زمان يافنعربىمشاهير

دور الصحافة في إنقاذ مريم فخر الدين من الصمم .. وفارس مجهول رفضت التحدث إليه أصبح منقذها

للصحافة دور كبير لا يمكن إنكاره ليس فقط في نشر كل جديد والسعي لاطلاع الجمهور على العالم من الداخل والخارج، بل أيضًا تسهم في إيجاد حلول لقضايا مطروحة وإنقاذ إنسان.

وهذا ما حدث تحديدًا مع الفنانة “مريم فخر الدين” التي أصيبت بفقد السمع في إحدى أذنيها، ولم تكن تعتقد أن نعمة السمع ستعود إليها، وسارعت مجلة المصوّر بنشر إصابة مريم فخر الدين عام 1961، وقرأ الفارس المجهول ما نشرته المصوّر فسارع لنجدة مريم فخر الدين.

ونُشر في مجلة الكواكب تحقيقًا تحت عنوان “كادت مريم تقع في غرام الطبيب المداوي” في عدد 20 يونيه 1961، وجاء في مقدمته أن مريم فخر الدين لم تكن تؤمن بأن نعمة السمع ستعود إليها، ولم تعتقد أن الشفاء يحمله لها هذا المتحدث الذي أغلقت التليفون في وجهه أكثر من مرة.

حينما اتصل بها الفارس المجهول أجابت مثلت أنها الخادمة وأعطته رقم “محمود ذو الفقار” على أنه الرقم الخاص بها، استمر المتحدث يطلب مريم في تليفونها وتليفون محمود ذو الفقار الذي انهال عليه بالشتائم اعتقادا منه أنه مجرد معاكس، وفي كل مرة كان المتحدث يترك اسمه.

وفي اليوم الرابع ردت عليه مريم لتستفسر عن طلبه وسر إلحاحه للحديث معها شخصيا، فقال لها: “أنا يا مدام قرأت مجلة المصوّر وعرفت مأساة أذنك، وكنت في ألمانيا منذ أسابيع، ومن هناك دعوت أحد الأطباء المتخصصين في علاج الأذن، وهو صديق لي للحضور إلى القاهرة لإجراء عملية في أذن أختي المصابة بالصمم، والطبيب ألماني، وهو موجود الآن في الإسكندرية ومستعد للكشف عليك”، ودار الحوار التالي: 

ــ يا سيدي أنا متشكرة قوي على شعورك النبيل ده، إنما أنا شايفة إن مفيش فايدة، السنة اللي فاتت عملت عملية على يد طبيب عالمي أيضا ولم تنجح .

ــ بلاش يأس يا مدام، ومحدش عارف الخير جاي منين، ولن تخسري كثيرا لو عرضت نفسك على هذا الطبيب.

ــ  وكم تتكلف العملية

ــ 120 جنيه

ــ لكن أنا لست مستعدة في الوقت الحالي ماديا

ــ حجزت لك موعدا.. وما عليك فقط إلا الحضور

وسافرت مريم إلى الإسكندرية وقالت إنها ارتاحت للطبيب من أول نظرة، وشعرت أن الشفاء سيكون علي يديه، وأشفقت على نفسها أن تقع في حب الطبيب الذي أعاد إليها صورة فتى أحلامها الذي كانت تتمناه، وتحمد الله أن الطبيب لم يمكث في مصر طويلا، وإلا كانت ستقع في حبه.

واستطاع الطبيب الشاب الذي أبهره جمال مريم ورقتها أن يضع يده على موطن الداء، فأجرى لها العملية الجراحية، واستأصل “شاكوش” من الأذن المصابة وقام بتركيب “شاكوش” بالاستيك وأوصله بمركز السمع، وكانت هذه العملية خطيرة جدا، والجدير بالذكر أنها من ابتكار هذا الطبيب الأشقر، فحدثت المعجزة وعادت نعمة السمع إلى أذن مريم.

أما المتحدث الذي رفضت مريم أن تكلمه في البداية فهو الفارس المجهول الذي دفع أجر العملية للطبيب، وكان يرسل كل يوم باقة من الزهور إلى مريم تحمل إليها أطيب تمنياته ودعواته لها بالشفاء، كما اعتبر نفسه مسئولا عن كل مطالبها أثناء وجودها بالإسكندرية، ولم يذهب الرجل لزيارتها إلى مرة واحدة فقط، يوم أن تمت العملية بنجاح .. ومن يومها لم يتصل بها أو يحاول مقابلتها، خوفا من أن يساء فهم ما فعل، وحتى لا تعتقد مريم أنه يطاردها ويطلب صداقتها ثمنا لما قدم، واختفى الفارس المجهول.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى