زمان يافن

بشارة واكيم.. نجم الكوميديا الذي حفظ القرأن وهو مسيحي ورفضت فنانة شهيرة الارتباط به

من أبرز نجوم الكوميديا المصريين الفنان الراحل بشارة واكيم الذي كان عنصرًا مشتركًا في مئات الأعمال المسرحية والسينمائية المتميزة مع نجوم عصره عبدالفتاح القصري وماري منيب وإحسان الجزايرلي وغيرهم كثيرين، وكل ذلك خلال مسيرة فنية طويلة امتدت لـ25 عامًا، انقضت معظمها داخل استديوهات السينما وعلى مسارح القاهرة، ولذلك كان من الطبيعي أن يمتنع عن الزواج حتى رحيله.

بشارة واكيم مصري قبطي من قلب القاهرة، وليس لبنانياً أو سوريًا، على الرغم من أنه كان يتحدث لهجتهم بطلاقه شديدة، مما جعل غالبية الأجيال التي أعقبت وفاته تعتقد أنه من إحدى دول بلاد الشام، لكنه كان مصريًّا خالصًا خرج من الحارة المصرية وتربى في شوارعها.

بشارة واكيم

وللزواج في حياة بشارة واكيم أكثر من قصة، أقربها للحقيقة أنه كان يبحث عن قصة حب حقيقية تنتشله من الصورة القاتمة التي اتخذها عن المرأة والمجتمع، ففي شبابه أحب إحدى جاراته بحي الفجالة وكاد أن يتزوجها بعد تخرجه في كلية الحقوق، ولكن عندما ترك العمل بالمحاماة وانخرط في فرقة عبد الرحمن رشدي المسرحية في بداية حياته، تدخل والد حبيبته وأجبرها على الزواج من غيره، لينقلب حبه للجنس الآخر إلى عداوة ظهرت في تصريحاته الصادمة عنهن بوسائل الإعلام في نهاية حياته.

وقد أسهم في ذلك قصة حبه الثانية إلى ماري منيب والتي كانت من طرف واحد، فعندما صارحها بحبه صدمته بأنها تحب غيره وتستعد للزواج به، وهنا ترك مشاعره العاطفية وانشغل بالقراءة وتحصيل علم اللغة، والذي قاده إلى حفظ القرآن الكريم، حتى يساعده على الإلمام باللغة لعشقه كتابة الشعر الموزون والمقفي.

بشارة واكيم

كما كانت له إسهامات كثيرة في تعريب المسرحيات والقصص الفرنسية إلي العربية، خصوصًا أنه خريج مدرسة الفرير بباب اللوق.

ومع إمكانات بشارة الشعرية، لم يوافق علي أن يصدر ديوانا يضم أشعاره التي اعتبرها شيئا خاصا به فقط، وكأنه يعاند الزمن الذي وقف أمامه بالمرصاد في حبه وخططه لمستقبله، فبعد حصوله علي ليسانس الحقوق عام ١٩١٧، كان يجب أن يكمل تعليمه في فرنسا كما كان يخطط عندما التحق بالجامعة، ولكن ظروف الحرب العالمية الأولي أنهت حلمه الأول، وزواج حبيبته من غيره، أغلقت أمامه مشاعر الحب للجنس الآخر، فدائمًا ما كان يردد أن والدته كانت تقول له “روح إلهي يبتليك بجوازة تهد حيلك” ولذلك لم يبحث عن الارتباط ببقية عمره.

بشارة واكيم

ومع أنه بدأ حياته الفنية في الأدوار التراجيدية بفرقة جورج أبيض، فإنه عندما انتقل لمسرح يوسف وهبي ثم منيرة المهدية تألق في الأدوار الكوميدية لتكون خطه الفني بعد ذلك، بل كانت السبب في قيامه بتكوين فرقته المسرحية الخاصة بعد اكتسابه الشهرة، وذلك كله في ظل اعتراض عائلته علي عمله بالفن وترك المحاماة، وتألق مسرحيًا ونال الشهرة الكبيرة بعد مسرحيات عديدة أبرزها “حسن ومرقص وكوهين،والدنيا علي كف عفريت”، ومن المسرح انطلق إلي السينما والانتشار الأوسع، وكون مع نجيب الريحاني ثنائيا فنيا متألقا وقدما العديد من الأفلام الخالدة مثل “لعبة الست، وليلي بنت الفقراء، وقلبي دليلي، وغرام وانتقام”.

بشارة واكيم

ومع العمل بالسينما والمسرح ترك بيت والده وقضي بقية حياته في بيت شقيقته الذي توفي زوجها، وساعدها في تربية أبنائها، والذي اعتبرهم أبناءه، حتي أنه أوصي بكل ثروته إليهم بعد وفاته.

ولارتباط بشارة بالمسرح والقراءة كانت أول انتكاسه مرضيه له علي المسرح وهو يقف بجانب نجيب الريحاني خلالى “مسرحية الدنيا لما تضحك”، وأصيب بالشلل المؤقت، ولم يلتزم بملازمة الفراش كما نصحه الطبيب وظل يذهب للمسرح يوميًا، حتي تماثل للشفاء، ولكن بعد ذلك بفترة قصيرة ودع الحياة، وفِي يديه أوراق مسرحية جديدة لم يكتب له أن يؤديها علي المسرح.

بشارة واكيمو”بشارة واكيم” وذلك اسمه الأصلي من مواليد ٥ مارس عام ١٨٩٠، وكان أول ظهور له علي الشاشة الفضية عام ١٩٢٣ في فيلم “برسوم يبحث عن وظيفة”، لينقطع عن السينما ٥ سنوات لانشغاله بإعداد فرقته المسرحية، ثم عاد للسينما عام ١٩٢٨ بفيلم “تحت سماء مصر”، لينقطع عن السينما مرة أخري لمدة ٦ سنوات ليعود عام ١٩٣٤ بفيلم “ابن الشعب”، وبعد ذلك لم يبتعد عن السينما وكان يقدم في العام الواحد أكثر من فيلم حتي عام ١٩٤٨ الذي قدم خلاله آخر أعماله السينمائية الذي حمل “اسم خلود”، ليخلد هو إلي الراحة الأبدية.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى