زمان يافنعربىمشاهير

جوانب مظلمة من حياة إسماعيل ياسين..خانته زوجته ومات مفلسًا

لكل شخصٍ منا جانب خفي لا يعلم عنه أحد، لكن مَن كان يتوقع أن الكوميدياني المُقرب من قلوب مشاهديه، صانع الضحك والبهجة، كانت لديه هموم أيضًا؟ هموم مخفية وراء قناع ارتداه دائمًا مصنوع من الابتسامة العريضة التي لا تختفي من ملامحهِ.

ولد إسماعيل ياسين عام 1912، بمدينة السويس، كانت الحياة الأسرية لإسماعيل ياسين مشتتة بشكل كامل، رغم أنه ولد وسط عائلة غنية لأب صائغ للذهب، إلا أن جميع الأموال كانت تذهب على البارات، حيث كان والده ملازمًا للبارات وحياة السكر، حاولت والدته مرارًا أن تحقق الاستقرار للأسرة إلا أن جميع محاولاتها بائت بالفشل.

وفي يوم كانت تحاول أن تؤنب ضمير زوجها وتجعله يبتعد عن هذه الحياة التي يلازمها وتدمر حياة طفلهم الوحيدة، إلا أنه دفعها فسقطت ولفظت أنفاسها الأخيرة، فكان هذا المشهد من أكثر المشاهد تأثيرًا في حياة إسماعيل ياسين.

معاناة إسماعيل من زوجة الأب والجدة

ولم تنتهي المعاناة عند هذا الحد، حيث تزوج الأب مرة أخرى وكانت زوجة والده تعامله بقسوة وحرمته من إكمال تعليمه، وكانت تشكوه كثيرًا لوالده، مما دفع الأب إلى إرساله لجدته من والدته.

كان يأمل أن يشعر بحنان الجدة إلا أنها كانت الأخرى تعامله بقسوة شديدة كما لو أنها تحاسبه على وفاة ابنتها، وكان يبحث عن مهرب لكي يجلس على القهوة ويستمع إلى “عبد اللطيف البنا وزكى مراد وسيد درويش وصالح عبد الحى ومحمد عبد الوهاب”.

وبدأ يغني تلك الألحان لأقرانه حتى أطلقوا عليه “الصييت”، مما جعل حلم الغناء يكبر في نظره إلا أنه جدته رفضت الأمر تمامًا وأجبرته على العمل، وفي يوم قابل والده مجددًا في أحد الأفراح وعاد للعيش معه إلا أنه وجد والده يزور النقود مما جعل إسماعيل يترك البيت ويسافر إلى القاهرة ليبدأ السعي وراء شغفه.

إسماعيل ياسين في القاهرة

في بداية الثلاثينات انتقل للعيش في القاهرة ليعافر من أجل تحقيق حلمه في الغناء، كان شخصًا طموحًا ويرى أن موهبته يمكن أن تنافس المطرب المفضل لديه “محمد عبدالوهاب” لكن ملامحه الكوميدية وخفة الظل التي تلاحظها من مجرد النظر إليه، كانت عوائق أمامه في تحقيق رغبته الغنائية.

مر إسماعيل ياسين بمحطات عديدة قبل الوصول إلى الشهرة والنجاح، حيث امتهن في بداية حياته عدة مهن، عمل صبيًا في أحد المقاهي، ثُم عمل مع الراقصة “نوسة” راقصة الأفراح الشعبية الشهيرة وانتقل بعدها للعمل كوكيل في مكتب للمحاماة، إلى أن اكتشفه الكاتب “أبو السعود الإبياري” وقدمه إلى “بديعة مصابني” ليعمل في فرقتها، وبدأ بتقديم المنولوجات في الملهى الخاص بها.

نقلة في حياة إسماعيل ياسين

بدأت حياته الفنية الفعلية عام 1935 بعد عمله كمونولوجيست في ملهى “بديعة مصابني” وانضم إلى فرقة “علي الكسار” المسرحية فعمل فيها كممثل ومطرب ومونولجيست، في فترة امتدت إلى عشر سنوات من 1935 إلى 1945.

بينما عالم السينما، تمكن من الولوج إليه عام 1939في فيلم “خلف الحبايب”، وبعد ذلك قدَّم العديد من الأدوار المُساندة للأبطال، وكانت الفترة الذهبية في حياته هي فترة الخمسينيات حيث قدم فيها الكثير من الأفلام من بطولته.

عام 1944 انتج له الفنان “أنور وجدي” فيلم اسمه “الناصح” وكان أول بطولة مطلقة لإسماعيل ياسين.

وكان عام 1954 هو العام المميز الذي غير مسار حياته الفنية، بعد شراكته مع صديقه “أبو السعود الإبياري” والمخرج “فطين عبدالوهاب”، وقدموا معًا أشهر مسلسلات السينما المصرية، حتى أصبح إسماعيل ياسين من أشهر وأنجح الممثلين الذين تم إنتاج أفلام تحمل أسماءهم، ومن هذه الأفلام: إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، وغيرها.

أسس إسماعيل ياسين فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل لمدة 12 عامًا في الفترة بين (1954-1966)، وقدم من خلالها المسرحيات بشكل شبه يومي، ولكن حياته بدأت بالتغير تدريجيًا نحو الأسوأ، حيث اضطر إلى حل فرقته المسرحية 1966، وذلك بسبب مرضه، فتوقف عن تقديم المونولوج وتأثر سينيمائيًا ومسرحيًا فتحولت حياته بشكلٍ تام وتراكمت عليه الديون والضرائب.

زوجات إسماعيل ياسين

تزوج إسماعيل ياسين 3 مرات، كانت أولى زوجاته هي المغنية “سعاد وجدي” ولكن بعد شهرين فقط انفصل عنها حينما اكتشف أنها تخونه.

ثم تزوج من راقصة تدعى “ثريا حلمي” استمر الزواج لمدة أسبوع ثم طلقها.

ثم تزوج من سيدة تدعى “فوزية” والدة ابنه الوحيد “ياسين” وقد استمر هذا الزواج حتى وفاة إسماعيل ياسين.

إفلاس إسماعيل ياسين

وبعدما حل فرقته سافر إلى لبنان ليشارك في بعض الأفلام القصيرة، ويبدأ شطرًا آخر في حياته، لكن الأمر لم يكن كما يتمنى، حيث عند عودته إلى مصر هُوجم بشكلٍ شرس وفوجئ أن رصيده في البنك تلاشى، حيث كان يمتلك في حسابه 300 ألف جنيه لكنه وجد 2 جنيه فقط، بعدما حجزت الضرائب على رصيده، مما سبب في إصابته بأعراض الشلل النصفي لأسبوع.

ومن بداية هذه الأحداث لم تعد حياته إلى سابق عهدها ولو يعد هو -إسماعيل صاحب الضحكة الدائمة- على ما كان عليه، حيث اضطر إلى العمل في الكباريهات من أجل كسب المال كما لو أن شريط حياته يُعاد مجددًا من البداية أمام ناظريه.

وفاة إسماعيل ياسين

آخر الأعمال التي شارك فيها فيلم “الرغبة والضياع” وكان من بطولة رشدي أباظة إلا أنه لم يستطع إكماله حيث توفي بعد تصوير 4 أيام من الفيلم، نتيجة تعرضه لنوبة قلبية حادة عام 1972.

نهاية مأساوية لا تشبه ابتسامته وروحه الطريفة التي لم نجد لها مثيل إلى الآن في عالم السينما، لكنه رغم ذلك مُعلق في أذهاننا بضحكتهِ المُميزة وأعماله الفريدة

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى