عربىمشاهير

حلم الجنة يلقي بالحشاشين في مرمى النيران .. غموض تاريخي يخيم على العمل والسر: النبات المخدر

حلقة بعنوان “حلم الجنة” أثارت ضجة وانتقادات الجمهور وتساؤلات ورحلة من البحث عن ما هو حقيقي وما هو محض خيال للسيناريست، وذكر المؤرخ المصري الدكتور أيمن سيد فؤاد، أن كثيرًا من هذه الأفكار ومنها “حلم الجنة”، مأخوذة من كتب الرحالة الأوروبيين ومنهم ماركو بولو الذين تحدثوا عن هذه الحقبة التاريخية، والذين عايشوا جانبا من أفراد فرقة الحشاشين الذين انتقلوا من قلعة “ألموت” في إيران إلى بلاد الشام، وحدث هذا التلاقي في فترة الحروب الصليبية، وهذه الأفكار غير موجودة في المصادر العربية التي تناولتها.

حلم الجنة

“حلم الجنة”، وهو الاسم الذى اختاره القائمون على الحلقة لها تعبيرًا عما سيدور بداخلها من أحداث تنبئ بإثارة كبيرة وتخطيط من قبل قائد طائفة الحشاشين الذي جعلهم يشعرون أنهم داخل الجنة من خلال النبات السحري الذي سبق وأحضره بكثافة، بالإضافة إلى مكان مخصص لجواري قرروا تحويلهم لحوريات.

وبذلك يصبح “حلم الجنة” ورؤية حور العين هو الدافع لهم لقتل أعداء حسن الصباح، وبعدها قتل أنفسهم من أجل “صاحب مفتاح الجنة”، الذي يعدهم بأكثر مما رأوه في الحلم عند رؤيته يفتح لهم باب الجنة بعد الموت.

نبات العالم الثاني (مفتاح الجنة)

من العبارات المُلفِتة للانتباه و التي سمعناها في مسلسل الحشاشين، عبارة قالها “زيد ابن سيحون” و هو يصِف الحشيش بإنه “نبات العالم التاني”، وصف يستحق الوقوف عنده وتأمل معانيه عنده و نتأمل معناه، لأنه يكشف لنا عن وجود عالم خفى ثقافتنا الحالية لا تعترف به.

مفهومها أن الأجساد تتنمي إلى الأرض بينما الأرواح تتنمي لعالم آحر نستطيع التنقل إليه من خلال نباتات معينة، سكان العالم القديم اكتشفوا نباتات معينة تساعد الإنسان على الوصول إلى بوابة العالم الثاني، وهو العالم السحري الذي تدور حوله أحداث الأساطير.

لذلك أطلقوا عليها نباتات سحرية أو نباتات العالم الثاني،. في عصرنا الحديث العلم أطلق عليها psychoactive plants . منها الحشيش و الأفيون و الكوكا والتبغ و القهوة، سكان العالم القديم كانوا يتعاملون مع هذه الأنواع بحكمة لا تسبب لهم ضرر جسدي ويتناولون جرعة محددة تحت إشراف حكماء عالم النباتات ويستخرجوا منها مشروبات سحرية.

تراث الإنسانية من الأساطير المختلفة حول العالم هو نتاج تناول النباتات السحرية بحكمة و عن معرفة عميقة بأسرارها و فوائدها، مثل شراب الـ “هوما” الفارسي المذكور في الديانة الزرادشتية باعتباره شراب سحري يفتح للإنسان بوابة العالم الثاني عالم الروح (مفتاح الجنة).

وتقول الأسطورة إن زرادشت قبل ولادته صنع أبوه شراب الـ “هوما” و أضاف له اللبن وشرب منه هو وزوجته، وبعد تناوله انتقلوا لعالم الروح، وبعدها حملت الزوجة بالطفل المعجزة “زرادشت”.

نبات العالم الثاني حقيقة أم خيال لدى الحشاشين

يقول أستاذ التاريخ بـ”جامعة القاهرة” الدكتور محمد عفيفي، إنه “لا يوجد ما يؤكد أو ينفي وجود حلم الجنة لدى الحشاشين، لأنها طائفة سرية بطبعها ولا يوجد أي وثيقة من مصادر تابعة لهم تتحدث عن الموضوع، لأن كل تراثهم تم إحراقه بحرق قلعة “ألموت”، وإن الحديث عن شرب الحشيش قبل التعرض لما يسمى بـ”حلم الجنة”، تم ذكرة بعد فترة ليست قليلة من القضاء عليهم”.

لذلك فإن معظم نقاد التاريخ تعاملوا مع مسلسل الحشاشين على أنه مجرد عمل درامي لا يعرض حقائق تاريخية موثقة، خاصةً أن هذه الطائفة تحديدًا حولها الكثير من الغموض والتساؤلات التي لم يصل أحد إلى أجوبة مؤكدة عليها، ولا يوجد ما يؤكد صحة وجود النباتات السحرية التي يروا من خلالها ما يعرف بحلم الجنة.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى