من جميلات السينما المصرية لقبت بالفراشة لرشاقتها وقوامها الممشوق، كان لها ضحكة طفولية بريئة، أحبها كلا من نظر بوجهها، أيقونة الرقص الشرقي، إنها الفنانة سامية جمال، التي استطاعت ترك بصمة في عالم السينما، بأفلامها ورقصاتها الفريدة والمميزة.
سامية جمال وطفولتها المأساوية
على الرغم من لمعان اسمها وظهورها الفريد ونجاحاتها المتعددة في عالم السينما، إلا أن سامية جمال عاشت طفولة مأساوية، نشأتها كانت في بني سويف جنوب القاهرة واسمها الحقيقي في البطاقة هو «زينب خليل إبراهيم محفوظ»، ومع ظهورها في عالم الفن عرفت بإسم «سامية جمال».
تزوج والدها من امرأة بعد رحيل والدتها، وعانت معها كثيرا، فكانت تعاملها معاملة سيئة، لحين وفاة والدها لم تقاوم زوجة أبيها التي كانت تهينها وتجرحها، مما دفعها للهروب من المنزل، وذهبت لمنزل شقيقتها في القاهرة لتعيش معها وعمرها 13 عاما.
لم تستسلم للحظة واحدة، وقررت الاعتماد على نفسها رغم صغر سنها، فكانت طموحة ولديها شغف كبير بتحقيق أحلامها، وقررت تعلم الخياطة من أجل الإنفاق على نفسها وتحمل المسؤولية ولك لا تصبح عبء على أختها.
وفي يوم من الأيام وفي ظل رحلتها مع الخياطة، تعرفت على أحدى الجيران بالقاهرة وكانت من محبي السينما والفن، وذهبت لمشاهدة الأفلام معها ولكن الوقت قد تأخر كثيرا، ومع عودتها لمنزل زوج شقيقتها قام بضربها ضربا مبرحا لتقرر الخروج من منزل شقيقتها بلا عودة.
بدايتها في عالم الفن من كازينو بديعة مصابني
وقررت الذهاب لكازينو بديعة مصابني بمساعدة صديقة لها كانت تعرفت عليها أثناء عملها في الخياطة، وهذه الصالة خرجت نجوم متعددة في عالم الفن، أبرزهم (محمد فوزى – فريد الأطرش – محمود الشريف – تحية كاريوكا – شكوكو – إسماعيل ياسين).
كومبارس صامت
وفي بدايتها في عالم السينما عملت ككومبارس صامت وظهرت في أغنية «انسى الدنيا – ريح بالك»، في فيلم «رصاصة في القلب»، وبعدها تألقت لتأخذ دور صغير في فيلم أحمر شفايف، مع نجيب الريحاني، وتألقت في عالم السينما لتحظى بأول بطولة لها في فيلم تاكسي حنطور، وتلمع في النجومية ويعرفها الجمهور وتنعم بمحبة شديدة.
اقرأ ايضا:حكاية مصحف سامية جمال الذي لم يفارق جيب فريد الأطرش 30 عام.. وتحققت نبوءته بعد شهر من ضياعه
تألق سامية جمال في عالم السينما
وقدمت حوالي 70 فيلما منهم (انتصار الشباب – ممنوع الحب – سيجارة وكاس – من فات قديمه – عفريته هانم – الرجل الثانى – زنوبة)، كما تألقت وذيع صيتها في فيلم وادى الملوك، وعلى بابا والأربعين حرامى.
سامية جمال ورشدي أباظة
وبعيدا عن تألقها في عالم الفن، تزوجت سامية جمال من الراحل القدير رشدي أباظة «دنجوان السينما المصرية»، وعلى الرغم من عدم استمراره في علاقة زوجية لفترة طويلة، إلا أنها ظلت معه 17 عاما، فهمت طباعه وجعلت الضحكة تسيطر على ملامح وجهه كلما كان معها بالاحترام والعبارات النبيلة والأخلاق الجميدة بينهم.
سامية جمال وفريد الأطرش
وتملك الفنان فريد الأطرش من قلب سامية جمال قبل ارتباطها برشدي أباظة، وحبها حبا شديدا وظل الحب مستمر بينهم 8 سنوات، وشكل ثنائي ناجح في السينما المصرية بتقديم العديد من الأعمال المميزة والتي تظل محفورة في عقول وقلوب المشاهدين حتى الأن، وهذه القصة لن تنتهي بالزواج.
وفي تصريحات سابقة لها، أفصحت عن مدى حبها لفريد قبل رؤيته ووقوعه في حبها، حيث كانت تحرم نفسها من الطعام لتوفير حق المجلات لشرائها ورؤيته، فكان فتاها المفضل وقتها، وبعد اللقاء الأول بينهم عرض عليها مشاركته عملا فنيا.
وجمعهما الفيلم الأول له وهو انتصار الشباب؛ حيث ظهرت كراقصة، ودارت حولهما الشائعات وفريد كان يحبها ولكنه لم يفصح عن مدى الحب لدرجة أنه قرر الإنفصال عنها عاطفيا وفنيا؛ لكي تبعد عنه الشائعات.
زواج سريع لـ سامية جمال
وكانت هناك علاقة سريعة في حياتها وزواج لم يكمل الـ 3 سنوات لها من الأمريكي شيبارد كينج، وهو الزواج الأول لها، حيس استمر في الفترة من 1951 لـ 1953، وسرعان ما قررا الانفصال، حيث كتبت عن زواجها من أمريكا، قائلة: «حياتهم غير حياتنا ليس عندهم ترحيب بالضيوف وجد اكثر من اللازم في معاملاتهم.. لا يقبلون اللين ويتخلون عن عواطفهم والأخلاق سيئة للغاية».
اعتزال وعودة
واعتزلت سامية جمال في أوائل السبعينيات، السينما والأضواء ولكن لم تمضي سنوات لتعود من جديد في الثمانينات ولكنها لم تستمر طويلا لتعتزل مرة أخرى قبل الوفاة في الأول من ديسمبر لعام 1994.
رحيل سامية جمال
ورحلت الفنانة سامية جمال عن عالمنا في يوم 1 من ديسمبر 1994، تاركة في قلوب محبيها بصمة لا تنسى بأعمالها المميزة في السينما، فكانت حركاتها في الرقص تعكس مدى أنوثتها وجاذيتها، تتألق كالفراشة وتخطف أنظار المحبين والمعجبين، مع ارتدائها الكعب واستخدامها حركات البالية في الرقصات.
