منوعات

(مش فاكرة اتعورت فين)… 4 روايات تكشف حقيقة (سفاح البنات) في السويس… صور

البداية كانت مساء يوم 6 نوفمبر، عندما خرجت “ر. أ. س.” طالبة في الصف الثاني الثانوي بمدرسة التجارة السويس، من منزلها متجهة إلى الطريق السريع، مر بجانبها شخص يستقل دراجة نارية، ابتعدت عنه، واتجهت لأقصى يسار الشارع، لم تهتم بالأمر، حتى أبطأ هو وعاد إليها من الخلف، وسدد لها ضربة بسلاح أبيض كان بحيازته، أسفرت عن جرح قطعي بطول 7 سم من الخلف بين الفخذ والركبة وفق التقرير الطبي.

بعد تلقي العلاج اللازم في المستشفى، توجهت الطالبة ووالدها إلى قسم شرطة فيصل، وروت لهم ما حدث معها تفصيليًا، وقالت إنها خلال سيرها قرب شارع المشتل متجه إلى طريق “السويس – القاهرة”، تابعها ذلك الشخص، وأدلت الطالبة المصابة بأوصافه وقالت إنه نحيل بشرته تميل للسمرة، كان يرتدي بنطال وجاكيت لونهما غامق وكأنها متسخة من أثار زيت أو شحم، ويستقل دراجة نارية سوداء بمقعد أحمر اللون.

انتقل ضباط قسم شرطة فيصل إلى مكان الواقعة وبفحص كاميرات المراقبة ظهر شخص بدراجة نارية، أثناء مروره بجوار الطالبة ثم خروجها من كادر الكاميرا، وعودتها مرة أخرى وهى تمسك فخذها بعد إصابتها.

لكن الكاميرا لم تضف شيئًا عما قالته الفتاة، ولم تظهر ملامح ذلك الشخص.

بعدها شكّل اللواء محمد جاد مدير أمن السويس، فريقًا للبحث ضم أكفأ الضباط بمديرية أمن السويس، لضبط ذلك الشخص والذي أطلق عليه رواد “فيس بوك” اسم “سفاح السويس”، واستمر فريق البحث بقيادة مدير المباحث والعميد عصام حافظ رئيس إدارة البحث الجنائي في جهوده لضبط ذلك الشخص وتحديد دوافعه.

اعتمد فريق البحث على توسيع دائرة الاشتباه، وتغطية نطاق أكبر من الأحياء السكنية، من خلال الكمائن المتحركة بمحيط مدارس الطالبات، وبالمدن السكنية خاصة داخل حي فيصل، مع وضع كمائن ثابتة قرب بوابات جامعة السويس بالسلام، والبوابة المطلة على مدينة المستقبل، وأيضًا بجوار كلية التجارة في ضاحية 24 أكتوبر، وتكثيف التواجد المروري بشارع ناصر الرئيس والذي يربط 3 أحياء ببعضها.

بلاغات متلاحقة

في غضون أسبوعين بعد الواقعة الأولى تلقت أقسام الشرطة 4 بلاغات، أفادت فيها المبلغات بتعرضهن للإصابة على يد مجهول يستقل دراجة نارية، وذكرن نفس الأوصاف التي ذكرتها الطالبة الأولى في محضر الشرطة.

وكشفت مصادر أمنية عن أن اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية للأمن العام، وصل السويس نهاية الأسبوع الماضي، وكان في استقباله مدير الأمن، لمتابعة جهود فريق البحث في القبض على المتهم، كما عقد اجتماع مع الضباط المشاركين استمر قرابة 3 ساعات.

وكان إعادة تفريغ ما سجلته كاميرات المراقبة ومناقشة الحالات التي ادعت اعتداء المجهول عليهن، أمر ضروري خاصة عقب تلاحق البلاغات، والتحريات الأولية التي أفادت بكذب إدعاء من تقدمن بها.

الشهرة

كانت “م. ع. ش” 17 سنة، طالبة في الثانوية العامة، أبرز من أدعين مهاجمة ذلك الشخص المجهول لهن خلال سيرهن في الشارع، وانتشرت روايتها المسجلة في مقطع فيديو على “فيس بوك” بعد أن قالت إن “السفاح” كما وصفته، باغتها خلال سيرها في شارع الجلاء، وأنه حاول ضربها وفشل في المرة الأولى ثم لاحقها مرة أخرى ونجح فيها وسدد لها ضربة، إصابتها بجرح أسفل الرقبة، وذكرت تلك الرواية لرجال الشرطة خلال مناقشتها في المرة الأولى عقب خروجها من المستشفى.

الطالبة التي لفقت تلك الواقعة حذرت في الفيديو الفتيات من الخروج من المنزل، خوفًا عليهن من تعرض ذلك الشخص عليهن من الأذى.

إعادة تفريغ كاميرات المراقبة وتتبع التسلل الزمني في الفيديوهات المسجلة أظهرت خط سيرها، وبالمناقشة كشفت عن خط سيرها ودخولها صيدلية في شارع الشهداء المتعامد على شارع الجلاء.

مشرط ومطعم

استدعت الشرطة الطالبة، وناقشتها ليس كمجني عليها، وإنما كمتهمة بعد أن أكدت التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة وأقوال الشهود العيان، كذب روايتها وأنها كانت تسير بمفردها ولم يتعرض لها أي شخص.

داخل مجمع نيابات السويس، اعترفت طالبة الثانوية العامة بالحقيقة وقالت:” اشتريت مشرط من الصيدلية، ودخلت الحمام في مطعم بأول شارع التحرير، وجرحت نفسي”.. وأضافت الطالبة في تحقيقات النيابة أن دافعها في ذلك الأمر كان المزاح مع أصدقائها وأسرتها، موضحة أنها بعد إصابة نفسها توجهت إلى المستشفى لمعالجة إصابتها وتحرير تقرير طبي بمحضر بالواقعة.

وأوضحت الطالبة أن صديقاتها نشرت على صفحاتهن في “فيس بوك” أن من وصفنه بـ”السفاح” جرح صديقتهن في رقبتها: “الموضوع بدأ ينتشر ولما دخل الإعلام في الموضوع وصوروا معايا ومع بابا والفيديو نزل على الفيس اشتهرت وكبرت القصة، ومكنتش عارفة أرجع عن اللي قلته لأهلي وأصحابي”.

وأرشدت الطالبة عن اسم ومكان الصيدلية، واستدعت النيابة الصيدلي، والذي ذكر أنه رأى الطالبة يوم ادعائها إصابتها، وإنها اشترت منه مشرط، كما طابقت أقوال الطالبة رواية الشهود العيان ومتابعة خط السير بكاميرات المراقبة.

من ناحيتها وجهت النيابة بإشراف المستشار هادي عزب المحامي العام، تهمة إزعاج السلطات للطالبة ووالدها، وقرر وكيل النائب العام إخلاء سبيل المتهمة ووالدها بضمان محل إقامتهما، بعد أن أكد والد الفتاة أنه تحدث للإعلام عن السفاح من واقع عاطفته كأب يخشى على ابنته، والتي اكتشف لاحقا أنها خدعته ولفقت تلك الحادثة.

“مش فاكرة أتعورت فين”

الرواية الثانية كانت الأربعاء الماضي، عندما وضع شخص يدعى “أ. ا.” صورًا لساعد يد به جرح سطحي، وآثار دماء على قميص، ونشر قائلًا: “بنتي السفاح طعنها” وذكر أن الواقعة كانت أمام محل شهير للاكسسوارات في حي السويس.

انهالت التعليقات بالدعاء لابنته، وصب الغضب على رجال الشرطة ووصفهم بالمقصرين، لم يذكر والد الطالبة أي تفاصيل جديدة على صفحته، وبعد بضع ساعات حذف الأب المنشور.

وأوضح مصدر أمني أن ضباط المباحث ناقشوا الطالبة “م. أ.” 17 سنة الابنة، والتي قالت إنها كانت تمر في ذلك الشارع خلف مدرسة الراعي الصالح، وفوجئت بإصابتها في ذراعها، وذكرت الطالبة أنها تضع سماعات الموبايل في أذنها وتستمع إلى أغاني، ولم تكن تدري ما حدث لها.

إلا أن فحص كاميرات المراقبة، لم تظهر أي وقائع اعتداء على أي شخص، وبمناقشة الأب أدعى أن ابنته لم تكتشف الجرح إلا عندما عادت للمنزل، ولم تر الدماء على قميصها إلا بعد وصولها ولا تعلم أين أصيبت بالجرح.

معاينة الجرح بمعرفة مفتش الصحة، وأثار القطع والدماء على ملابس الطالبة، أظهرت أن الجرح أطول من القطع في الملابس، كما أنه ظهر كخطين متلاصقين، وفي مكان مختلف عما جاء في آثار الدماء في الملابس، ما يعني أن الطالبة جُرحت ثم ارتدت الملابس وبها القطع.

وبمواجهة الطالبة بما أسفرت عنه التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة التي أكدت أنها لم تتعرض لأي ضرر خلال مرورها بالشارع صباحًا.

اعترفت أمام ضباط المباحث أنها جرحت يدها وأحدثت قطع في ملابسها التي ارتدتها فوق الجرح، فأحال قسم السويس الواقعة للنيابة، واتهم الطالبة في المحضر بإزعاج السلطات، بينما واجه والدها تهمة نشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير السلم العام.

أمام النيابة أنكرت الطالبة ما نسبه والدها لها، وقالت أنها لم تقل إن شخص مجهول اعتدى عليها وضربها في زراعها، وأشارت إلى أنها كانت تمر في الشارع في السابعة صباحًا متجهة إلى مدرستها، وعندما عادت للمنزل رأت الجرح دون أن تعرف سببه.

ورغم اعترافها أنها من أقدمت على إصابة نفسها في محضر الشرطة الذي وصل للنيابة إلا أنها أنكرت ذلك في التحقيقات.

بينما حاول والدها تحسين موقفه القانوني، فقال لوكيل والنائب العام: “أنا كتبت على الفيس أن السفاح طعمها وليس طعنها”، قررت النيابة إخلاء سبيل الطالبة ووالدها، بضمان محل إقامتهما على ذمة التحقيقات المستمرة في تلك الوقائع غير الحقيقية.

حجة غياب

أما الرواية الثالثة فكانت الجمعة الماضية، عندما أدعت “م. أ.” 17 سنة، تعرض شخص مجهول لها، وجرحها في يدها، هربًا من عقاب والدتها بعد تأخرها عن المنزل وحضورها حفل زفاف إحدى صديقاتها.

كانت الفتاة الحاصلة على الشهادة الإعدادية، ولم تكمل تعليمها، خرجت مساء الجمعة لحضور تدريب في أحد المراكز الخاصة، طلبت من والدتها عقب علمها بإلغاء التدريب السماح لها بحضور حفل زفاف صديقتها.

عادت الطفلة لأمها بعد الحادية عشر ليلًا، وهى تبكي وتدعي أن مجهول أصابها بآلة حادة في يدها وهرب بجوار موقف خط الألبان بحي السويس، فرافقتها للمستشفى لعلاجها ثم توجهت لقسم السويس لتحرير محضر بتلك الواقعة التي صدقتها الأم.

إلا أن مناقشة الشرطة وسؤال الشهود العيان والتقرير الطبي أفادا بأن الرواية التي ذكرتها البنت ملفقة، كما أن التقرير الطبي أفاد بأن زاوية الجرح تتنافى مع روايتها، فضلًا عما سجلته كاميرات المراقبة والتي جاء فيها أن الطفلة خرجت من خلف سيارة ميكروباص كانت متوقفة، وأدعت تعرضها للإصابة، ولم يظهر أي شخص من خلف تلك السيارة سواء مترجلًا أو مستقل دراجة نارية.

بتطور المناقشة اعترفت الطالبة أنها لجأت لتلك الحيلة بعد شيوع الحديث عن ذلك الشخص الذي يتعدى على الفتيات، والذي علمت بأمره من صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وحجة حتى لا تعاقبها والدتها على تأخرها، فأحالت مأمور قسم السويس الواقعة للنيابة العامة واتهم الطالبة بإزعاج السلطات.

وخلال التحقيق مع الطفلة قالت المتهمة إنها اتصلت بوالدتها بعد الثامنة مساء وطلبات منها حضور حفل زفاف صديقتها، لكنها رفضت، وأضافت: “روحت الفرح مع صحباتي ولما رجعت اشتريت موس وفضلت ماشية لحد موقف الألبان، واستخبيت ورا العربيات، وعورت نفسي”.. تحكي الطالبة كيف نفذت حيلتها.

وأوضحت أنها عقب جرح نفسها في ذراعها الأيسر، خرجت وهي تصرخ وتقول: “إلحقوني السفاح عورني” وأدعت ان شخص يرتدي ملابس سوداء يستقل دراجة نارية ضربها بسلاح أبيض وفر هاربًا.

وجهت النيابة للفتاة تهمة إزعاج السلطات وحيازة وإحراز سلاح أبيض، قبل أن تقرر إخلاء سبيلها بضمان محل إقامتها، وأمرت بإخطار لجنة حماية الطفولة ومديرية التضامن الاجتماعي لإعداد تقرير عن حالة الطفلة واتخاذ الإجراءات القانونية معها.

معاكسة

مساء الجمعة 16 نوفمبر، تعرض شاب مجهول لسيدة منتقبة “و. ع.” خلال سيرها مع ابنها وابنتها، عقب خروجهما من أحد مراكز التسوق بحي فيصل، وتردد على صفحات موقع التواصل الاجتماعي أن السيدة تعرضت لجرح في ظهرها وذراعها على يد شخص مجهول يستقل دراجة نارية.

 

إلا أن السيدة نفت ذلك خلال تحقيقات النيابة، وأفادت بأنها لم تحرر محضر بذلك، بل إن رجال الشرطة هم من حضروا إلى مكان الواقعة لسؤالها عما تعرضت له، وأوضحت أن شاب استوقفها وعاكس ابنتها وعندما نهرته دفعها وفر هاربًا ولم يتعد عليها أو ابنتها.

شائعات

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات تداول الصور والأخبار في نشر الشائعات والأكاذيب وتحويل كل حالة مرضية مصابة بجرح، إلى ضحية جديدة للسفاح، أبرزها أن ذلك الشخص استغنى عن السلاح الأبيض، وبدأ في إلقاء ماء النار على وجه السيدات.

وبالتحري عن الواقعة، ظهر أن سيدة مصابة حروق وصلت مستشفى السويس العام مصابة بحروق في الوجه نتيجة لاندفاع البخار خلال إعدادها الطعام في المنزل، أما الشائعة الأخرى فكانت استهداف السفاح لطالبة وجرحها في وجهها، والحقيقة أن الطالبة اختل توازنها خلال نزولها على درج منزلها فسقطت وأصيبت في جبهتها.

استمرار البحث

رغم ثبوت كذب عدة وقائع، إلا أن جهود الشرطة لضبط الشخص المجهول الذي ظهر في فيديو وهو يعتدي على الطالبة “ر. أ.” خلال سيرها بمدينة السلام، ما زال مستمرًا، ولم يتوقف إلا بعد ضبطه بحسب ما أكدت القيادات الأمنية في السويس.

“تلك الوقائع هي الأولى من نوعها في السويس، ولا يوجد سابقة أعمال إجرامية بذلك الشكل”.. يقول مصدر أمني، مطالبًا بتحري الدقة قبل نشر أية معلومات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

 

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى