عربى

إبراهيم رئيسي أول رئيس يخضع للعقوبات الأمريكية.. وصفته إسرائيل بـ”جزار طهران”.. وأهم المقربين من المرشد الأعلى

رحل عن عالمنا خلال الساعات القليلة الماضية الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي، فى حادثة تعرضت لها مروحيته في محافظة أذربيجان الشرقية، وأعلنت إيران رسميا خبر الوفاة.

يعد الرئيس الإيراني الراحل من الشخصيات السياسية التي أثارت الجدل في فترة توليها الرئاسة، إذ أنه يعد أول رئيس يخضع لعقوبات أمريكية ووصفته إسرائيل بـ”جزار طهران”.

نشأة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

ولد إبراهيم رئيسي في مدينة مشهد (شمال شرق) في نوفمبر 1960،ودرس في الحوزة العلمية في قم، وحصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة الشهيد مطهري.

بدأ إبراهيم رئيسي حياته المهنية كمدعي عام في أوائل الثمانينيات، وقضى قرابة 3 عقود في هيكلية السلطة القضائية للجمهورية الإسلامية، متنقلا بين مناصب عدة منها مدعي عام طهران بين 1989 و1994، ومعاون رئيس السلطة القضائية اعتبارا من 2004 حتى 2014 حين تم تعيينه مدعيا عاما للبلاد، إلى أن أصبح  رئيس المحكمة العليا بحلول 2019.

زيجة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

تزوج إبراهيم رئيسي  من جميلة علم الهدى، أستاذة علوم التربية في جامعة شهيد بهشتي بطهران، ولهما ابنتان تحملان شهادات في الدراسات العليا.

هذا الارتباط العائلي جعله نسيبا لأحمد علم الهدى، إمام الجمعة وممثل المرشد الأعلى في مشهد، ثاني كبرى مدن إيران، وإحدى المدن المقدسة لدى الشيعة لاحتضانها مرقد الإمام الرضا.

تولى إبراهيم رئيسي رئاسة إيران

تولى إبراهيم رئيسي رئاسة إيران فى أغسطس 2021، بعد فوزه بانتخابات يونيو 2021 ، فقد حصد آنذاك على 17 مليونا و950 ألف صوت من أصل 28.6 مليون من أصوات المقترعين نحو 62% من الأصوات فى الدورة الأولى للانتخابات، وبنسبة اقتراع بلغت 48.8%، وكانت الأقل منذ انتصار الثورة الإيرانية.

 وازدادت حظوظه بالفوز فى انتخابات 2021، بعدما رفض مجلس صيانة الدستور ملفات ترشح عدد من الشخصيات السياسية الإيرانية. فيما وصفته الصحافة الإصلاحية الإيرانية قوتها بـ”المرشح الذى لا يملك أى منازع”.

 اتهامات أمريكية وجهت لإبراهيم رئيسي

 ويعد إبراهيم رئيسي من غلاة المحافظين (متشدد) اتهمته الولايات المتحدة بانتهاك حقوق الانسان، وفرضت عليه عقوبات فى 2019، وأحد المتشددين الذى لا يؤمنون بفكرة التفاوض مع الغرب.

واشارت أمريكا إلى مشارة رئيسي في “لجنة الموت” عام 1988 كمدع عام، ليصبح أول رئيس إيراني منتخب يخضع للعقوبات الأمريكية.

وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن القضاء الإيراني وافق على إعدام 9 أطفال على الأقل بين عامي 2018 و2019.

وخسر إبراهيم رئيسى الانتخابات الرئاسية فى 2017 أمام حسن روحانى. وحصل على 38% من الأصوات، وبالرغم من ارتدائه عمامة سوداء، إلا أنه لا ينتمى إلى صف “آية الله” بل إلى “حجة الإسلام” وهى درجة دينية سفلى فى هرم الشيعة.

ويعد رئيسى بين المقربين من المرشد الأعلى على خامنئى، باعتباره كان أحد طلابه فى إحدى المدارس الدينية بمدينة مشهد حيث ينحدر، يحظى بثقته، وينحدر مثله من مدينة مشهد الدينية التى تقع شمال شرق إيران.

 وعينه المرشد مرات عديدة على رأس مناصب حساسة، أهمها رئيس السلطة القضائية، تم تعيينه من قبل خامنئى فى 2016 على رأس المؤسسة الخيرية “أستان قدس رضوي” التى تتكلف بتسيير شؤون ضريح الإمام رضا الذى يقع فى نفس المدينة، ويعتبر الضريح من بين أبرز مواقع الحج بالنسبة للمسلمين الشيعة ويجتذب الكثير من الأموال لهذه المؤسسة الخيرية التى تقوم بعد ذلك باستثمارها. كما تمتلك المؤسسة عقارات عديدة وأراضى زراعية وشركات فى مجالات مختلفة، كالبناء والسياحة وصناعة المواد الاستهلاكية. بعبارة أخرى توصف هذه المؤسسة بالدولة داخل الدولة الإيرانية.

ومنحه ترؤسه مؤسسة أستان قدس رضوي لمدة 3 سنوات قوة سياسية كبيرة ونفوذ فى شتى المجالات، لأن من يترأس مثل هذه الجمعية الخيرية الغنية يعنى أنه يقوم بتسيير “إمبراطورية” اقتصادية.

 لكن بعد ثلاث سنوات من العمل، عينه القائد الأعلى للثورة الإسلامية رئيسا للسلطة القضائية الإيرانية فى مارس 2019 وهو منصب حساس وكلفه بـ”مكافحة الفساد”.

وقام إبراهيم رئيسى خلال فترة رئاسته  بمحاكمة مسئولين إيرانيين كبار وقضاة بتهمة الفساد، فيما استغل المحاكمات القضائية لإبعاد بعض المرشحين الذين كانوا من الممكن أن ينافسونه بقوة فى الانتخابات الرئاسية، على غرار المسؤول السابق على السلطة القضائية صادق لاريجانى، وهو أخ على لاريجانى الذى رفض مجلس قيادة الثورة الإيرانية ملف ترشحه لاحتمال تورط أحد أقاربه فى قضية فساد.

كما احتل منصب مساعد وكيل الجمهورية للمحكمة الثورية الإيرانية فى طهران خلال الثمانينيات إذ شارك فى العديد من المحاكمات.

 كان رئيسي من المؤيدين للشدة التي تعاملت بها السلطات الإيرانية مع احتجاجات “الحركة الخضراء” التي تلت إعادة الانتخاب المثيرة للجدل للرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009. وقال في تلك الفترة “من يتحدث إلينا عن التعاطف الإسلامي والسماح، نجيبه: سنواصل مواجهة مثيري الشغب حتى النهاية وسنقتلع جذور الفتنة”.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى