تعد الفنانة نيللي مظلوم من الفنانات اللاتي رغم أدوارهم الفنية القليلة، إلا أنها استطاعت أن تترك بصمة فنية لدى جمهورها، أثارت حياتها جدلاً كبيراً .
ولدت نيللي مظلوم في الإسكندرية يوم 9 يونيو 1925 ، وإسمها نيللي كاثرين مظلوم ، نشأت في أسرة ثرية حيث كان والدها يعمل صانع مجوهرات من أصل إيطالي، ووالدتها يونانية وكانت من محبي الفن وتجيد العزف على البيانو.
معاناة نيللي مظلوم من شلل الأطفال
في طفولتها كانت نيللي مظلوم تعاني من شلل الأطفال، وعلى الفور بحث والدها عن طبيب ليعالجها، وقرر أن يلجأ طبيب يوناني مشهور.
كانت زوجة هذا الطبيب راقصه مشهورة ولديها مدرسة للبالية، وبعد شفاء نيللي مظلوم تماماً في عمر الخامسة، قررت زوجة الطبيب تبنيها فنياً.
وقامت زوجة الطبيب اليوناني بالفعل بتعليم نيللي البالية، فأحبت نيللي الباليه، وتألقت في سن العاشرة من عمرها وأطلق عليها النقاد وقتها “الطفلة المعجزة”، بعدما قدمت عرضا مميزا أمام الملك فاروق حينئذ.
حصلت نيللي على ليسانس الآداب عام 1964، وبعد تخرجها من الجامعة قررت تأسيس معهداً للرقص الإيقاعي، حتى باتت أشهر راقصة بالية مصرية.
وأصبحت نيللي مظلوم راقصة الباليه الأولى في مصر، حيث استعان بها أليكسي جوكوف، أستاذ الباليه في فرقة البولشوي الروسية، لتأسيس أول مدرسة حكومية في مصر لتعليم الباليه.
وبعد ذلك قررت نيللي مظلوم أن تتعلم 4 لغات هى الفرنسية والإنجليزية والعربية واليونانية وبالفعل نجحت في ذلك وأتقنتها، مما أهلها لتقديم عروض فنية في كل دول العالم، وسمح لها أيضا بالعمل في السينما.
البداية الفنية للفنانة نيللي مظلوم
عام 1939 ، شاركت نيللي مظلوم في فيلم “اللاجئة”، وهو فيلم باللغة اليونانية بطولة صوفيا فمبو.
وبعد ذلك اكتشفها المخرج عباس كامل، لتبدأ مشوارها السينمائي عام 1946 بأول ظهور لها في فيلم “صاحب بالين” بعد أن ذاع صيتها، لتكمل مسيرتها الفنية بالمشاركة في عدد من الأفلام منها فيلم ابن حميدو وشهر العسل وبين نارين وعروسة البحر وخاتم سليمان، كما أدّت دور راشيل في فيلم فاطمة وماريكا وراشيل.
قدمت نيللي مظلوم نحو 19 فيلم ما بين ممثلة وراقصة ونافست وقتها تحية كاريوكا، وسامية جمال، في الرقص الإيقاعي، حيث تفوقت عليهم في الأجر، وفي الستينيات كانت الأكثر طلبا من شركات الإنتاج.
وبعد ذلك أصبحت نيللي مظلوم مصممة رقصات دار الأوبرا وقدمت عروضا شعبية مصرية في العديد من محافظات مصر في عام 1948.
أزواج نيللي مظلوم
تزوجت الفنانة نيللي مظلوم 6 مرات، وكان أحد أزواجها مصري يوناني يدعى أندرياس روسوس، وهو والد المطرب الشهير ديميس روسوس من زوجة سابقة، واعتنت بالطفل ديميس لفترة طويلة، وأنجبت منه “إيمانويل وماريانا”.
وبعد ذلك اعتزلت نيللي مظلوم الفن نهائيا، وتزوجت من رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عاطف صدقي.
أول معهد للرقص الإيقاعي وأول أكاديمية باليونان
أقامت نيللي مظلوم أول معهدا للرقص الإيقاعي بسبب عشقها للباليه ولكن تم تأميمها وإعطائها معاش بسيط، وعندما ضاق بها الحال استجابت إلى ابنتها ورحلت إلى اليونان، وبعد سفرها لليونان أنشأت أكاديمية للرقص الإيقاعي هناك، مازالت تلك الأكاديمية موجودة حتى الآن.
وظلت نيللي مظلوم تعمل كمدرسة للباليه حتى رحلت عن عالمنا يوم 21 فبراير عام 2003 عن عمر ناهز 77 عاما.
