عربى

تعرف على أسرارها المحيرة .. مدينة بومبي المدفونة واكتشاف كنوز جديدة

مدينة بومبي الإيطالية، هي مدينة رومانية قديمة في كامبانيا، جنوب شرق نابولي -إيطاليا-، تعرضت لثوران بركاني ضخم من جبل فيزوف عام 79 م، وأدى البركان إلى تساقط الحطام البركاني فوق المدينة، وارتفاع سحب من الغازات الساخنة دمرت المباني، وسحقت السكان ودُفنت المدينة تحت غطاءٍ من الرماد، لقرونٍ عديدة.

ظلت مدينة بومبي تحت لوح الرماد، الذي حافظ على البقايا الأثرية فيها، وتم اكتشافها في القرن الثامن عشر وتحديدًا عام 1748، وأدى ذلك إلى اكتشاف مدينة يونانية رومانية متطورة، وتضمنت المباني العامة الضخمة مدرجًا هائلًا، وقد تم الكشف عن المنازل ذات التصميمات المختلفة الجذابة والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.

هلاك مدينة بومبي

كانت المدينة تتأهب للاحتفال بعيد إله النار في يومٍ 24 أغسطس عام 79م، تحول الاحتفال إلى رعب وفزع غطى المدينة بأكملها، محاولات هروب فاشلة مصير محتوم، ومشاهد رعب مخيفة، تسبب فيه بركان فيزوف.

استولى اليونانيون على المدينة وجعلوها جزءًا من المحيط الإغريقي في القرن الثامن قبل الميلاد، وقد كانت بلدة مستقلة، وسقطت فيما بعد تحت تأثير روما في القرن الثاني قبل الميلاد، فأصبح ساحل كامبانيا وخليج نابولي نقطة جذب للأثرياء القادمين من روما.

نقطة تحول على أرض بومبي

في مطلع القرن الأول الميلادي، كانت مدينة بومبي منتجعًا مزدهرًا لمواطني روما الأغنياء، وقد احتوت على منازل أنيقة وفيلات متقنة التصميم، كان عدد سكان المدينة يقدّر ما بين 10,000 و 20,000 نسمة في وقت تدميرها.

استوطن مدينة بومبي لأول مرة أحفاد سكان كامبانيا الناطقين بالأوسكان، وتشير الدلائل الأثرية إلى أن قرية أوسكان كانت تقع في مدينة بومبي، وتعرضت لتأثير المثقفين اليونانيين الذين استقروا عبر الخليج في القرن الثامن قبل الميلاد، وجاء الأتروسكان إلى كامبانيا في القرن السابع، ظل نفوذهم قوياً حتى دُمِّرت قوتهم البحرية من قبل الملك هيرون الأول من سيراكيوز في معركة بحرية قبالة كوماي في عام 474 قبل الميلاد.

تحول لغة بومبي من الأوسكان إلى اللاتينية

تبع ذلك فترة ثانية من الهيمنة اليونانية، وفي نهاية القرن الخامس، غزا السامنيون المحاربون كامبانيا، وأصبح كل من مدينة بومبي وهيركولانيوم وستابيا مدنًا سامنية، وفي نهاية الحروب السامنية، أصبحت كامبانيا جزءًا من الاتحاد الروماني، وأصبحت المدن حلفاء لروما، وانضمت مدينة بومبي إلى الإيطاليين في تمردهم ضد روما في حربٍ جماعية، كما حصلت بومبي إلى جانب بقية إيطاليا جنوب نهر بو، على الجنسية الرومانية بعد انتهاء الحرب، وقد حلت اللغة اللاتينية محل الأوسكان كلغة رسمية للبلاد.

إعادة اكتشاف مدينة بومبي

ظلت المدينة على حالها حتى عام 1748 م، عندما وصلت مجموعة من المستكشفين الباحثين عن القطع الأثرية القديمة إلى كامبانيا وبدأت بأعمال الحفر، واكتشفوا أن الرماد كان بمثابة مادة حافظة رائعة، فقد كانت مدينة بومبي تحت كل هذا الغبار، تقريبًا كما كانت قبل 2000 عام، حيث كانت مبانيها سليمة، كما أدى هذا البركان إلى تجميد الهياكل العظمية في مكان سقوطها.

كما قال العديد من العلماء أن أعمال التنقيب في بومبي لعبت دورًا رئيسيًا في إحياء الكلاسيكية الجديدة في القرن الثامن عشر، وقد ساعدت رسومات مباني بومبي في تشكيل الاتجاهات المعمارية للعصر.

وتستمر أعمال التنقيب في بومبي منذ ما يقرب من ثلاثة قرون، ويبقى العلماء والسائحون مفتونين بآثار تلك المدينة الغريبة كما كانت في القرن الثامن عشر.

آثار غريبة في مدينة بومبي

عثر النقاب على كنوز جديدة داخل أحد الصناديق على العشرات من الخواتم والتماثيل الصغيرة وتمائم الحظ، صُنِعَت من العاج أو البرونز أو الخزف أو الكهرمان.

وما يثير الدهشة في هذه الخواتم والتمائم أنها تبدو كما لو أنها تعود لساحر أو ساحرة ما، وفقا لما قاله ماسيمو أوسانا -مدير حديقة بومبي الأثرية- و يتولى إدارة بومبي منذ عام 2014 على مشروع إعادة تأهيل كبير موّل الاتحاد الأوروبي جانباً كبيراً منه، أعاد الحياة إلى هذا الموقع الذي عانى صيانةً سيئة رغم كونه مصنفًا ضمن التراث العالمي لليونسكو.

واكتشف علماء الآثار في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ما يُعرَف بثيرموبوليوم وهو بمثابة نقطة لبيع “وجبات سريعة” كان شائعا جدا في العالم الروماني، ووُجِد هذا الثيرموبوليوم في حالة حفظ ممتازة إذ جمّده الرماد البركاني.

تأثر مدينة بومبي بجائحة كورونا

وكان موقع بومبي مغلقا في الأشهر الأخيرة كمعظم المواقع الثقافية الإيطالية بسبب جائحة كوفيد-19، وأعيد افتتاحه في 18 يناير/ كانون الثاني، لكنه لا يزال شبه مهجور، ولا يتجاوز متوسط عدد زواره المئة يوميًا، بعد أن كان يبلغ ثمانية آلاف في الأوقات العادية.

واستقبلت المدينة الأثرية نحو 3,9 مليون زائر عام 2019 مما جعلها الموقع الثالث الأكثر جذبا للسياح في إيطاليا بعد الكولوسيوم في روما و”متحف أوفيزي” في فلورنسا.

ورأى ماسيمو أوسانا أن المرحلة الراهنة تشكّل وقتا مناسبا لزيارة بومبي. وقال: “كأن الزائر يرى روح بومبي. إنها مدينة مهجورة، ومشهدها من دون سياح لربما يدفع زائرها إلى أن يفكر أكثر بالكارثة المروعة التي أودت بكل أشكال الحياة في هذه المدينة وجعلت الصمت يسود مكاناً نابضاً”.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى