على ضوء استعداد المركزي لإصداره .. هل الجنيه الرقمي وجه آخر للعملات المشفرة؟

تزايد الحديث خلال الفترة الراهنة عن الجنيه الرقمي، الذي يستعد البنك المركزي لإصداره بالتعاون مع صندوق النقد والبنك الدوليين، في خطوة تعد الأولى على طريق التحول الرقمي والشمول المالي لدمج جميع فئات المجتمع في المنظومة المالية الإلكترونية، والإقلال من البصمة الكربونية التي تسعى بنوك العالم إلى التخلص منها بالسيطرة على تداول البنكنوت.

وعلى الفور سرعان ما تزايدت المخاوف من أن يقلل الجنيه الرقمي من قيمة الجنيه الورقي، وتزايدت التساؤلات حول هل سيكون هناك إقبال على التعامل به؟، وهل هناك فرق في التعامل بين العملات الرقمية والعملات المشفرة؟.

الجنيه الرقمي نسخه من الجنيه الورقي

وتعليقاً على ذلك، قال أحمد آدم، الخبير المصرفي، إن التعامل بالجنيه الرقمي مثله مثل الجنيه الورقي ولن يقلل من قيمته على الإطلاق، ويمكن استخدامه في عمليات الدفع والتحويلات، حيث يسهل عملية التحويلات والدفع، كما يمكن استخدامه في التداول وشراء الشهادات البنكية.

وأوضح آدم أن الجنية الرقمي سيكون نسخة من الجنيه الورقي، في القيمة والتداول، لا يزيد ولا يقل، ولكنه رصيد رقمي في حساب العميل، والبنك المركزي يحتفظ برصيد مقابله كغطاء للإصدار، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يكون هناك إقبال من المصريين على التعامل مع النسخة الرقمية للجنيه المصري، وذلك في ضوء إقبال المصريين على استخدام الانستاباي.

الفرق بين الجنيه الرقمي والعملات المشفرة

وأشار آدم- في تصريحات خاصة لـ”كل النجوم”-  إلى أن الجنيه الرقمي من المتوقع أن يكون أحد أهم أدوات المنظومة الالكترونية في مصر، موضحاً أن هناك فرق كبير بين العملات الرقمية والمشفرة،حيث أن الجنيه الرقم  سيخضع للإشراف الكامل للبنك المركزي وهو المسيطر على إصداره ومتابعته وقيمته وكل شيء يتعلق بها، أما العملة المشفرة فهي لا تخضع لسيطرة البنوك المركزية، تسيطر عليها تقنية “البلوك تشين” لتسجيل المعاملات المالية وتستخدم بحرية وسرية تامة،علماً بأن هناك أكثر من 100 عملة رقمية في العالم، حيث شهدت العملات المشفرة انتشارا كبيراً خلال السنوات الأخيرة مثل البتكوين، وهذا النوع من العملات غير معترف به.

أهمية الجنيه الرقمي

وأنهى آدم – تصريحاته لـ”كل النجوم “- قائلاً:” إصدار الجنيه الرقمي سيساهم  في تحسين الكفاءة المالية وتقليل التعامل بالعملات الورقية وتقليل الطباعة ما يسهم في زيادة عدد العملاء المتعاملين بالبنوك، إضافة إلى أنه أكثر أماناً”

في حين قال سمير رؤوف، خبير الإقتصاد وأسواق المال، إن إصدار الجنيه الرقمي خطوة إيجابية وجاءت في التوقيت المناسب ، إذ يعد تطبيقاً لمنظومة الشمول المالي وتوسيع نطاق تطبيق المدفوعات الإلكترونية للأفراد والشركات، لافتاً إلى أن الجنيه الرقمي سيتم استخدامه في جميع العمليات الإلكترونية مثل الشراء عبر شبكة الإنترنت ودفع الفواتير والتجارة الإلكترونية بكافة تخصصاتها وتحويل الأموال وغيرها، مضيفا أن إصدار الجنيه الرقمي يسهم في منع تداول العملات المشفرة ذات المخاطر الكبيرة، فضلاً عن أنه سيقلل التعامل بالعملات الورقية ومن ثم سيقلل من طباعة البنكنوت.

وأضاف رؤوف أن الجنيه له عدد من المميزات أهمها  أنه سيصعب تزويرها ومصدر أمان لاسيما وأنه سيكون لها غطاء في البنك المركزي، فضلاً عن أنه ييسر عمليات التحويل المالي بين الأشخاص والشركات في أي مكان بالعالم وفي أسرع وقت وسيخضع لرقابة من البنك المركزي، علي عكس العملات المشفرة التي ليس لها غطاء ومجهولة القيمة كما أنها عالية الخاطر.

انتشار واسع للبنوك رقمية منتشرة داخل مصر

وأشار رؤوف- في تصريحات لـ”كل النجوم” إلى أن هناك انتشار كبير للبنوك الرقمية حول العالم، وهناك فروع رقمية داخل بنوك مصرية مثل بنك مصر والتجاري الدولي، موضحاً أن المتعامل في البورصة يستطيع شراء السهم بطريقة إلكترونية، ولذلك ففكرة الأسهم قريبة من فكرة الجنيه الرقمي، عكش ما كان يحدث في الماضي ، حيث كان المواطن يذهب بنفسه ويشتري السهم من الشركات.