر الأطرش لها أنه فقد مصحفاً صغيراً كان يحمله معه دائماً، وكان يشعر أنه إن لم يعثر على هذا المصحف فإنه سيصاب بمكروه كبير.

المُصحف الصغير هو هدية من الفنانة سامية جمال لفريد الأطرش، بقي محتفظاً به داخل صندوق صغير ثمين منذ عام 1942 حتى فقده قبل وفاته في 26 ديسمبر 1974.

وأضافت الراحلة سامية جمال، أنه بعد أن أخبرها بتشاؤمه لما حدث لمُصحفه بشهر ونصف مات بالفعل إثر إصابته بأزمة قلبية.

وقالت سامية جمال: إحنا افترقنا 1951، وآخر لقاء كان قبل ما يتوفى بشهر ونص، في عزومة كبيرة فيها جميع الفنانين، جه جنبي قالي نفسي أقولك حاجة، قولتله إيه

فريد الأطرش وسامية جمال

قالي أنا متشائم وفيه حاجة وحشة هتحص»، وكمّل : كان معايا مصحف قرآن بتاعي، واتسرق، ولو ملقتوش حاسس إني هيحصل لي حاجة.

وأكملت مُتأثرة : قولتله إيه يعني، بكرة أشتريلك واحد، قالى ده معايا من سنة 1942، وإنتي اللى كنتي جيبهولي هدية، وبعدها فعلاً توفى.

رحلة فريد الأطرش العلاجية

الفنان فريد الأطرش، كان قد سافر للعلاج بلندن وعاد من رحلة علاجه في 1967، ووقتها أخبرته شركة القاهرة والسينما بأنها مستعدة لبدء تصوير فيلم “الخروج من الجنة”، مع الفنانة هند رستم والفنان محمود المليجي وأن عليه تسجيل الأغاني قبل بدء التصوير.

وقرر الفنان فريد الأطرش السفر إلى لبنان للاستجمام والراحة ولكنه ما لبث هناك إلا وقد عاودته الأزمات مجددًا، وقد أرسل إلى محاميه محمود لطفي للسفر إليه لأمر هام.

فريد الأطرش شعر بقرب وفاته، وعندما حضر محاميه قام بإملائه وصيته وكان بها بندأ خاصًا لتخصيص مبلغ مائة جنيه يتم دفعها كراتب شهري دائم لطباخه الخاص “شحاته” الذي عمل في خدمته لمدة 25 عامًا.

وعندما عاد المحامي إلى القاهرة فوجئ بوفاة طباخه الخاص “شحاتة” بالسكتة القلبية منذ أيام، فقام بإبلاغ فريد الأطرش الذي قرر أن يتم دفع الراتب إلى أسرته بدلا منه.

فريد الاطرش وخادمه

مواقف إنسانية من حياة فريد الأطرش

ارتبط الفنان فريد الأطرش بعلاقة صداقة قوية مع الفنان عبدالسلام النابلسي، وعندما مرض الأخير وعلم أنه لابد أن يخضع لجراحة في ظرف اسبوع واحد قرر أن يدفع له قيمة العملية كاملة. كما كان له العديد من المواقف الإنسانية مع النجوم والتي كان يحرص دائمًا على إخفائها عن الإعلام.

فريد الاطرش وعبدالسلام النابلسي

كابوس تنبأ بوفاة فريد الأطرش

قبل وفاة الفنان فريد الأطرش بأيام قليلة، رأى كابوسًا تنبأ من خلاله بقرب دنو أجله، حيث رأى أن  والدته المتوفية السيدة علياء المنذر ترتدي زي أسود وتبكي عليه

وبالقرب منها تقف شقيقتها السيدة طرب بالحجاب الأسود وتشاركها البكاء، و استيقظ من نومه مذعورًا، وروى الكابوس لصديقته دنيز جبور، وهو يحاول أن يطمئن نفسه، قائلا: “لكن أمي لم تأخذني إليها”.

إقرأ أيضا:

هل كان التنافس سببا..لماذا لم يحضر عبد الحليم حافظ جنازة فريد الأطرش؟

قصة أغنية تسببت في بكاء فريد الأطرش بشكل مستمر ولم يستطع غنائها.. وغناها مطرب شهير

صديقته حاولت تهدئته، بقولها: “متخافش يا فريد، كلنا نحلم، لكن لا شيء يتحقق من أحلامنا، يبدو ان أمك تطلب الرحمة، فصلّ لها”، لكن فريد ظل متشائمًا، وقال لها: “تعالِ نسافر.. أريد أن أعود لبيتي”

وفي الطائرة، التي كانت تنقله من لندن لتعيده إلى بيته في بيروت، ظل يردد عبارة واحدة فقط: “يا رب وصلني إلى بيتي.. ارحمني ولا تدعني أمت في الطائرة”.

فريد الاطرش

قالت له صديقته وهي تبكي: “طول عمرك تدعو ربك ألا يميتك في طائرة أو سيارة أو في الشارع، فلا تخف، إن الله يحب الذين يسبحونه بأصواتهم الجميلة”

وما إن وما إن وصل بيروت وجد خطيبته سلوى القدسي، وهناك شعر بأزمة قلبية وتضخم القلب والكبد فانتقل إلى المستشفى، ورحل هناك، وتم نقل جثمانه للقاهرة لدفنه بجوار شقيقته أسمهان تنفيّا لوصيته.

فريد الاطرش ومحمد عبدالوهاب
فريد الاطرش ومحمد عبدالوهاب4
فريد الاطرش وخطيبته3

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى