مشاهير

قصة اكتشاف رواية “جنسية” فرنسية ممنوعة من النشر في أمريكا على فراش الملكة ناريمان

عقب قيام ثورة 23 يوليو 1952 اتهمت بعض وسائل الإعلام العائلة المالكة بالانحلال الأخلاقي ونهب ثروات مصر الغنية، واستدلت تلك الصحف على ما وصفوه بـ«حياة الملك فاروق العابثة اللاهية وعلاقاته بالنساء وإدمانه للخمر ولعب لقمار»، وهو ما نفته زوجاته، الملكة فريدة والملكة ناريمان، جملة وتفصيلًا.

لم تكن سيرة فاروق فقط هي التي طالتها الألسن، بل اتهموا كذلك الملكة الشابة ناريمان بالانحلال الأخلاقي وشغفها بالكتب والمجلات الجنسية، وعن ذلك قال الكاتب الراحل أنيس منصور: «في يوم ذهبت أتفرج على القصر الملكي، ودخلت غرفة الملكة ناريمان.. ذات الألوان الزرقاء السماوية.. الجدران والأثاث والحمام، فوجدت شيئًا عجيبًا إلى جوار سرير الملكة: نسخة من رواية «عشيق الليدي تشاترلي» باللغة الفرنسية، للمؤلف الانجليزي د.هـ. لورانس، وهي قصة جنسية عريانة».

وأضاف منصور أن تلك القصة كانت ممنوعة من قِبل الرقابة الأمريكية، حتى تم الإفراج عنها فنُشرت للمرة الأولى عام 1960، أي بعد وفاة المؤلف بثلاثين عامًا.

الصحفي المصري قال إن الغرض من ترك هذه الرواية إلى جوار سرير الملكة السابقة كان «لكي تقول إنها قليلة الأدب وأنها مُنحلة!»، ولكنه برّأها بقوله: «نحن على يقين من أنها لم تكن كذلك وأنها لم تكن تعرف اللغة الفرنسية؛ فالملك فاروق عندما كان يبعث لها قبل الزواج بخطاباته الغرامية كان يكتبها بالفرنسية، وكانت هي تطلب من مدرستها أن ترد على الملك باللغة الفرنسية، فهي لا تستطيع أن تقرأ هذه الرواية!».

وأكمل: «تشويه سمعة هذه الملكة «الغلبانة» هو محاولة ساذجة لإلقاء الوحل «عمال على بطال»، على كل أفراد الأسرة المالكة».

الملك فاروق، تزوج الملكة ناريمان صادق، بعد أن أعجب بها حيث رآها للمرة الأولى عند الجواهرجي الخاص به، أحمد باشا نجيب، الذي كان يتعامل معه دائما، فكان اللقاء الأول حين ذهبت وقتها مع خطيبها المحامي محمد زكي لانتقاء خاتم الشبكة.

 سمع الجواهرجي صوت خطوات ناريمان وخطيبها، وطلب منهم التوقف عن الدخول حيث يوجد الملك، وعندما انتقل إلى حجرة الخزائن الملحقة بالمحل سمح لهما بالدخول، جلست ناريمان على كرسي في مواجهة حجرة الخزائن الذي يجلس فيها الملك تختار خاتم شبكتها، ليشاهدها الملك يعجب بها، ليشير بعد ذلك إلى نجيب الجواهرجي وطلب منه أن يعرفهما به، لأنه يرغب في بيع حجر سولتير ويعتقد أنه ينال إعجابها.

حصل الجواهرجي على رقم هاتف ناريمان، واتصل القصر بأسرتها وردت عليه والدتها، وأعطتهما رقم تليفون والدها في العمل.

كواليس مكالمة الملك ووالد العروس ناريمان

اتصل الملك فاروق بوالد ناريمان طالبًا منه الزواج بابنته، حيث تنطبق عليها الشروط التي وضعها للملكة القادمة، لتصيبه من الفزع والرعب ظنا منه بأن هذه الزيجة ستكون من نزوات الملك، ورغم ذلك تحدث مع خطيب ابنته زكي هاشم، ليقدر هذا الموقف  وتم فسخ الخطبة.

مراسم الزفاف الملكي للملك فاروق وناريمان

انشغل الجميع بمراسم الزفاف الملكية وترددت الأغاني وعلقت الزينة والمصابيح، وفي يوم الزفاف ذهبت الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق إلى منزل العروس في منزلها الجديد لمساعدتها في اللمسات الأخيرة.

ارتدت الملكة ناريمان فستانها الأبيض من الساتان، ويقال إنّه كان مرصعا بعشرين ألف ماسة، واستغرق تصنيعه نحو 4 آلاف ساعة، وكانت ترتدي تاجا من الألماس.

وعندما وصلت العروس إلى قصر عابدين، كان ينتظرها الملك وصعدت معه إلى أعلى ودخلت قاعة المرايا الشهيرة بقصر عابدين، ثم إلى غرفة الملك المزخرفة بالذهب، وقدمتها زينب هانم الوكيل، زوجة النحاس باشا، رئيس الوزراء آنذاك، لزوجات الوزراء.

وأقيمت مأدبة كبيرة في حدائق قصر عابدين، وبدأ الملك تقطيع أول قطعة من كعكة الفرح وكان عرضها 7 أقدام، وتتكون من 7 أدوار، وقدم فاروق قطعة منها على طبق من الذهب لناريمان.

الملكة ناريمان انفصلت عن الملك فاروق، والد نجلها ولي العهد أحمد فؤاد، بدعوى قضائية من محكمة مصر الجديدة الشرعية عام 1954، وتزوجت بعده بالدكتور أدهم النقيب وأنجبت منه أكرم النقيب، ثم وقع الطلاق عام 1964، لتتزوج ثالثًا بعد 3 سنوات بالدكتور إسماعيل فهمي، لواء بالقوات المسلحة، ولم ينجبا حتى توفيت عام 2005.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى