صحة

ما تود أن تعرفه عن مرض الطاعون الدملي بعد انتشاره في الصين.. أعراضه وكيفية انتشاره بين الناس.. ولماذا يعد الأخطر في التاريخ

أثار إعلان السلطات في مدينة بيان نور بمنطقة منغوليا الداخلية الصينية، تحذيرا الأحد، بعد يوم من إبلاغ مستشفى بحالة يشتبه بأن تكون طاعونا دبليا، المخاوف من هذا المرض الذي أصبح تفشيه في العصر الحديث نادرا.
وأصدرت لجنة الصحة في المدينة هذا التحذير من المستوى الثالث وهو ثاني أقل تحذير في نظام يتضمن أربعة مستويات.
ويحظر التحذير صيد أو أكل الحيوانات التي قد تحمل الطاعون ويطلب من الناس الإبلاغ عن أي حالات يشتبه بأنها طاعون أو ارتفاع في درجات الحرارة دون أسباب واضحة.
ويأتي هذا التحذير بعد الإبلاغ عن أربع حالات إصابة بالطاعون في منغوليا الداخلية في نوفمبر من بينها حالتا إصابة بالطاعون الرئوي، وهو سلالة قاتلة من الطاعون، حسبما ذكرت “رويترز”.
وكان الطاعون في الماضي من أكثر الأمراض فتكا في تاريخ البشرية، إلا أنه بات اليوم قابلا للعلاج بسهولة بالمضادات الحيوية.

ما هو حيوان المرموط؟
حيوان المرموط هو جنس من الحيوانات الذي يتبع الفصيلة السنجابية من رتبة القوارض، ويتم تناوله في مناطق بالصين بزعم أنه علاج شعبي لإعطاء صحة جيدة، ويعتقد أنه أحد الحيوانات الناقلة للمرض.
ويعتبر المرموط أكبر حيوان في فصيلة السنجابيات، ويعيش في الجحور، ويوجد في مناطق كثيرة من نصف الكرة الشَّماليَّة، ويتواجد في أعالي جبال الألب والهيمالايا صيفا، وفي الحجر الشتوية بالأراضي الزراعية شتاء.


تاريخ قاتل لحيوان المرموط
وبحسب شبكة “سي إن إن”، يعتقد أن المرموط تسبب في وباء الطاعون الرئوي عام 1911، الذي أودى بحياة حوالي 63 ألف شخص في شمال شرق الصين، بعد أن تم اصطياده من أجل فرائه، التي ارتفعت شعبيتها بين التجار الدوليين، لينتشر المرض بعد أن تم تداول منتجات الفراء المريضة ونقلها في جميع أنحاء البلاد؛ ما أصاب الآلاف على طول الطريق.
إلى ذلك، كانت بعض أجزاء الصين والدولة المجاورة منغوليا، تتناول المرموط؛ ما تسبب تاريخيا في تفشي الطاعون بالمنطقة.

ما هو الطاعون الدملي؟
يعد الطاعون مرضا معديا مميتا إذا لم يتم علاجه، وينتج عن بكتيريا يطلق عليها اسم “يرسينيا”، تعيش في بعض الحيوانات وخصوصا القوارض والبراغيث، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في تقرير لها حول المرض.
ويمثل “الطاعون الدملي” النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي تصاحبه أعراض كتورم العقد اللمفاوية في مناطق الفخذين والإبطين والرقبة، وتكون مؤلمة، وتتطور بشكل متسارع في الأسبوع الأول بعد الإصابة.
ويشير موقع “مايو كلينيك” الطبي، إلى أن أعراض المرض قد تتضمن أيضا الحمى والقشعريرة، بالإضافة إلى الصداع والتعب وآلام في العضلات.
كذلك قد يؤثر هذا الطاعون على عمل الرئتين، الأمر الذي يسبب سعالا وآلاما بالصدر وصعوبة في التنفس.
وفي بعض الحالات، تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم وتسبب “إنتانا” أو “تسمما”، يمكن أن يحدث تلفا في الأنسجة، وفشلا في الأعضاء.
وخلال الفترة الواقعة بين عامي 2010 و2015، تمّ الإبلاغ عن 3248 حالة في جميع أنحاء العالم، بما فيها 584 حالة وفاة، بينما سجلت الصين 26 حالة إصابة و11 حالة وفاة خلال الفترة من 2009 إلى 2018.


واشتهر هذا النوع من الطاعون في العصور الوسطى بـ”الموت الأسود”، في إشارة إلى اللون الأسود للغرغرينا الذي قد يرافق المرض ويتسبب بموت أجزاء من الجسم مثل أصابع اليدين والقدمين.
وبحسب الدراسات الطبية، فإن أعراض الإصابة بالطاعون تظهر خلال مدة تتراوح بين اليومين إلى ستة أيام.

هل ينتشر الطاعون الدملي بين الناس؟
حسب منظمة الصحة العالمية، فالطاعون الدملي هو الأكثر شيوعاً بين أشكال الطاعون، إلا أنه لا يمكن أن ينتقل بسهولة بين الناس، في حين ينتقل الطاعون الرئوي بين الناس عبر الرذاذ أو من خلال السعال.
وللوقاية من الطاعون الدملي يجب الامتناع عن ملامسة الحيوانات النافقة والابتعاد عن القوارض وخاصة الفئران والجرذان ومكافحة الحشرات من خلال استخدام المبيدات والمطهرات للقضاء على البراغيث.
وتؤكد التقارير الطبية أن المصابين بالطاعون الدملي يمكنهم التماثل للشفاء بنسب تتراوح بين 30 إلى 60 في المائة، في حين يؤدي الطاعون الرئوي إلى الوفاة في حالة غياب العلاج، وعليه ينصح الخبراء المصابين بتلقي العلاج في الوقت المناسب.

كيف يمكن علاج الطاعون؟
يرى خبراء الصحة أن أفضل علاج للطاعون هو المضادات الحيوية، وعادة ما يتماثل الشخص للتعافي إذا ما بدأ العلاج في وقت مبكر، لذا يتوجب على الأشخاص الذين يوجدون في مناطق يكثر فيها الطاعون، التوجه إلى المراكز الصحية لتقييم وضعهم الصحي والتأكد من إصابتهم أو من عدمها والخضوع للعلاج في حال الإصابة.
عملية عزل المصابين بالطاعون تعتبر الطريقة الأمثل لإحتواء الوباء.
ومنذ الأول من تموز/ يوليو، أكدت الصين تأكيد حالتين يشتبه فى إصابتهما بالطاعون الدملي فى مقاطعة خوفد فى غرب منغوليا الداخلية من خلال نتائج الاختبارات المعملية، حيث تم نقلهما للعلاج في إحدى المستشفيات.
وأوضحت أن المصابين تناولا لحم حيوان من الفصيلة السنجابية، محذرة الناس من تناول ذلك النوع من اللحوم، فيما عزلت السلطات الصحية 146 شخصاً كانوا على اتصال بالمصابين.

قاتل لكنه يمكن علاجه
تظهر من وقت لآخر حالات إصابة بالطاعون الدملي في أنحاء من العالم.
وظهرت في مدغشقر أكثر من 300 إصابة خلال موجة انتشار في عام 2017.
وفي مايو/ أيار من العام الماضي، توفي رجلان في منغوليا بسبب هذا الطاعون، وقد أصيبا بالمرض بعد أكلهما لحم أحد القوارض نيئا.
وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية في عاصمة منغوليا، أولانباتر، لبي بي سي إن أكل لحم المرموط وكليته نيئا أمر يُعتقد في التراث الشعبي أنه مفيد للصحة.
ويُعرف عن هذا الحيوان القارض حمله لبكتيريا الطاعون، وهو مرتبط بحالات الإصابة في منغوليا. ولا يزال صيده غير قانوني هناك.
ومن أعراض الطاعون الدملي تضخم الغدد الليمفاوية. ويصعب تشخيصه في المراحل الأولى، بسبب تشابه أعراضه، التي لا تظهر إلا بعد حوالي ثلاثة إلى سبعة أيام، مع أعراض الأنفلونزا.
ولا يحتمل أن يؤدي ظهور حالات من الطاعون الدملي، الذي يعرف بالموت الأسود، إلى أن يصبح وباء.
وقال شانتي كاباغودا، وهو طبيب متخصص في الأمراض المعدية في مركز ستانفورد الصحي لبي بي سي ” لدينا الآن، على عكس الوضع في القرن الـ14، فهم ومعرفة بالكيفية التي ينقل بها هذا المرض”.
وأضاف: “ونعرف كيف نمنعه. ولدينا القدرة على علاج المرضى المصابين به، بمضادات حيوية فعالة”.
وأدى “الموت الأسود” إلى وفاة حوالي 50 مليون شخص في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا في القرن الـ14.
وكان آخر انتشار مرعب له في لندن في عام 1665، في ما عرف بالطاعون العظيم، حيث قتل فيه نحو خُمس سكان المدينة. وانتشر أيضا في موجة أخرى في القرن الـ19 في الصين والهند، وقتل بسببه وقتها أكثر من 12 مليون شخص.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى