أسطورة الكرة الأفريقية .. محطات في حياة محمود الخطيب أيقونة الأهلي التي لا تتكرر

الأبطال لا يُصنعون في صالات التدريب، الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم، هي الإرادة، الحلم والرؤية..أشياء لا يمكن شراؤها ولكنها تتجلى بوضوح في النفس الحالمة، التي لا ترى مستحيلًا ولا حدودًا لأسقف طموحاتها ولا تأبه التعثرات والعوائق.

مَن كان يتوقع أن هذه النفس الحالمة التي يُخلدها التاريخ والتي باتت أيقونة من أيقونات الكرة المصرية نشأت داخل صبيًا لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره ؟ تَرَجَّل الفارسُ المحبوبُ حتى صار على قمة المجد .

من هو محمود الخطيب ؟

لاعب كرة قدم مصري سابق، لعب للنادي الأهلي ومنتخب مصر لكرة القدم وهو الرئيس الحالي للنادي الأهلي المصري.

الخطيب من (مواليد 30 أكتوبر 1954) في قرية مصرية بمحافظة الدقهلية، ثم انتقل إلى القاهرة وانضم لنادى النصر بمصر الجديدة، وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره أصبح يتردد صدى اسمه في مجال الكرة وبخاصة خلال مشاركته في دوري المدارس مع المدرسة الرياضية.

وافق مسئولو نادي النصر على انتقال الخطيب إلى نادي الأهلي بعدما كان قريبا من التوقيع للإسماعيلي، وكان عمر الخطيب 16 سنة فقط حينها لتتحقق نقلة تاريخية في تاريخه ويتحول من صبيٍ إلى أسطورةٍ لا تتوقف إنجازاتها عند حد معين، وكأنه حينما خطى خطواته الأولى في نادي الأهلي عزم على ترك أثر وتحقيق بطولات وأحلام تُنير سماء النادي طِوال الدهر..

محمود الخطيب مسيرة تاريخية

لعب الخطيب وهو في هذه السن مع فريق تحت 18 عامًا وكانت أولى مبارياته أمام فريق النصر. ثم تم تصعيده للفريق الأول ليلعب أولى مبارياته الرسمية أمام نادي البلاستيك في 15 أكتوبر عام 1972، وفي نفس المباراة سجل أول أهدافه ومن بعد ذلك توالت الأهداف في الدوري.
قضى الخطيب 17 عامًا من البطولات التاريخية التي لا تزال تُذكر إلى يومنا هذا، حيث سجل “الخطيب” طوال مسيرته 109 هدفًا في بطولة الدوري خلال 199 مباراة، وفي البطولات القارية سجل 37 هدفًا في 49 مباراة فقط والذي يعتبر رقمًا قياسيًا لم يتم تجاوزه إلى الآن.

إنجازات لا تتكرر

حقق محمود الخطيب إنجازات كبيرة مع نادي الأهلي ومنتخب مصر، ومن البطولات التي حققها في القلعة الحمراء  10 دوري و5 كأس مصر وبطولتين كأس أفريقيا للأندية البطلة (دوري أبطال أفريقيا حاليًا) عامي 1982/1987 و3 بطولات كأس الكؤوس الإفريقية أعوام 1984/1985/1986 .

وعلى الساحة الدولية، ظهر الخطيب لأول مرة مع منتخب مصر عام 1974 وشارك مع الفراعنة في الألعاب الأولمبية لعام 1980 و1984. وفاز بكأس الأمم الأفريقية عام 1986. وحصل الخطيب على ألقاب فردية أبرزها أفضل لاعب أفريقي عام 1983 من مجلة فرانس فوتبول، لعب “الخطيب” مع المنتخب لأول مرة عام 1974 وشارك في الألعاب الأولمبية 1980 و 1984 وفاز بكأس الأمم الإفريقية عام 1986 الذي كان حلمه الأكبر وقاد فريقه إلى الفوز بالبطولة، كما أحرز 28 هدف مع المنتخب.

حصل الخطيب على أفضل لاعب في القارة عام 1983 من مجلة “فرانس فوتبول” وحصل على هدَّاف الدوري مرتين موسم 77/78 و 80/81، وهو أحد أعضاء قائمة نادي المائة في الدوري المصري في المركز الخامس برصيد (109 هدف).

وتم اختيار الخطيب عضوًا في اللجنة الدولية للعب النظيف بعد أن خاض 450 مباراة محلية ودولية دون أن يحصل على عقوبة واحدة.

اعتزال الخطيب

بعد الفوز بالتاج الإفريقي، قرر الخطيب إنهاء مسيرته الدولية وبذلك، كانت مباراة نهائي كأس الأمم الإفريقية بين مصر والكاميرون 1986، الذي فازت فيه الدولة المضيفة 5-4 في ركلات الترجيح هي المباراة الأخيرة التي ارتدى فيها الخطيب قميص المنتخب الوطني.
بعد عامين من تقاعده الدولي، وضع الخطيب نهاية لمسيرته الكروية. كان الخطيب طوال مسيرته ملتزمًا بالأخلاقيات الرياضية، فلم يحصل على البطاقة الصفراء إلا مرتين فقط.

اعتزل “الخطيب” عام 1987 وبعد الاعتزال تدرج في المناصب الإدارية بالنادي الأهلي حتى أصبح نائب رئيس النادي الأهلي ومن ثَم أصبح رئيسًا للأهلي عام 2017
اعتزل “الخطيب” ليترك خلفه أثرًا باقيًا وبطولات خالدة سيذكرها التاريخ لكل جيل ناشئ يهوى الكرة، اعتزل الخطيب تاركًا لنا دروسًا في النجاح والإصرار، دروسًا تعلمنا أنك تستطيع، يكفي أن تكون مُحبًا وعازمًا.