مرأةمنوعات

فتاة العربة وأم جودة وحذاء الشعراوي .. مواقف إنسانية في حياة رؤساء مصر

أثار الموقف الإنساني الأخير الذي قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه السيدة منى الشهيرة بـ “فتاة العربة” أثار اهتمام وصخب كل من سمع عن هذه القصة الإنسانية المؤثرة.

منى مواطنة مصرية، تم التفاط صورة لها وهي تجر عربة خلف ظهرها تبيع فيها بعض المواد الغذائية، وأثارت هذه الصورة اهتمام الرئيس السيسي الذي استدعاها إلى قصره الخاص، ليلتقي بها ويشد أزرها ويشكرها على ما تبذله من جهد وتعب وكفاح.

وإيماناً بدور المرأة المصرية وكفاحها الذي لا يوصف فقد سلم صندوق “تحيا مصر” السيدة منى المعروفة بـ”فتاة العربة”، السيارة التى وعدها بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مكافأة لها على كفاحها ومثابرتها وسعيها لطلب الرزق، وذلك فى إطار إعلان الصندوق تبنيه كافة النماذج المثابرة والمكافحة فى كافة محافظات الجمهورية، وإطلاقه مبادرة للبحث عن النماذج المكافحة وتشجيعهم،  حتى يكونوا نماذج يحتذى بها للمجتمع المصرى بوجه عام.

أيضاً من اللفتات الطيبة للرئيس عبد الفتاح السيسي كثيرة جدا، ولعل أبرزها زيارته للسيدة التي تعرضت للتحرش في ميدان التحرير، والتي قدّم لها الرئيس الورد وقال لها: “حقك عليا أنا آسف”، ووعدها بمحاسبة مرتكبي الجريمة، وأضاف: “أنا أعتذر لك وكدولة لن نسمح بذلك مرة أخرى، وستكون لنا إجراءات في منتهى الحسم، وجئت إلى هنا لأقول لك ولكل سيدة مصرية أنا آسف، أعتذر لكن كلكن سامحنني، وإن شاء الله ستكونين في أتم صحة وعافية”.

ومن هنا ننطلق لنروي بعض المواقف الإنسانية في حياة رؤساء مصر السابقين، حيث تلقى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رسالة من فتاة يتيمة تخبره فيه أنها يتيمة الأب وليس لها من الأقرباء من ينوب عن والدها، وبالفعل لبى الرئيس عبد الناصر دعوتها، وكان وكيلاً لها، وقام بحضور حفل زفافها بحضور شيخ الأزهر الذي قام بنفسه بعقد قرانها، والتقط له المصورون وقتها عدد من الصور التي ما زال يذكرها التاريخ حتى الآن.

وروى عادل عبد الناصر، قصة عن الزعيم الراحل توضح كيفية تعامله مع الخادمين، مشيرًا إلى أن والدهما كان موظفًا في مصلحة البريد وكان يتنقل بين المحافظات حتى استقر فى الإسكندرية عام 1940، وحينها استعانوا بسيدة للعمل لديهم تدعى “أم جودة” وكانت أرملة ولديها طفلين، وبانتقال أسرة عبد الناصر للقاهرة، قررت ترك أبناءها لأهلها وانتقلت بصحبتهم، وكانت تتولى خدمة جمال عبد الناصر في كل شىء، حتى مسح حذاءه.

وأضاف: “عندما كبر أحد أبناءها، طلب منها ترك العمل، واقتصرت علاقتها بأسرة عبد الناصر على واجبات التهاني والتعازي، حتى علمت بتولي جمال عبد الناصر رئاسة مصر، فأرسلت إليه خطابًا تشكو إليه ضيق حالتها المادية وتطلب منه المساعدة، وتم استلام الخطاب فى مكتب الشكاوى الخاص بالرئاسة، وتم بدوره تسليمه إلى يد الرئيس الراحل بنفسه”.

وأشار عادل عبد الناصر، إلى أن الزعيم الراحل أصدر في حينها قرارًا بمنح أم جودة معاشًا استثنائيا قدره 15 جنيهًا من “جيبه الشخصى”.
أما الرئيس الراحل محمد أنور السادات فقد امتدت أيضا يد الرئيس السادات الانسانية إلي الأسرة المالكة‏,‏ وذلك عندما أمر بأن ينقل جثمان الأميرة السابقة فوقية وابنة الملك السابق فؤاد من زوجته الأولي شويكار علي نفقة الدولة من سويسرا لتدفن في مصر‏..‏ وكانت صحة الأميرة السابقة فوقية والتي بلغت من العمر في ذلك الوقت‏(‏ فبراير‏1974)75‏ عاما قد تدهورت منذ عدة أيام في أثناء إقامتها في فندق دولدر بزيوريخ‏..‏ وسافر إلي هناك السيد اسماعيل شيرين زوج شقيقته الأميرة السابقة فوزية ليكون إلي جوارها‏.‏ ولكنها ماتت بهبوط في القلب منذ أربعة أيام فسافرت إلي زيوريخ شقيقتها الأميرة السابقة فايقة‏..‏ وعلم الرئيس السادات بالأمر فأمر بأن تنقل وتدفن علي نفقة الدولة في مصر‏، وكانت الأميرة السابقة فوقية زوجة لمحمود فخري باشا أول سفير لمصر في باريس‏.‏

وهناك موقف شهير بين الرئيس الراحل السادات والشيخ محمد الشعراوي، وذلك عندما سافر الشعراوي إلى روما لوضع حجر الأساس لمركز إسلامي، وعندها طلب منه وزير الري وقتها “عبد العظيم أبو العطا”، ووزير التموين وقتها “توفيق عبد الفتاح” أن يشتري لهما زوجين من الأحذية، وعاد الشعراوي من السفر وأعطاهما الأحذية. وفي أحد الاجتماعات الوزارية دخل أبو العطا على الرئيس فسأله السادات: “الجزمة الشيك دي منين يا عبد العظيم؟”، فأجاب: “من مولانا الشيخ الشعراوي”، ودخل توفيق عبد الفتاح فسأله السادات نفس السؤال، وأجاب عبد الفتاح: “من مولانا الشيخ الشعراوي يا ريس”، وعندما دخل الشعراوي كان يرتدي نفس حذائه القديم، فسأله السادات: “أمال الجزمة الإيطالي فين يا مولانا؟”، فرد الشعراوي: “شايلها في البيت عشان المقابلات المهمة فقط”.

وقد تحدث الدكتور عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، عن الرئيس الراحل واللمحات الإنسانية في حياته فقال: “الرئيس الراحل السادات في ظل المسؤوليات التي كانت على عاتقه إلا أنه كان يتبنى الشباب الفقراء وينفق من ماله الخاص على دراستهم، وكان يحب البساطة في منزله، والجلوس على مصطبة مصنوعة من الطين ويستمع إلى الراديو”.

أما الرئيس السابق محمد حسني مبارك فقد قال عنه مصطفى الفقي، سكرتيره السابق: “مبارك كان يقوم في بعض الأحيان بتلميع حذائه بنفسه كما أنه يكوي ملابسه بنفسه، وكان يفعل ذلك بتلقائية وبعيدًا عن الأضواء”. وقال مبارك في أحد اللقاءات التليفزيونية عام 1993: “يؤثر فيّ جدًا المواطن اللي بيقول أنا مش قادر وبيشتكي من مرض ابنه وغياب الفرص، وعلى طول يمكن أصحّي المسئول الساعة 7 الصبح لتمرير قرار العلاج لغير القادرين”.

 

 

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى