مرأة

تنافس النساء في العمل .. غيرة أم رغبة في النجاح؟!

عمل المرأة في العصر الحديث أصبح ضرورة من ضروريات الحياة، فمعظم النساء الآن يخرجن للعمل في كافة المؤسسات المجتمعية، الأمر الذي خلق ظاهرة الغيرة والتنافس بين النساء في العمل.

وفق دراسة أعدتها البروفيسورة في كلية أولن لإدارة الأعمال ميشيل دوغيد، والتي حددت عدة عوامل رئيسية تمنع النساء عن تقديم يد العون إلى النساء الأخريات في عالم الأعمال والشركات وأهمها التهديد التنافسي والتهديد الجماعي، فعندما تكون النساء مجرد حفنة صغيرة في بيئة العمل، يكن أكثر عرضة للمقارنة بنظيراتهن من النساء الأخريات. وستكون واحدة منهن هي “الموظفة الجيدة” بينما الأخرى ستكون هي “الموظفة السيئة” الأمر الذي يدفع عدداً قليلا من النساء في الاقدام على عمل حاسم بهذا الصدد يغير من الوضع القائم لمصلحة النساء”

ويشرن عدد كبير من النساء العاملات إلى أن الغيرة القاتلة بين الموظفات تؤثر بالضرورة على الأداء العام في العمل وتستثير المنافسة غير الشريفة وتؤسس لبؤرة فساد مجتمعي تضر بكل من يكتب لها النجاح خاصة إذا ارتبطت الغيرة المرضية بسلوك عدواني يهدف إلى خطف الأنظار من الموظفة أو حتى الموظف المتميز وإقناع المحيطين بهم بأنهم لا يستحقون المكانة التي وصلوا إليها.

وفي هذا الشأن، يقول الدكتور‏”طارق عكاشة” أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، بحسب صحيفة “الأهرام” المصرية  “إن الإدارات التي تضم رجالا فقط أو رجالا ونساء يكون العمل فيها أكثر يسراً من الإدارات التي يقتصر العمل فيها علي السيدات وذلك لعدة أسباب‏” ‏أولا‏:‏ إن للمرأة أكثر من دور في الحياة فهي زوجة وأم وامرأة عاملة‏,‏ وقد تتولد الغيرة من المحيطان بها إذا نجحت في كل هذه الأدوار ووصلت إلى منصب رئيسة‏,‏ خاصة إذا كانت هناك امرأة لها نفس الظروف ولكنها لم تستطع أن تنجح في عملها‏ن ثانيا‏:‏ جري العرف أن يكون الرئيس في جميع المؤسسات والهيئات من الرجال علي مدار سنوات عديدة‏,‏ كذلك نجد أن أشهر وأهم الكتاب والمفكرين والمهندسين والأطباء من الرجال‏”.

ويضيف عكاشة أيضا أن النساء لم يدخلن مجال العمل إلا في العقود الأخيرة‏،‏ لذلك فالمجتمع لا يتقبل بسهولة أن تكون المرأة رئيسة في العمل‏,‏ كما أن النساء لم تتح لهن الفرصة في الفترات السابقة لإثبات كفاءتهن ومقدرتهن علي الإدارة والإنجاز والتعامل مع المواقف والخبرات المختلفة‏.‏ ومن هنا نصل إلى أن الرجل ليس منافسا للمرأة بينما المنافسة تنحصر بين النساء بعضهن بعضا‏.‏

هذا، وأشار الدكتور محمود عبدالحليم منسي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة الأسكندرية أن”أسباب الغيرة ترجع إلى التنشئة الاجتماعية والإحساس بالظلم والقهر خاصة لدى المرأة المصرية التي تعرضت لظلم كبير منذ العصور القديمة وحتى الآن, مؤكداً أن “الشخص الغيور يحتاج إلى علاج وإلى احتضان ومساعدة فهو ليس عدواً بقدر ما هو مريض وعلينا مساندته وعدم استفزازه ولابد من التعاون معه لتخطي حالته”، مشيراً إلى أن “الثقة بالنفس وتعزيز القدرات والمهارات وعدم الالتفات إلى الخلف أو إلى المحيط بشكل سلبي هي عوامل نتخطى بها أي إنسان يحاول النيل منا”

هذا، ويقول أستاذ علم النفس الدكتور يوسف أبو حميدان “أن الغيرة مرتبطة بشكل وثيق بتقدير الذات فإذا كان تقدير الإنسان لذاته عالياً فإن مستوى غيرته من الآخرين تكون أخف والعكس صحيح , إذ يشعر الإنسان الذي يقدر نفسه ضمن المستوى الضعيف أن الآخرين ينافسونه بل ويأخذون حقوقه الأمر الذي ينعكس سلبياً على علاقته بنفسه وعلى الآخرين ويحوله إلى إنسان متردد وخائف ومبتعد عن التعامل مع الناس بصدق, والأدهى من ذلك أن غيرته الوظيفية ترحل معه إلى بيته ما ينعكس على أفراد أسرته الذين قد لا يفهون سبب عصبيته ومزاجه الحاد”، مشيراً إلى أن “هذا النوع من الأشخاص غير مرتاح لا في بيته ولا بمحيطه بل أن علاقاته الاجتماعية بشكل عام تكون موتورة ومبتورة، وعلى ذلك يشعر أنه مظلوم على الرغم من معرفته بأن كفاءته متواضعة واستعداده الوظيفي محدود ولذلك يسقط فشله على الآخرين لأن الترويج لفشلهم هو محاولة نجاح له”

من جانبها، تشير الدكتورة سحر شعراوي أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية بنات عين شمس أن “كراهية الذات أحد أهم الأسباب وراء شعور المرأة بقلة شأنها”، موضحة “أن احدي الطرق الفعالة في التخلص من هذا الاحساس هو إيجاد امرأة أخري تكرهها وتصب عليها جام غضبها” موضحة أن “إحساس المرأة بالضعف وقلة الحيلة يدفعها إلي عدم تخزين هذه المشاعر بداخلها مما يدفعها إلي اخراجها علي هيئة نقد للأخريات” مؤكدة على أنه يجب علي زميلات العمل أن يرتبطن ببعضهن البعض وأن تدعم كل واحدة منهن الأخري ويشجعن بعضهن ولا يجب عليهن تمزيق بعضهن بالنقد والمنافسة غير الشريفة، الأمر الذي سيجعل الحب يسود مكان العمل، ويخلق الصداقات الوطيدة بين الزميلات بعضهن ببعض”.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى