الكار أسرار

من يحمى مافيا تقسيم الشوارع ؟!

زمان .. مش زمان أوى .. كانت مهنة السايس قاصرة على كبار السن .. وكان السايس يعين من قبل المحافظة .. ومعظمهم كان يرتدى ” يونى فورم ” ويحمل كارنيه وبادج صادران من المحافظة .. عشان تبقى مطمئن على عربيتك .. وكنت ترجع تلاقى عربيتك متلمعة مثل المرايا .. والمقابل المادى لم يكن محدداً، أى قيمة يحددها مالك السيارة، معظمهم كان يقبل بها ويحمد الله عليها ..
لكن اليوم أصبحت هذه المهنة قاصرة على البلطجية والمسجلين جنائياً .. وباتت علامة الرأس وبشلة الوجه بديلاً “لليونى فورم ” والكارنيه !!.. وهنا تكمن الكارثة .. فالذي يحمى سيارتك بلطجى ومسجل خطر !!.. وبعضهم يصر على أن تترك له مفتاح سيارتك !! ..يعنى حاميها حراميها !!.. وإذا حدث لا قدر الله أن تعرضت سيارتك لمكروه أو حالة سرقة فإنهم يختفون من المكان فى لحظات !!.. ولو ذهبت لقسم الشرطة سوف تكتشف أن مشكلتك تبدو ترفيهية بالنسبة لبعض القضايا الجنائية المنوط بالقسم التحرى والتحقيق فيها !!.. ده بالإضافة الى التدليس الواضح خاصة من جانب بعض أمناء الشرطة لهؤلاء البلطجية ..
ومن جانب آخر، فإن التعريفة المفروضة من هؤلاء تمثل ركناً رئيسياً فى هذه الكارثة .. يعنى على سبيل المثال يسألك السايس أولاً هتغيب أد إيه ؟!..أنا شخصياً لا أجيب عن هذا السؤال .. ولكن عندما استفسر منه عن سبب سؤاله ؟ يقول عشان تحاسبنى الأول لأنك ممكن ترجع ما تلاقينيش !!
طب يا بنى إنت بتاخد فلوس مقابل حماية السيارة، هعطيك ليه إذا كنت سوف تغادر المكان ؟!..ولا هي القيمة المحددة من جانب معاليك، مقابل مساحة الارض المستحوذة عليها السيارة !!
وبالنسبة للتعريفة فهى فى منطقة وسط البلد لا تقل عن 20 جنيهاً للساعة !!.. يعنى شارع عام مملوك للدولة ولكنك تركن سيارتك وتحاسب بالساعة !! وبأسعار أحياناً تتجاوز اسعار الفنادق الخمسة نجوم !!
ولو لم تستجب قد تعود لتكتشف مفك مضروب فى الرفرف، أو تجد إطارات السيارة الأربعة على الأرض !!!!
فمن يحمى هؤلاء ويعطيهم الحصانة كى يتصرفوا بهذا القدر من البلطجة ؟! البعض منهم يدعى عندما ترفض الرضوخ لطلباته، إنه يدفع مبالغ كبيرة لأمين الشرطة المسئول عن المنطقة حتى لا يحرر مخالفات !!
نحن نواجه كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معانى، والكارثة لا تتمثل فيما أشرت إليه فقط، ولكن البعض من هؤلاء قد لا يكون من المسجلين أو أصحاب السوابق ولكنهم شباب فى عز عنفوانهم شايفين نفسهم شوية، ويرغبون فى تحقيق أرباح كبيرة دون قيود أو مسئوليات العمل، ويرفضون أن يتعلموا مهنة لأن مشوارها طويل، وطبعاً فارق الدخل كبير جداً لصالح مهنة السايس !!.. نفس الأمر ينطبق على مشروع التوكتوك ..
ومن هذا المنطلق أتوقع أنه خلال العقدين القادمين قد تختفى من حياتنا بعض المهن الرئيسية التى لا غنى عنها ..
ولا أعرف سبباً منطقياً واحداً يمنع الحكومة من التصدى لهذه الظواهر السيئة التى نتعرض لها جميعاً ..
هل هؤلاء أقوى من الدولة ؟!
من يعطى الحصانة لهؤلاء كى يتصرفوا بهذا القدر من البجاحة ؟!
من فضلكم قولوا لنا :
هل الشارع المصرى بات ملكاً لهذه المافيا من البلطجية ؟!

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى