أسواق اليوم

لماذا لا تستخدم السعودية ورقة النفط للضغط على إسرائيل ؟

تزايدت التساؤلات مؤخرا حول لماذا لا تستخدم دول الخليج ورقة النفط للضغط على إسرائيلمع استمرار حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،وفشل كافة مساعى السلام بين الطرفين، علماً بأن إسرائيل أقامت حرباً على فلسطين بدعم أمريكي وغربي .

وشنت اسرائيل هجوما بريا وجويا مدمرا على قطاع غزة بعد أن عبر عناصر من حركة “حماس” قطاع غزة إلى المستوطنات الإسرائيلية المجاورة في 7 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن مقتل 1400 شخص واحتجاز نحو 240 آخرين كأسرى. وقد تسببت الحرب في تزايد عدد الضحايا في قطاع غزة والتي وصلت إلى أكثر من 11 ألف قتيل وأكثر من 27 ألف مصاب ، نحو 40% منهم من الأطفال.

وبدأ السؤال يعود بقوة بعد القمة العربية الإسلامية في الرياض، لماذا لا تستخدم السعودية ورقة النفط للضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة لاسيما وأن السعودية تأتي علي راس قائمة أكبر الدول العربية المنتجة للنفط، وتعد أكبر منتج للخام في منظمة أوبك وتحتل المرتبة الثانية علي المستوى العالمي بعد الولايات المتحدة وتم تصنيفها بأنها أكبر مصدر للنفط عالميا، وتمتلك الدول العربية حوالي 56% من لاحتياطات العالمية من النفط الخام، كما تمتلك السعودية مخزون استراتيجي خاص بها في حالات الطواري.

استخدام السعودية للنفط للضغط على إسرائيل أمر مستبعد

وسرعان ما خرج وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، عن صمته مؤكداً أن المملكة العربية السعودية، لا تبحث حاليا إمكانية استخدام سلاح النفط للضغط من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، علماً بأن السعودية تحاول تحقيق السلام من خلال المناقشات السلمية.

النفط وحرب إسرائيل
النفط وحرب إسرائيل

أسباب تمنع السعودية للجوء للنفط كوسيلة ضغط

وتعليقاً على ذلك، قال سمير رؤوف ، الخبير الإقتصادي، في تصريحات خاصة لـ”كل النجوم”- إن هناك عدة أسباب تمنع السعودية من اللجوء لهذا الأمر لاسيما في ضوء الدعم الأمريكي لإسرائيل، أهمها استبعاد السعودية لورقة استخدام النفط وربطها بالسياسة “تسييس النفط” والدليل على ذلك أن السعودية رفضت الإنحياز إلى الجانب الأمريكي أثناء الأزمة الأوكرانية.

وأضاف رؤوف أنه في حالة استمرار التعنت الإسرائيلي وانتهاكات إسرائيل في حق الفلسطينين قد تفكر حينها السعودية في استخدام ورقة النفط كنوع من أساليب الضغط على إسرائيل خاصة في ظل مساعي السعودية مع عدد من الدول العربية لتهدئة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، علماً بأن ورقة النفط لن تضر إسرائيل فقط بل ستضر الكثير من البلدان منها الصين. وأوضح أن الحرب علي غزة لا تجلب أخبار جيدة لاسواق النفط، حيث تسببت في تخفيضات لمعدل انتاج النفط من المملكة العربية السعودية وروسيا، الأمر الذي ألحق خسائر فادحة لسوق النفط وتسبب في نقص حجم المعروض منه.

وأشار رؤوف إلى أن الابتعاد عن استخدام ورقة النفط للضغط على اسرائيل يعد أفضل، لهذا الأمر تحاول السعودية إستخدام أساليب دبلوماسية سلميه للضغط على إسرائيل، موضحاً أن إسرائيل لن تطيل في الصراع الراهن ولن تجازف بإطالة أمد الحرب هي والبلاد التي تدعمها .

النفط وحرب إسرائيل
النفط وحرب إسرائيل

أوبك تشدد على عزل النفط عن الصراعات السياسية

وأيده في الرأي سيد أبو حليمة، خبير الإقتصاد السياسي،قائلاً  في تصريحات خاصة لـ”كل النجوم”- إن الدول الخليجية التي تمتلك النفط، تعلم جيدًا كافة تداعيات وانعكاسات الوقوف أمام الإدارة الأمريكية على اقتصادها ومصالحها السياسية، وكذلك مصالح نظمها السياسية، لهذا تستبعد استخدام ورقة النفط للضغط على إسرائيل لاسيما وأن أمريكا تدعم إسرائيل وتقف خلفها. وأضاف أبو حليمة أن استخدام السعودية ورقة النفط للضغط من وجهة نظره أمر مستبعد خاصة وأن السعودية تستبعد الدخول في مواجهة مع الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.

وأشار أبو حليمة إلى أن منظمة أوبك وهي منظمة الدول المصدرة للنفط، تؤكد أنه لابد من عزل النفط عن الصراعات السياسية وانها لا تؤيد استخدام النفط كسلاح سياسي في اي صراع، وذلك للحفاظ علي أسعار النفط في السوق العالمي، موضحاً أنه لا يجب الخلط بين استخدام النفط كسلاح لانه الشريان الرئيسي الاقتصادى للدول العربية، لتلبية احتياجات المواطنين ووفاء الدول بالتزامتها.

 

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى