محمد فوزي، المشهور بالفنان “سابق عصره” لسعيه في إضافة كل جديد للفن الغنائي، فكان فنانًا استثنائيًا في جيله، وبعد مشوار فني طويل رغم عمره القصير، تم تأميم مصنع الأسطوانات الذي أنشأه، وكان هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط مما أحزنه بشكل كبير.
تزوج فوزي بعد انفصاله عن مديحة يسري، من الفنانة كريمة عبدالله، والتي كانت من شدة جمالها تلقب بفاتنة المعادي، وظلت زوجته حتى رحل في شبابه عن عمر ناهز 47 عامًا ، ولم تتركه يومًا خلال رحلة مرضه ومعاناته.
وفي هذه المرحلة من مرضه، كان محمد فوزي في قمة حزنه بسبب مرضه الشديد وتغير هيئته، حتى أنه مع الوقت معجبيه أصبحوا لا يتعرفون عليه ولا يتذكره أحد، وكان الأطباء يعجزون عن تشخيص حالته الصحية.
ولاحظت كريمة حالة الاكتئاب التي أصابته بشدة، مما أثر سلبًا على حالته الصحية، وإهماله الواضح في شكله ومظهره، وأثناء قيامهما برحلة علاجية بلندن، فكرت في طريقة لرفع روحه المعنوية، فاستأجرت فتاة إنجليزية، كي تؤدي دور معجبة به تقابله صدفة، واتفقت معها على أن تتقاضى مبلغًا في مقابل أن تؤدي هذا الدور بشكل جيد، وعلى رغم أن الفتاة لم تكن تعرفه، إلا أنها أقبلت عليه بسعادة كبيرة وأخبرته أنها من أشد معجبيه، وأنها تنتظر أعمالًا جديدة منه، وطلبت منه أن يمضي لها أوتوجرافًا.
وظلت كريمة تتابع الموقف من بعيد وبعد انتهائه اقتربت منه، وكانت عيناه تلمعان من فرط السعادة، وأخبرها بما حدث وأنه لديه أيضًا معجبين خارج مصر، وفوجئت به يطلب أن يصعد إلى غرفته، ودخل ليحلق ذقنه وقال لها : “لازم أرجع أخد بالي من مظهري علشان المعجبين ميغيروش الصورة اللي أخدوها عني” وهنا شعرت بأن خطتها نجحت وتحسنت حالته النفسية من جديد.
