مواقف كثيرة يتعرض لها الكثير من الفنانين حول العالم تسبب لهم الاحراج أمام المعجبين ، ومن هؤلاء الفنانين الفنان يحيي شاهين الذي تعرض لموقف محرج لم ينساه أمام جمهوره.
فقد حكى الفنان يحيى شاهين عن هذا الموقف الحرج في مقال كتبه لمجلة الكواكب في عام 1958، تحت عنوان “جريمة على الشاطئ”، وفي هذا المقال، وصف شاهين تجربته عندما ذهب لقضاء بعض أيام الصيف في الإسكندرية مع أصدقائه، وحرصوا خلال فترة تواجدهم على النزول إلى الشاطئ في وقت مبكر لتجنب ازدحام الجمهور حولهم، وفي ذلك اليوم المحدد، كانت هناك فتاة تصارع الأمواج وكادت تغرق.
وقرر يحيي شاهين أن ينقذها، وعلى الفور اتجه يحيى شاهين نحو الفتاة لإنقاذها، ولكنه لاحظ أنها تبكي وتحاول الابتعاد عنه كلما اقترب منها. في البداية، اعتقد أنها تحاول الانتحار، لكنه سرعان ما أدرك أن الأمواج العاتية قد تسببت في تمزيق مايوهها وأصبحت خائفة من أن يراها أحد وهي عارية، رغم ذلك، أصر يحيى شاهين على إنقاذ الفتاة من الغرق.
وقرر يحيي شاهين أن يستخدم الحزام المربوط بالمايوه الخاص به، وقام بإلقائه نحو الشاطئ ليجذب الفتاة وينقذها من الغرق، وبالفعل نجح في إنقاذها بهذه الطريقة.
عندما عاد إلى الشاطئ، اكتظ بالمعجبين وتجمعوا حوله، ثم جاء رجل الشرطة لاعتقاله، وقال له “قدامى على القسم”، وحذره الشرطي أيضًا من محاولة الهرب، في حين حاول المعجبون مساعدته على الافلات من قبضة الشرطي، وفي ذلك الوقت، شعر الفنان المصري بالحرج والحيرة الشديدة أمام جمهوره، وسأل الشرطي عن سبب احتجازه بدهشة، لكن الشرطي رد عليه بخشونة قائلًا “لما تروح القسم هتعرف”.
وأثناء الانتقال إلى قسم الشرطة، استرجع يحيى شاهين أحداث ما حدث منذ وصوله إلى الإسكندرية وحتى توقيفه، على أمل أن يكتشف الجريمة التي تسببت في احتجازه.
وعندما وصلوا إلى قسم الشرطة، علم يحيى شاهين أن الجريمة التي احتجز بسببها هي ارتداء المايوه على الشاطئ دون حزام، وكانت العقوبة المفروضة عبارة عن غرامة قدرها 25 قرشًا، وقرر يحيى شاهين استدانة هذا المبلغ من أحد المعجبين، حيث ترك كل متعلقاته على الشاطئ.
بداية المسيرة الفنية للفنان يحيي شاهين
ولد الفنان يحيى شاهين في جزيرة ميت عقبة، بمحافظة الجيزة، يوم 28 يوليو 1917، ، ونشأ وتربى في بيئة فنية حيث كان والده، محمد شاهين، ممثلًا مشهورًا في تلك الفترة.
تلقى يحيي شاهين دراسته الابتدائية في مدرسة عابدين، واشترك في فريق التمثيل بالمدرسة حينها، حيث ظهرت موهبته، ولم يمضي إلّا القليل حتى ترأس فريق التمثيل في المدرسة.
وحصل على شهادة دبلوم الفنون التطبيقية بقسم النسيج من مدرسة العباسية الصناعية. ثم حصل على بكالوريوس في هندسة النسيج.
عمل يحيي شاهين كمساعد مخرج في بداية مشواره الفني، ومنذ أول أعماله السينمائية، لفتت مواهبه الفنية الانتباه وتميزت أعماله بالعمق والتجربة الجريئة.
استطاع يحيى شاهين تقديم أدوار متنوعة ومتميزة في السينما، حيث تنوعت أعماله بين الدراما والكوميديا والرومانسية. وقدم أدوارًا لا تنسى في أفلام مثل “الأستاذ” و”باب الحديد” و”المصحة” و”المواطن مصري”، وغيرها الكثير.
تميزت أفلام يحيى شاهين بالتوازن الرائع بين الفكرة القوية والأداء الممتاز، حيث استطاع أن يجمع بين الأصالة والتجديد في أعماله، وأبدع في استخدام السينما كوسيلة لنقل رسائله الفنية والاجتماعية.
وفاة يحيي شاهين
توفي الفنان يحيي شاهين في يوم الجمعة 18 مارس 1994، عن عمر يناهز 75 عاماً، ودُفن بمقابر مدينة 6 أكتوبر.
