عربى

جارتي

جارتي كل يوم بعد الفجر كانت بتخرج من ورا البيت ولابسه طرحه مداريه بيها وشها، جالي فضول اعرف بتروح فين خصوصًا ان الموضوع اتكرر كتير وبالفعل بعد ما راقبتها اسبوع روحت وراها وكنت خايفه تكشفني.

مشيت وراها لحد مادخلت في طرق مختلفه وتوهت منها ومعرفتش اوصلها كأنها هوا واختفى. لحد ما رجعت البيت وانا محبطه ان انا معرفتش اوصلها، بس ميأستش وفضلت مستنياها من شباك الأوضه لحد مارجعت قبل آذان الضهر.

كان في ايديها كيس اسود مش باينله ملامح، وقبل ماتدخل بيتها فضلت تبص يمين وشمال كأنها خايفه حد يشوفها، لحد مادخلت وقفلت وراها..روحت نازله بسرعه وخبطت عليها،اتأخرت شويه لحد مافتحتلي ولما فتحت كان في دخان خارج من أوضتها، سألتها ايه ده قالتلي انها بتبخر البيت.

بس كل الكلام ده مدخلش دماغي وكنت حاسه ان في حاجه مش مظبوطه، سلمت عليها ومشيت ورجعت بيتي وتاني يوم كنت لابسه هدومي ومستنياها تخرج من البيت بس اليوم ده مخرجتش.

رغم انها كل يوم بتخرج في نفس الميعاد، شكيت في أمرها وفضلت مصممه اعرف ايه اللي وراها، لحد مالقيت باب بيتي بيخبط، نزلت افتح لقيتها واقفه ولابسه عبايه سوده ومبتسمه..بتقولي انها رايحه مشوار وعايزه حد يقعد بـ ابنها علشان متسيبوش لواحده.

رغم انها كل يوم بتخرج وبتسيبه لواحده ايه الجديد يعني، حاولت اتهرب منها معرفتش..وقولتلها حجج الدنيا واللي فيها مره ان انا مش فاضيه، مره اصل انا تعبانه، ولكن هى كانت مصممه وبنحاول معايا بكل الطرق لحد ماوافقت وروحت معاها.

وأول ماوصلنا قدام باب البيت ابتسمتلي وقالتلي آخد بالي من ابنها لحد ماترجع من مشوارها، قولتلها حاضر ابنك في عينيا.

وبعد مامشيت أنا دخلت وقعدت مع ابنها كان طفل صغير عنده ٧ سنين..هادي في نفسه اوي ومش بيتحرك ولا بيتكلم نص كلمه على عكس ولاد جيرانا مش هاديين وأشقيه طول الوقت،ودي حاجه كانت مطمناني من ناحيته.

لحد ما قالي انه عايز ياكل،وبما إن ده مش بيتي ومينفعش آخد راحتي في،قولتله تعالى عندنا وأنا هأكلك،رفض وصمم ان انا لازم أعمله أكل هنا.

..وافقت وقومت دخلت المطبخ أجهز الأكل..فتحت التلاجه وطلعت الأكل أسخنه..وبعد ماخلصت وخرجت انده ملقيتهوش، فضلت اندهوا ملقيتهوش!..قلبت عليه البيت حته حته!.. برضه مش موجود! قلبي وقع في رجلي وبقيت خايفه من رد فعله مامته لما تعرف، خرجت من البيت اسأل الجيران.. وكلهم نفس الاجابه محدش شافه!

طلعت أجري على بيتي واتصلت بـ جارتي مكنتش بترد، ولما رجعت البيت لقيت ابنها قاعد في مكانه..خدت نفس عميق وارتاحت لما شوفته، سألته كنت فين؟

..قالي كنت بلعب مع صحابي وكان بيشاور على أوضة النوم اللي مفيهاش حد!، حاولت اتمالك اعصابي وسألته فين صحابك دول.

شاور ورايا، لحد ما دقات قلبي زادت ومابقتش قادره ألف وشي وأبص..وجسمي كان مستشعر حد بيقرب مني في الوقت ده.. محستش بـ نفسي غير وانا برا البيت!

..وجيراني بيقولولي انتي كويسه وبيتطمنوا عليا،مقدرتش ارد وقولتلهم حد فيهم يخلي باله من ابن جارتي لان انا مش هقدر بعد اللي حسيته.

..واحده منهم وافقت واستلمته بدالي وانا رجعت البيت.. وبعد ٣ ساعات جارتي رجعت وأول حاجه عملتها عدت عليا مع انها المفروض عارفه ان انا في بيتها عرفت منين ان انا رجعت بيتي وهى ممعهاش موبايل وسايبه موبايلها في البيت ودي الحاجه اللي انا اكتشفتها مؤخرًا!

قربت من الباب وفتحته وانا خايفه واتبتسمتلها، لقيتها بتديني هديه وبتقولي دي حاجه بسيطه تقديرًا لـ تعبك مع ابني.. اخدتها منها وشكرتها عليها.. وبعد ما مشيت فتحت الهديه وكانت الصدمه.

بعد مافتحت الهديه اللي جارتي بعتتهالي شوفت صدمة عمري..كانت كلها صوري ومعاها عرايس مليانه دبابيس واقفال ودم، ومكتوب على صوري مرض وموت وكره وتعطيل، محستش بـ نفسي غير وانا عندها وفي ايدي الهديه اللي جابتهالي، كنت منفعله ومش مصدقه اللي حصل.

جارتي استغربت اوي مني ومن عصبيتي وسألتني ايه اللي حصل، قولتلها ده على أساس انك مش عارفه حصل ايه، طلعت الهديه ورميتها في وشها وانا كلي عصبيه وغضب وبدأت ازعق وادعي عليها.

بمجرد ماخلصت كلامي لقيت الهديه اتحولت لـ فستان وطرحه..طبعًا انا جالي صدمه في اللحظه دي لان انا متأكده اوي من اللي شوفته في بيتي،ازاي اتبدل في لحظه كده، خدت الهديه منها وبقيت ابص فيها من كل الزوايا وحاولت كتير أكدب عينيا في اللي حصل ده.

وبعد ماجارتي سمعت مني الكلمتين دول قطعت علاقتها بيا، وقالتلي خيرًا تعمل شرًا تلقى وان اللي حصل ده مش هيحصل مره تانيه،مشيت من عندها ورجعت البيت، وبما إني متجوزه في بلد أرياف فمنتشر فيها الحاجات دي عن أي مكان تاني.

وكان كل ماحد يسألني في ايه مبردش وكان وشي كله صدمه، لحد تاني يوم كنت حطيت الموضوع في دماغي أكتر من الأول، واستنيتها لحد ماخرجت من البيت ومشيت وراها، لحد مالقيتها نازله تحت الأرض، وفي الوقت ده كل اللي مخططاله كان باظ.

انا ايه ضمني ان لو نزلت هرجع تاني، حاولت أشوف المكان اللي نزلت منه ده بيودي على فين، لحد ما قابلتني ست معديه، وقفتها وسألتها المكان ده بيودي على فين.

الست كانت كويسه اول ما سألتها وبمجرد ماسألتها، وشها كله بقى اسود..عينيها بدل ماكانت نظرتها بريئه اتحولت لـ نظرات شر،وقالتلي متسأليش ومشيت من قدامي..وبدل ماكنت خايفه من جارتي بقيت خايفه من كل حاجه،كنت متردده انزل وراها ولالا خصوصًا بعد اللي الست قالته،

بعدت ووقفت ورا شجره وقبل آذان الضهر كانت خرجت وفي ايديها كيس،لحد مامشيت ورجعت البيت وكل ده وانا براقبها من بعيد وخايفه انها تشوفني.

وبعد ماوصلت البيت ودخلت بيتها سمعت صوت زعيق قوي وكأنها خناقه بين مجموعة من الناس،مش أرمله عايشه في البيت هى وابنها،وبما ان بيتي قريب من بيتها.

دخلت بيتي وحاولت اسمع من الحيطه اللي قريبه من شباك بيتها..والغريب ان الخناقه كان كلامها مش مفهوم تمامًا..وبعد عدة محاولات انتهت بالفشل، قعدت على السرير.

وشويه ولقيت أهل البلد بيصرخوا وبيقولوا في شيطان خرج في بلدنا..في الوقت ده حسيت بـ حيره مابين إني اصدق اللي حصل واهرب ولا مصدقش الفيلم الهندي ده، طلعت البلاكونه أبص لقيت جيراني بيجروا بسرعه وكل واحد داخل بيته بيقفل على نفسه.

دخلت جوا وقفلت على نفسي زيهم،كنت فاتحه حته صغيره من الشباك علشان أشوف ايه اللي بيحصل بس مشوفتش حاجه،وتاني يوم لما الناس خرجت من بيوتها مكنش في سيره على لسانهم غير الشيطان اللي خرج وظهر عندنا،كنت بحاول أفهم خرج ازاي؟

مش المفروض الحاجات دي الانسان مبيشوفهاش، ولكن لما سألتهم عرفت ان ده كان دجال في بلدنا عمل مشاكل لـ ناس كتير ودمر حياتهم واتسبب في موت الكتير من الشباب..والجن كانوا شارطين عليه شروط ووعدهم انه ينفذها ولما منفذهاش.

انتقموا منه بطريقتهم وحولوه لـ شيطان،هو زمان كان انسان بـ طباع شياطين لكن اتحول لـ شيطان حقيقي، لدرجة ان كل قرايبه بعدوا عنه.. منهم اللي سافر واللي هرب واللي مات من الصدمه،كنت بكدبهم وبقولهم ان كل الكلام ده كدب ومبيحصلش.

ومستحيل حاجه زي دي تحصل، قالولي انتي حره واحنا عرفناكي اللي فيها، وبعد ما مشيت ورجعت بيتي، سمعت صويت في بيت جارتي.

 والمره دي كان كلامها مفهوم، نزلت جري لقيت كل جيرانا عندها وهى لابسه اسود وبتصوت وبتقول ان جوزها مات، مع العلم ان جوزها ميت من ٣ سنين.

قولت لـ جارتي جوزك ايه اللي مات هو مش مات من ٣ سنين في حادثه، لقيت وشها بدأ يسود والمصيبه هنا ان كل الموجودين وشهم إسود زيها.

بصوا لـ بعض بـ نظرات مُريبه، وبعدين بصولي،لقيت ابنها جاي من وراها وفي ايده عضمه ومبتسم ابتسامه مخيفه، خرجت من البيت جري وكنت بنهج من كتر الجري اللي جريته والخوف اللي شوفته، لحد ما خبطت في راجل عجوز،وقع في الأرض ووطيت اسنده، لقيته دير وشه ناحيتي وابتسملي وقالي امشي من هنا.

وبمجرد ما قالي امشي كنت مشيت في ساعتها،ببص حواليا لقيتني عديت بيتي بمسافه كبيره معرفش ليه جريت كل المسافه دي، لحد مارجعت بيتي تاني ودخلت وكل ماحد يسألني مالك اقوله مفيش زي المره اللي فاتت،قفلت على نفسي وبصيت من الشباك وقولت لـ نفسي في حاجه غلط بتحصل ولازم اعرف ايه هى.

وقررت اليوم ده اهدي اعصابي واحاول انسى شويه اللي حصل وافصل من المود ده، لحد ما نمت وصحيت على صوت صويت جارتي لـ تاني مره.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى