زمان يافنعربىمشاهيرممثلون

فارس السينما المصرية أحمد مظهر..دخل السينما من باب الفروسية وتسببت سعاد حسني في اعتزاله

حينما يتحول الفن من تجربة عن طريق الصدفة إلى نمط حياة وحب أبدي يتعلق به صاحبه فيُبدع ويترك أثرًا ويضيف جمالًا إلى جمال الفن الأصيل.

أحمد مظهر (8 أكتوبر 1917 – 8 مايو 2002)، ممثل مصري من مواليد حي العباسية، أتم تعليمه الثانوي بمدرسة السعيدية الثانوية العسكرية بنين بالجيزة.

التحق بالكلية الحربية المصرية وتخرج منها عام 1938 وتخرج معه “الرئيسان أنور السادات وجمال عبد الناصر” وكان سلاحه في البداية سلاح المشاة، لكنه انتقل بعد ذلك لينضم إلى سلاح الفرسان.

واصل صعود سلم الكفاح والمجد إلى أن تولى قيادة مدرسة الفروسية، وكان جزءًا من الفريق المصري للفروسية، وذلك ضمن الفريق بمسابقة دولية للألعاب الأوليمبية في هلسنكي عاصمة فنلندا. عينه الرئيس “عبد الناصر” قائد مدرسة الفروسية في 1956 ثم بعدها بدأ شطرًا جديدًا ومختلفًا في حياته حيث تفرغ للتمثيل فأبدع وترك إرثًا كبيرًا وقيمًا وبصمةً في تاريخ الفن لا تُمحى.

سبب تلقيبه ب “فارس السينما المصرية”

يُلقب أحمد مظهر بفارس السينما المصرية، ويرجع السبب إلى اختياره من قِبل المخرج “إبراهيم عز الدين”؛ ليقوم بدور في فيلم “ظهور الإسلام” عام 1951، حيث كان صناع الفيلم يطلبون معونة سلاح الفرسان وكان هو آنذاك رئيس هذه البعثة ومثل دور “عمر بن هشام”.

بداية أحمد مظهر الفنية

بدأت رحلته الفنية عام 1948حينما قدمه “زكي طليمات” في مسرحية “الوطن” لكنَّ انطلاقته الحقيقية التي غيرت طريقه تمامًا كانت في فيلم “رد قلبي” 1957، حيث اختاره “إبراهيم عز الدين” ليقوم بدور “علاء” في الفيلم.

ولأنه كان لابد أن يحصل على تصريح تمثيل من الجيش، تم رفض منحه تصريح للتمثيل في هذا العمل فقدم استقالته على رتبة عقيد 1956 حيث نصحه “عبدالناصر” بالتفرغ للفن، ومن بعدها أصبح سكرتيرًا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وتفرغ بشكلٍ تام للتمثيل في 1958.

تاريخ أحمد مظهر الفني

ضمت قائمته الفنية ما يزيد عن 100وما يقرب من 40 مسلسلًا تلفزيونيًا و6 للإذاعة.

افتتح شركة إنتاج سينمائي في بيروت عام 1968 مع “عايده هلال”، وانضم لفرقة أضواء المسرح 1970؛ حيث قام ببطولة مسرحية “التفاحة والجمجمة”

وفي 1971 انضم لفرقة الفنانين المتحدين لتمثيل مسرحية “شيء من الأنوثة”، وواصل رحلته الإبداعية حتى وصل إلى إخراج فيلمين للسينما كتبهما بقلمهِ هما “نفوس حائرة 1968، وحبيبة غيري 1976” كما شارك بالفيلم العالمي “البنادق والغضب” 1981 مع الفنان “بيتر جريفز”.

تم ضم ثمانية من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري، هم رد قلبي، الأيدي الناعمة، وا إسلاماه، الناصر صلاح الدين، جميلة أبو حريد، القاهرة 30، إمبراطورية ميم، دعاء الكروان.

وتم ترشيح فيلم دعاء الكروان لتمثيل مصر في الأوسكار. كما حصل على العديد من الجوائز منها : جائزة الممثل الأول في فيلم الزوجة العذراء 1960، والجائزة الأولى في التمثيل عن دوره في فيلم دعاء الكروان 1961، الجائزة الأولى في التمثيل عن فيلم الليلة الأخيرة 1964، جائزة أحسن ممثل 1969، ووسام العلوم والفنون من الرئيس جمال عبدالناصر، ومُنح معاش الضباط الأحرار، وعلى شهادة تقدير في عهد الرئيس السادات 1979.

ويعتبر عضو مؤسس لجمعية “الحرافيش” التي تضم عددًا كبيرًا من رجال الأدب والصحافة منهم: نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي.

أحمد مظهر وسعاد حسني

جمع أحمد مظهر وسعاد حسني عدة أعمال سينمائية، من أشهرها فيلم “ليلة الزفاف”، وفيلم “اللقاء الثاني” . ورغم العمل معًا في عدة أدوار إلا أن سعاد حسني كانت سببًا في رغبة أحمد مظهر في الاعتزال وتنفيذ القرار، حيث أصرت سعاد حسني على كتابة اسمها قبل اسمه على أفيش فيلم قاما بالتمثيل فيه معًا عام 1972.

فقرر اعتزال التمثيل، وفتح ورشة ميكانيكا لإصلاح السيارات بمنزله، ولكن تم الصلح بينهم بعد ذلك وقدموا معا فيلم “شفيقة ومتولي”

أحمد مظهر وفاتن حمامة

جمعت بين أحمد مظهر وفاتن حمامة صداقة قوية واجتمعوا معا في 13 عمل فني، وكان فيلم “طريق الأمل” هو أول عمل فني جمع بينهما.

وقد رشحه لهذا الدور المخرج “عز الدين ذو الفقار”، وبعد ذلك أصبحت فاتن حمامة هي من تختاره ليمثل معها أفلامها، وذلك بسبب نجاحهما معًا، وكان مسلسل “ضمير أبلة حكمت” آخر عمل فني جمعهما.

أحمد مظهر ومرفت أمين

اكتشف الفنان أحمد مظهر الفنانة ميرفت أمين حينما رآها في كلية الآداب عام 1965، واختارها لتكون بطلة فيلم “نفوس حائرة”، وانتشرت شائعات عن وجود قصة حب بينهما لأنها كانت تذهب كثيرًا إلى مكتبه لتتدرب على الدور، ولكن أحمد مظهر لم تزعجه كثرة الشائعات وقابلها بصدر رحب.

زوجة أحمد مظهر

جمعت قصة حب بين أحمد مظهر وفتاة من خارج الوسط الفني تُدعى “هدايت” وتزوج منها وأنجبا ثلاثة بنات وولد، ولكن قصة الحب لم يُكتب لها الخلود، حيث حدث حادث قلب حياتهم رأسًا على عقب، فقد ترك أحمد مظهر سلاحه الشخصي عامرًا بالذخيرة، وأخذه ابنه “شهاب” وأطلق منه رصاصة استقرت في صدر صديق أحمد مظهر المقرب والتي تسببت في موته.

غضب أحمد مظهر غضبًا شديدًا واتهم زوجته بالإهمال، وانفصل عنها، إلا أنه ندم بعد هذا القرار لأنه كان يحبها، وعاش أحمد مظهر آخر أيامه وحيدًا بعد زواج أبنائه الأربعة.

كانت الفروسة هي صديقه الوحيد، وحزن حزنًا بالغًا بعد موت حصانه.

وفاة الفنان أحمد مظهر

أُصيب أحمد مظهر بجلطة في الدماغ والتهاب رئوي، وظل على أجهزة التنفس لمدة ثلاثة أسابيع، وتوفي في يوم ٨ مايو في عام 2002. كان فنانًا بحقٍ، لم يكن مجرد فنانًا سينمائيًا، بل على المستوي الشخصي، كان أنيقًا، مثقفًا، يُجيد عدة لغات، ذو شأن وقيمة، أضاف الكثير إلى الفن المصري، ونجح في أن يظل أثره باقيًا رغم رحيله.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى