قدم الفنان الراحل فريد الاطرش العديد من الاعمال الفنية التي تنوعت مابين التلحين والغناء، كما قدم عدد من الأفلام الناجحة والتي علامة بارزة ن علامات السينما المصرية حيث كان يمثل ويغني في الفيلم نفسه.
وقد أسس “الأطرش” شركة “أفلام فريد الأطرش”، وقرر أن ينتج لنفسه عملًا فنيًا يكون مميزًا فاتجه إلى عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وطلب منه إنتاج تحفته “دعاء الكروان”، في فيلم سينمائي، وقد استجاب الدكتور طه حسين، لطلب الأطرش، وسمح له بذلك بعدما وثق في الاستعدادات الكبيرة التي ستبذل لظهور قصته “دعاء الكروان”، بالمظهر اللائق بهذا العمل الفني الجديد، وأخذ الأطرش، يواصل العمل ليل نهار لاتحاد الوسائل المتعلقة بإنتاج هذا العمل الضخم وباكورة إنتاجه.
طموح فريد الأطرش وقتها كان أكبر من أن يقوم بإنتاج العمل ولكنه أراد تقديم شخصية المهندس التي برع فيها الفنان الراحل أحمد مظهر، ولكن المخرج هنري بركان كان له رأي مختلف حيث قال له وقتها: “يا فريد أنت لا تستطيع أن تلعب دور المهندس، لأن شهرتك مبنية على الغناء، فقال لهي إنه لن يغني وسيكتفي بالتمثيل فقط أسوة بفرانك سيناترا، الذي مثّل الكثير من الأفلام دون أن يغني فيها… قلت له: يا فريد سيكون الفيلم فاشلاً بدون الغناء، وكانت النتيجة أن خسرت صداقة فريد الطويلة بسبب هذا الرأي”.
وقام فريد الأطرش ببيع مزرعة الخيول التي يمتلكها وسيارته واقترض أموالًا من بعض أصدقائه، لكي يخرج الفيلم بالشكل اللائق باسمه وشركته الجديدة.
يذكر أن فيلم “دعاء الكروان”، يعد من بين أفضل الأفلام التي قدمتها السينما المصرية فقد جاء في الترتيب السادس في قائمة أفضل عشرة أفلام في تاريخ السينما، وذلك في الاستفتاء الذي أجرته مجلة “فنون” المصرية عام 1984، و عرض الفيلم لأول مرة عام 1959، كما اختير لتمثيل السينما المصرية في مهرجان “برلين” الدولي.
