صلاح منصور..فقد ابنيه الاثنين وقام بتوزيع الشربات بعد رحيل أحدهما

19 يناير..ذكرى وفاة أحد المتميزين في أدوار الشر في السينما، رغم ملامحه التي لا تُظهر ذلك لكنَّ نظراته قد تخيفك إن نظر إليك نظرته الشريرة.
لم يبدأ حياته الفنية كممثل، رغم أنه أدى أدوار على خشبة المسرح المدرسي، ومن الأدوار التي نجح فيها في سن صغير “هاملت”
كان يعمل في البداية صحفيًا في مجلة روزاليوسف 1940وحواره الأول له حينما كان عمره 17 عامًا مع “أسمهان”

ولد صلاح منصور عام 1923 في مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وتخرج من معهد التمثيل في عام 1947، وأنشأ مع رفاق دفعته فرقة المسرح الحر عام 1954.

أهم أعمال صلاح منصور

قدم العديد من الأدوار ليس فقط في السينما، بل برع أيضًا في المسرح حيث قدم العديد من المسرحيات الناجحة مع فرقة المسرح الحر التي كونها، ومن أدواره المسرحية ” الناس اللي تحت، ملك الشحاتين، برعي بعد التحسينات، زقاق المدق، ياطالع الشجرة، رومولوس العظيم، زيارة السيد العجوز”
وتنوعت أدواره السينمائية بين الكوميديا والتراجيديا، وحقق فيها نجاحات عظيمة وتعلق بها الجمهور، ومن أبرز الأدوار التي قام بها هي شخصية “عتمان” العمدة في فيلم “الزوجة الثانية” مع سعاد حسني وشكري سرحان وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا.

وشارك في العديد من الأدوار المتنوعة في السينما والمسرح والمسلسلات الإذاعية، وجنى العديد من الجوائز عن أدواره، أول جائزة كانت عام 1954كأفضل ممثل مصري إذاعي في مسابقه إذاعة صوت العرب.
وعام 1963 حصل على جائزة عن أدائه في فيلم “لن أعترف”.
وجائزة أفضل دور الثاني في فيلم “الشيطان الصغير”، وفي عيد الفن عام 1966 حصل على وسام العلوم والفنون
حصل على جائزة الدولة التقديرية من أكاديمية الفنون عام 1978

مواقف مؤثرة في حياة صلاح منصور

رغم النجاحات التي حققها والشهرة التي حاز بها إلا أن حياته لم تخلو من المشاكل وذهنه لم يصفى من الهموم والتفكير، حيث كان ابنه الأصغر مُصابًا بمرض نادر “ضمور فى الأعضاء”، فكانت كل أمواله تذهب على علاجه في لندن.

وقدم طلب لتتكفل الدولة بعلاج ابنه لكن الأمر لم يستمر سوى لثلاثة أشهر فقط، حيث تم رفض التجديد.
أثناء تواجده في لندن، صادف زيارة الرئيس “أنور السادات” للعاصمة البريطانية لندن، وحينما التقاه صلاح منصور في السفارة طلب منه مد فترة علاج ابنه ووافق الرئيس، وأصر منصور على أن يكتب السادات القرار لكي يهدأ ذهنه وبالفعل وافق السادات.
ولكن رحلة العلاج لم تنتهي إلى بر الأمان، حيث استمرت 10 سنوات وأثناء إجراء عملية جراحية لابنه في لندن توفي وترك خلفه حزنًا وجرحًا لا يندما في قلب أبيه، ومن شدة حزنه أُصيب بمرض السرطان وتلف كبدي واستمرت معاناته سنوات طوال.

استشهاد نجله الثاني

استشهد ابنه الثاني في حرب أكتوبر سنة 1973، وعندما وصل إليه نبأ الاستشهاد قام بتوزيع حلويات على جيرانه.
وأثناء حفل تكريم أسر الشهداء عانق صلاح منصور الرئيس السادات وبكى بين أحضان الرئيس متأثرًا، وتبرع بمكافأة ومعاش ابنه الشهيد لتسليح الجيش المصري.

وفاة صلاح منصور

رحل صلاح منصور عن عالمنا في مثل هذا اليوم 19 يناير 1979 إثر إصابته بالعديد من الأمراض، رحل تاركًا خلفه أثر طيب وأعمال مبدعة باقية إلى الآن.