زمان يافنعربى

“داليدا” من شبرا إلى العالمية..أحبها عمر الشريف.. ونهايتها كانت مأساوية

تعد المطربة داليدا من المطربين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة لدى الجمهور سواء داخل مصر أو خارجها.

ولدت داليدا في 17 يناير 1933، في حي شبرا بالقاهرة لوالدين إيطاليي الأصل مولودين بمصر، اسمها الحقيقي هو (يولاندا).

أحبت داليدا الغناء من صغرها، الأمر الذي جعلها تتعلم  العزف وأخذت دروسًا في الغناء، لكن حلمها بأن تصبح ممثلة مشهورة لم يفارقها، لاسيما بعد أن سمعت بأنه كانت لديها قريبة هي الممثلة الإيطالية Eleanor Duse، التي وافتها المنية عام 1924 .

فقدبات لديها شعوربأنها تمتلك موهبة ربما تكون قد ورثتها من عمتها، كانت داليدا في طفولتها تحرص على الذهاب للمدرسة والكنيسة، وكان والدها حاد الطباع إّ كان يفرض عليها عدم الخروج مع صديقاتها وأصدقائها.

قضى والد داليدا عدة أشهر في السجن ، لأنه كان إيطاليًا ومصر كانت إبان الحرب العالمية الثانية تحت حماية المملكة المتحدة.

قصة حب داليدا في طفولتها   

رغم حدة طباع والد داليدا، إلا أنها استطاعت أن تهرب من مراقبة والديها، فكانت تخبره الذهب للكنيسة الصغيرة وكان يسمح لها بذلك، إلا أنها لم تكن تذهب للصلاة ، بل كانت تذهب للقاء الفتى الذي أحبته  وكان يدعى “أرماندو”.

كانت داليدا دائما تقف في الكنيسة في مكان بعيد عن الناس، حيث كانت تخجل من عيناها لاسيما وأنها كانت تعاني من “الحول” التي أجرت له ثلاث عمليات جراحية فيما بعد.

وفي أحد المرات كانت تسمع داليدا وأرماندو القداس وقد تشابكت يداهما سرًا وهما يختلسان النظرات بحياء.

وبعد سنوات قلائل توفى والد داليدا إثر جلطة في الدماغ، فقررت بعد وفاته أن تعيش حياة جديدة بعيدة عن القناعة بالبيت البسيط وكل ما يتعلق به من أمور.

ولم تمحو وفاة والد داليدا ، ضغط والدتها، التي أجبرتها أن تأخذ دروسًا في الطباعة على الآلة الكاتبة وبالفعل عملت سكرتيرة في شركة أدوية، لكن حلم النجومية لم يفارقها أبدًا ولاسيما وأنها سبق وأن فازت بمسابقة ملكة جمال (Miss ondina) عندما كانت صبيّة صغيرة وجميلة عام 1951.

داليدا ملكة جمال مصر

وبعد ذلك تيقنت داليدا بأنه قد تسنح لها الفرصة في الدخول بمسابقة ملكة جمال مصر، التي كانت تقام كل سنة، كانت رغبة الشهرة لديها قوية حتى لو كانت بأي ثمن، وهذه المرة فكرت بوالدتها التي ستمنعها من المشاركة في هكذا مسابقة تظهر فيها شبه عارية بملابس السباحة.

ولهذا الأمر قررت داليدا أن تخفي الأمر عن والدتها ، وادعت وقتها أنها ذاهبة إلى إحدى صديقاتها، واستقلت الحافلة واتجهت صوب حمام السباحة، حيث تجري المسابقة هناك، وفعلًا شاركت، لتحقق داليدا بعدها أول درجات الشهره ، إذ فازت داليدا بلقب ملكة جمال مصر 1954.

وكانت جائزة ملكة جمال مصر وقتها عبارة عن زوج من الأحذية الذهبية، وبعد حصولها على الجائزة سرعان ما فرت إلى المنزل لتخبر والدتها، إلا أن والدتها سرعان ما غضبت بعد رؤيتها لصورة ابنتها بثوب السباحة على الصفحة الأولى للصحف، فقد كان هذا الأمر بمثابة فضيحة لعائلة محافظة إلا أنه  بمرور الوقت سرعان ما نست والدتها الأمر.

ورغم فوز داليدا بلقب ملكة جمال مصر إلا أنها ظلت  تعمل داليدا سكرتيرة في شركة الأدوية.. لكنها أخذت تدخل الاستوديوهات السينمائية بسبب اللقب الذي نالته.

 وقدمت داليدا  بعض الأدوار لكنها لم تكن أدوارًا بارزة..و نظرا للشبه الكبير بينها وبين هيدي لامار HEIDI LAMAR بطلة “SAMSON & DALILA” اختارت يولندا اسم داليللا DALILA كاسم فني.

بداية المشوار الفني للفنانة داليدا

في أحد الأيام ، كانت داليدا متواجدة في أحد الأستوديوهات، وكان هذا التوقيت فريق أمريكي  يقوم بتصوير فيلم بمصر يحمل عنوان The Story of Joseph and His Brethren كان من بطولة الممثلة الأمريكية جوان كولينز.

واحتاجت جوان كولينز وقتها إلى ممثلة تقف معها في بعض المشاهد تكون (دوبلير) لها ليأتي القدر أن ترى جوان داليدا وتختارها خاصة وأن داليدا كانت تتمتع بجسم رشيق وشعر كثيف قريب منها، إضافة إلى أن ملابسهما من القياس والحجم نفسه..

وفي الأقصر كان يجري تصوير الفيلم، فوجدت داليدا نفسها أمام ممثل صغير كان يبحث الشهرة مثلها هو عمر الشريف، في هذه الفترة تعلق بها (عمر) لكنها سرعان ما بدأت تعامله ببرود، استغرب لتصرفها لاسيما انه كان يتصور أنه على علاقة حب معها.

وفي عام 1954 ، قررت قررت داليدا السفر إلى فرنسا بحثًا عن الشهرة، برغم اعتراض والدتها.. وبالفعل سافرت ولكن كان ينتابها شعور بالقلق والوحدة، خاصة وأن هذه المدينة كانت مغطاة بالثلج وكانت الرياح تعصف بها فاشتاقت إلى الشمس الدافئة في مصر، لكنها كانت تعلم أن سفرها وتغربها هو ضريبة الرغبة في الشهرة، الأمر الذي جعلها لا تفكر في أي شىء سوى تحقيق هدفها والتركيز على مستقبلها.

عندما سافرت داليدا إلى فرنسا،فقد نزلت في فندق بسيط في منطقة قريبة من شانزليزيه، وهناك التقت بالرجل الذي وعدها بالمساعدة “هنري فيدال”، ولكن اتضح ان علاقات هذا الرجل كانت بمنتجين يعملون في إنتاج الأفلام الضعيفة جدًا، فعلمت وقتها داليدا أنه لن يستطيع مساعدتها ، وقررت آنذاك أن تعتمد على نفسها.

وعلى الفور قامت داليدا بتقديم طلبات إلى وكالات مختلفة تبحث عن مواهب في مجال التمثيل، لكن المتقدمين كانوا أكثر مما تصورت.

وطيلة فترة تواجدها في فرنسا، لم تنسى داليدا والدتها وكانت تبعث لها الرسايل تشرح لها كل ما يجري، فتمنت الأم ان تعود ابنتها إلى مصر ثانية.

ورغم كل المحاولات الفاشلة التي لاقتها داليدا إلا أنها لم تعترف بالهزيمة مطلقًا، وفي النهاية لم يكن لديها خيار سوى العودة وذلك بعد نفاذ المال، فحزمت حقائبها وتوجهت إلى مكتب الحجز لتحصل على تذكرة عودة إلى القاهرة.

فلمحها في مطار فرنسا رجل يدعى (رولاند برجر)، فقد أعجبه قوامها وشعرها، فاقتنع انها لابد ان تكون تملك مواهب بحاجة لمن يكتشفها.

وعلى الفور تقدم إليها رولاند وتعرف بها، وكان هذا الرجل مدربًا للصوت، وتطورت العلاقة بينهما فحاول اقناعها بالغناء وان تصرف النظر عن فكرة التمثيل، فهي تتمتع بصوت مميز، وان الغناء سيفتح لها أبواب الشهرة.

إلا أن داليدا لم تتقبل الفكرة، وظل رولاند يقنعها بالغناء حتى وافقت في النهاية .. وعلى الفور بدأ باعطائها دروسًا في الصوت، وتحمل كل عصبيتها ومشاحناتها معه بسبب حدة طباعها التي ورثتها من والدها، حتى تمكن من تقوية صوتها فأصبحت قادرة على الغناء بشكل جيد، فأخذت تغني في الكباريهات الفرنسية.

وانتقلت داليدا من الفندق للعيش في شقة سكنية برفقة أحد صديقاتها تدعى  (جينا جوردل)،  والشقة المجاورة لهما كان يسكن فيها أيضًا شاب وسيم هو ألان ديلون الذي أصبح فيما بعد ممثلًا مشهورًا.

ولم تكن داليدا تربطها أي علاقة به سوى علاقة الجيرة والسلام، كان يلفت انتباهها وسامته، لم تكن تعرف انه هو الآخر يحلم بالشهرة مثلها..وتعرفاً على بعض ونشبت بينهما علاقة صداقة.. حتى بدأ أحدهما يشجع الآخر وفي أكثر المقابلات والاختبارات كان أحدهما يرافق الآخر وان فشل أحدهما في دور كان الآخر يواسيه.

وساءت أحوال “الآن ديلون”، وكانت داليدا تطعمه من ثلاجتها عندما يداهمه الجوع..

وفي أحد الأيام، قرر مالك الكباريه الذي تعمل به داليدا أن يعطيها أول أداء بحضور الزبائن فشعرت بالسعادة والإثارة، وعادت إلى شقتها سعيدة ومبتهجة، وكان هناك ينتظرها (آلان) و (جينا) بكل حماس ولهفة لأن يعرفوا ماذ حصل لها وهل نجحت بالاختبار ونالت مهنة كمغنية.

ومن الصدف أن (ألان) كان عنده اختبار أداء في صباح ذلك اليوم في استديو مع مئة ممثل ولم يصدق نفسه عندما اختاره المخرج أخيرًا ليعطيه دورًا.

في اليوم التالي غنت داليدا وخلف الكواليس كان رولاند يقف مع مالك الكباريه يستمعان لصوت داليدا الشجي وهي تغني فـ همس رولاند له «لديك نجمه بين يديك..انظر إليها ياله من وجود» وعندما انهت داليدا وصلتها لم يصفق لها الجمهور سوى عدد قليل منهم ويعود السبب لانشغالهم بقراءة قوائم الطعام والحديث.. الخ.

تغيير اسمها من داليلة إلى داليدا

في أحد المرات التقت داليدا بـ”الفريد “، صديق المخرج السينمائي الذي اكتشفها في مصر، قال لها الفريد بأن اسمها “داليلة ” غريب وعدواني بعض الشيء وعليها ان تغيره.

ولم تستوعب داليدا وقتها الفكرة خاصة وأنه منذ قدومها إلى باريس والجميع يعرفها باسمها المستعار”داليلة ” وبعد تفكير طويل فكرت بأن تخلط اسمها الحقيقي”يولاندا“ مع الاسم الذي تحبه “داليلة” وكانت النتيجة “داليدا”.

في أحد المرات وأثناء غناءها على المسرح، شاهدت داليدا شخصًا مهمًا كان يجلس مع اصدقائه وتعرفت عليه بسرعة مما سبب لها مزيجًا من الفرحة والخوف.

وكان هذا الرجل يدعى” برونو ” مدير أولمبيا أشهر قاعة موسيقى في باريس، وكان وقتها برونو يبحث عن عن مواهب جديدة وشابة فرأت فيه فرصة عمرها.

وأدركت آنذاك داليدا أنه يجب أن تكون  في أفضل حالاتها على المسرح حتى يلاحظها فغنت بشكل رائع لدرجة ان برونو قطع محادثته مع الاصدقاء وبقى يسمع بأذنيه ذاك الصوت المميز فأخرج ورقة وكتب عليه اسمها وهي تشاهده من بعيد ولما تركت المسرح، شعرت أنه أعجب بصوتها  وانتظرت اتصالًا منه .

أزواج داليدا

تزوجت داليدا أول مرة من “Lucien Morisse”  ثم انفصلا عن بعضهما بعد زواج دام عدة أشهر فقط رغم أن حبهما كان حديث المجتمع في ذاك الوقت، إلا أن داليدا نفصلت عنه بعدما عثرت على حبها الحقيقي بعد أن اعتقدت أن حبها هو في من تزوجته وكان الرجل الذي تركت داليدا زوجها من أجله هو الرسام ” Jean Sobieski ” (فيما بعد تزوج امراة أخرى.

وبعد سنوات قليلة  توفى زوج داليدا الأول لوسيان بعد أن أطلق النار على نفسه بعد فشله بزواجه الثاني ومحاولاته أيضًا لرجوع لحبه الأولى.

سنة 1967  أحبت داليدا شاب الإيطالي يدعى  “Luigi Tenco” وكان مغني لا يزال في بداية طريقه وقد دعمته دليدا ليصبح نجمًا لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو سنة 1967 فأنتحر بمسدسه في أحد الفنادق والمؤسف في الأمر ان داليدا كانت أول من رأى جثته ممددة ومغطاة بالدماء.

داليدا تشارك في أحد أفلام يوسف شاهين

خلال عام 1986 شاركت داليدا في  الفيلم المصري «اليوم السادس» من إخراج يوسف شاهين وهذا الفيلم نجح كثيرا وخاصة على داليدا وبفضلها.

وفاة داليدا

توفت داليدا يوم 3 مايو 1987 ، عن عمر يناهز ال54 عاماُ، منتحرة بجرعة زائدة من أقراص الباربيتورات المهدئة،  تاركة رسالة تحمل ” سامحوني الحياة لم تعد تحتمل “.

 ودُفنت داليدا  في مقبرة مونمارتر (باريس) “Cimetière de Montmartre” بباريس ” وقد تم صنع تمثال لها على القبر بنفس الحجم الطبيعي لها وهو يعتبر أحد أكثر الأعمال المنحوتة تميزًا في المقابر الخاصة بالمشاهير.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى