بسبب التلال والهضاب الشاهقة، تحجب الشمس تماما طيلة سبعة أشهر من السنة عن سكان قرية رجوكان النرويجية ، ولكن بطريقة مجنونة تمكن السكان من الحصول على الشمس.
ويقول منسق المشروع اويستن هوغان أن الطريقة التي تم العمل عليها لإيصال الشمس للقرية خلال فترة الشتاء بين شهر سبتمبر وشهر مارس وذلك عن طريق تركيب ثلاث مرايات ضخمة على ارتفاع 760 متر على احدى التلال شمال القرية .
وتم تصميم تلك المرايا، التي تعرف باسم «heliostats»، بحيث تكون قادرة على تتبع حركة الشمس عن طريق أجهزة الكمبيوتر، وعكس الضوء مباشرة صوب الساحة الرئيسية في مدينة “رجوكان”، حيث تضئ حوالي 600متر مربع من القرية.
وتوجد تلك المدينة الصناعية في عمق قاع أحد الوديان في مقاطعة «تلمارك» الوعرة التي تقع في دولة النرويج، وهي لا تتحصل على أشعة شمس مباشرة طوال فترة الشتاء.
كلف المشروع مبلغا ضخما وصل الى 610 الف يورو ولكن رغم المبلغ الضخم الا انه جعل القرية احدى الوجهات السياحية في النرويج حيث أصبحت من أكثر القرى زيارة فالنرويج وذلك لمشاهدة المرايا العاكسة للشمس او بمعنى اخر “الشمس الاصطناعية”.
تاريخ مشروع الشمس الاصطناعية لقرية رجوكان
وضعت خطة تسليط الضوء على مدينة رجوكان لأول مرة منذ 100 عاما من قبل مؤسس المدينة ورجل الصناعة سام إيدي، الذي أسس مصنع للأسمدة هناك، وقد اختار مدينة رجوكان لأنها تقع بالقرب من شلال يبلغ ارتفاعه 104 متر، مما يوفر وسيلة سهلة لتوليد كميات كبيرة من الكهرباء، لكن إيدي لم يستطع تنفيذ فكرته لعدم توافر الوسائل التكنولوجية في تلك الفترة، وبدلا من ذلك؛ دفعت شركته ثمن إنشاء مشروع تلفريك في عام 1928، والذي استطاع سكان المدينة استخدامه – مقابل رسوم رمزية – للصعود لما يقرب من 500 متر فوق الجبل للاستمتاع بأشعة الشمس، ويعمل هذا التلفريك حتى اليوم، حيث ينقل آلاف الأشخاص إلى الجبال كل عام.
وتم إحياء فكرة إضاءة مدينة رجوكان مره أخرى في عام 2005 من قبل مارتن أندرسن، وهو فنان مقيم في المدينة بعد ان نجحت المدينة الإيطالية فيجانيلا في تركيب مرآة شمس لتعكس ضوء الشمس في القرية، حيث تقع فيجانيلا، تماما مثل رجوكان، في وادي حيث تلقي الجبال ظلال ممتدة لمدة ثلاثة أشهر في الشتاء.
وتمكن مارتن اندرسن من اقناع مجلس المدينة من اجل الحصول على المال لتطبيق المشروع ورغم الاعتراضات التي وجدت على التكلفة الممكنة للمشروع واحقية قطاع التعليم بها الا انه نجح فالوصول للمبلغ المطلوب وتم تنفيذ المشروع.
تعرف القرية بعدد سكانها الذي وصل الى 3500 فرد وقت تركيب تلك المرايا ويصل الرقم الحالي من السكان في القرية الى نفس الرقم المذكور تقريبا وتمتلك القرية مساحة 2.59 كيلو متر مربع على ارتفاع 300 متر.
