المطربة فيروز زهرة عمرها 88 عاما.. تعددت ألقابها ورحيقها واحد

المطربة فيروز تعددت ألقابها من سفيرتنا إلى النجوم إلي أسطورة العرب، وشجرة الأرز اللبنانية، وياسمينة الشام، وملكة الغناء العربي، بالإضافة إلي عصفورة الشرق، وجارة القدس، وقيثارة السماء، كما حملت ألقاب سفيرة الأحلام، والصوت الساحر، وملكة المسرح، وصوت لبنان،  وجارة القمر، إلا أن صوتها كان ومازال واحدا، 88 عاما من الإبداع والطرب والشجن في مسيرتها.

مسيرة المطربة فيروز جارة القمر

المطربة فيروز اسمها الحقيقي نهاد رزق وديع حداد، قدمت بالتعاون مع زوجها الراحل عاصي الرحباني العديد من الأغاني والأوبريتات، ولدت في 21 نوفمبر 1935 بدأت الغناء وهي في عمر الخمس سنوات وحققت شهرة واسعة في العالم العربي والشرق الأوسط، وتُعتبر من أقدم الفنانين الناجحين حتى اليوم.

ولدت فيروز في حارة زقاق البلاط في بيروت، لعائلة فقيرة من أصل سرياني كاثوليكي، وكان والدها وديع حداد يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون. والدتها، ليزا البستاني، كانت لبنانية مسيحية مارونية. وعقب زواجها من عاصي الرحباني، اعتنقت فيروز المسيحية الأرثوذكسية الشرقية.

نشأت فيروز كابنة كبرى في أسرة بسيطة في زقاق البلاط، كانت تشترك والدتها مع الجيران في أدوات المطبخ، وعلى الرغم من بساطة حياتها، كان والدها ذا الخلق الرفيع يعمل في مطبعة تُعرف بـ “لي جور”. منذ صغرها، كانت فيروز تحب الغناء وكانت تجلس قرب نافذة منزلها لتستمع إلى أصوات الفنانين الكبار مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأسمهان وليلى مراد.

في عام 1946، أثناء حفلة في المدرسة، قام محمد فليفل، الذي لحن النشيد الوطني السوري، باكتشاف صوت فيروز. وعلى الرغم من معارضة والدها، وافق على تسجيلها في المعهد الوطني للموسيقى بشرط أن يرافقها أخوها جوزيف، وانضمت إلى فرقة الإذاعة اللبنانية بعد وقت قصير، حيث بدأت رحلتها الفنية كمغنية كورال.

بداية شهرة فيروز

بدأت شهرة فيروز في العام 1952 عندما بدأت الغناء للموسيقار عاصي الرحباني. أغانيها امتلأت على الفور في كل القنوات الإذاعية، وكانت بداية رحلة فنية استمرت لعقود.

غنت للأخوين عاصي ومنصور الرحباني، وأخيهم الأصغر إلياس، مئات الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية، حيث اتسمت أغانيها بالبساطة والعمق، وتنوعت في المواضيع ما بين الحب، والأطفال، والقدس، والحزن، والفرح، والوطن، والأم.

غنت لعديد من الشعراء والملحنين، وقدمت أمام ملوك ورؤساء، وشاركت في المهرجانات الكبرى في العالم العربي.

رحلة فيروز بعد وفاة زوجها عاصي الرحباني

بعد وفاة زوجها عاصي في عام 1986، خاضت تجارب موسيقية مع عدة ملحنين، لكن التعاون الرئيسي كان مع ابنها زياد. قدمت العديد من الألبومات التي أبرزت موهبتها وتنوع أسلوبها الموسيقي.

صوتها الفريد وأداؤها المميز يعيشان في أغانيها التي تظل تتردد في الأفراح والمناسبات الخاصة والعامة، مما يجعلها أحد أعظم الشخصيات الفنية في التاريخ العربي.

ابنة فيروز تحتفل بعيد ميلاد قيثارة السماء

شاركت ريما الرحباني، ابنة الفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز، جمهور ومحبي والدتها في احتفال بعيد ميلادها الـ88 الذي يحل اليوم 21  نوفمبر.

ونشرت ريما على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “X” مقطعًا صوتيًا نادرًا يظهر والدتها وهي تؤدي أغنية “يا بني أمي”. قدمت هذه الأغنية تأييدًا لأهل قطاع غزة الذين يعيشون تحت حملة الاحتلال الإسرائيلي، ورغم أن الأغنية كانت قد تمثلت في لبنان أثناء الحرب الأهلية، إلا أن كلماتها انعكست لتعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني.

وعلقت ريما قائلة: “عقبال كل سنة بالصحة والحب وراحة البال، وأيام أحلى وألطف وأحن، بالخير والعدل والسلام. ومن قلب القلب مهداة لفلسطين، غمرت تلال بلادي الدموع والدماء”.

علاقة فيروز مع ابنها زياد الرحباني

بدأت العلاقة الفنية بين فيروز وزياد الرحباني من خلال أغنية “سألوني الناس” التي لحنها زياد عندما كان في عمر 15 عامًا. كانت هذه البداية خلال فترة كان والده عاصي الرحباني يعاني من المرض، وكان يخشى عاصي أن تُفهم الأغنية بشكل سلبي في ظل حالته الصحية. ومع ذلك، حققت الأغنية نجاحًا كبيرًا، ورأى عاصي في زياد متابعة لمسيرته الفنية.

وفي السنوات اللاحقة، كانت هناك بعض التصريحات التي أثارت الجدل، حيث كشف زياد الرحباني أن والدته معجبة بشخصيات مثل حسن نصر الله ومعمر القذافي وجوزيف ستالين وأدولف هتلر، مما أثار استياء فيروز وشقيقته ريما.

تبعت هذه التصريحات فترة من القطيعة بين زياد ووالدته، استمرت لثلاث سنوات، رغم محاولات زياد للصلح ورغم تدخل بعض السياسيين لتهدئة الأمور. في عام 2018، أعلن زياد الرحباني عن عودة العلاقة إلى طبيعتها، مشيرًا إلى أن الخلاف كان نتيجة سوء تفاهم، وأنه أجرى مكالمة هاتفية مع والدته أنهت القطيعة. رغم الانقسامات، يظل الثنائي رمزًا للفن والموسيقى في لبنان والعالم العربي.

تفاصيل آخر ظهور للفنانة اللبنانية فيروز على المسرح

أطلقت جارة القمر حفلات “فيروز ستغني لكم: الحفل الأخير” في عام 2011، وأعلنت أنها ستكون آخر مرة تظهر فيها على المسرح. بيعت تذاكر الحفلات التي وصل سعرها إلى 300 دولار أمريكي في دقائق معدودة، ورغم ذلك لم تكن الحفلات الأربع كافية لاستيعاب جمهورها المتنوع من مختلف أنحاء العالم. لذا، تم إعلان حفل خامس لـ “جارة القمر” على مسرح “البلاتيا” في جونية، اللبنان، والذي يتسع لنحو 4 آلاف متفرج.

استمرت الحفلات على مدى 3 أسابيع، حيث تم تقديم مجموعة من أشهر أغانيها، بما في ذلك “صباح ومسا” و”إيه في أمل” و”طيري يا طيارة طيري” و”حبيت ما حبيت”. وقد اختتمت فيروز الحفل بكلمات من أغنيتها: “بكرة بارجع باوقف معكن، إذا مش بكرة البعدو أكيد”. شهدت هذه اللحظات الفنية تواجدًا كبيرًا من أبرز الشخصيات السياسية والفنية، بما في ذلك ميشال عون والرئيس اللبناني آنذاك.

 إصدار الألبوم 99

آخر ظهور للمطربة اللبنانية فيروز

كشفت المنتجة ريما الرحباني عن ظهور والدتها الفنانة اللبنانية فيروز عبر حسابها على موقع فيسبوك. وقد علقت ريما على الصورة بنكتة مازحة حيث قالت “وترَاجِع حسَابْ العَتيق بْبَالْهَا طبعاً بِ آيفون ريما”.